السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ترويج الشائعات تحت ستار الحرية.. غير جائز

ترويج الشائعات تحت ستار الحرية.. غير جائز
28 يوليو 2016 23:20
أحمد مراد (القاهرة) شدد علماء دين وإعلاميون على أن أمانة الكلمة من أهم أنواع الأمانات التي حث عليها الإسلام، ودعا إلى الحفاظ عليها، مؤكدين أن الكلمة الطيبة يكسب بها المسلم أجراً من الله تعالى، وكذا الكلمة الخبيثة التي تدعو إلى الباطل وتؤدي إلى الشر والفساد يعاقب عليها المرء. وأكد العلماء أن من ضوابط أمانة الكلمة مراعاة مصلحة المسلمين وأوطانهم، وألا تؤدي إلى الإضرار بالنفس أو الآخرين، لذا فإن حرية الرأي يجب أن تخضع للقاعدة الفقهية «لا ضرر ولا ضرار». تحري الصدق أوضح د.شوقي علام، مفتي الديار المصرية، أن مفهوم أمانة الكلمة في الشريعة الإسلامية عام وشامل لكل أقوال وأفعال الإنسان، وإذا كان الإنسان محاسباً على أقواله وأفعاله فهو مؤتمن عليهما، مؤكداً أن أمانة الكلمة من أهم أنواع الأمانات التي حث عليها الإسلام ودعا إلى الحفاظ عليها، فالكلمة أمانة، فمنها الطيب ومنها الخبيث، فالكلمة الطيبة يكسب بها المسلم أجراً، صادقة نافعة مفيدة للأمة، وكذا الكلمة الخبيثة التي تدعو إلى الباطل وتؤدي إلى الشر والفساد يعاقب عليها المرء، وفي ذلك قال الله تعالى: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً من رضوان الله يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوى بها في جهنم». وقال مفتي مصر: «يجب على المسلم الالتزام بأمانة الكلمة ليكون من المؤمنين حقاً، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت»، أي أن تكون كلماتك نافعة ومؤثرة وتخدم دينك ووطنك وتسعى للمِّ شمل أمتك، كلمات توحد الصف وتعالج قضايا الأمة وهمومها في ضوء كتاب ربنا جل وعلا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. فقول الخير أو الصمت عما سواه أمر من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته كي يستقيم إيمانها، فاستقامة اللسان من خصال الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه»». وأشار د.علام إلى أن سلامة الإيمان مرتبطة بنزاهة اللسان، قال صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، وعليه يجب على المسلم أن ينزه لسانه من كل قبيح ولا يجري عليه غير الحق، وينأى بنفسه ولسانه على أن يُجري عليه زوراً أو كذباً أو غيبة أو نميمة أو استهزاء أو استخفافاً بالناس، أو إفشاء لأسرار الآخرين عند الخصومة، وصدق صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة» وتابع: ومن أجل الحفاظ على المجتمع أمرنا القرآن الكريم بالتثبت والتبين، إذا حمل فاسق نبأ فيه كذب يفتري به على الناس فقال الله سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ»، فعلينا أن نتحرى الصدق في القول وفي النقل والتثبت في تلقي الكلام عن الآخرين، فمع انتشار وسائل الاتصالات المختلفة أصبح الإنسان يقف حائراً أمام هذا السيل الهادر من المعلومات والأقوال والأفعال، وهذا يحتم عليه أن يكون يقظاً في التلقي عن الآخرين، ومن ضوابط أمانة الكلمة أن تراعي مصلحة المسلمين وأوطانهم، وألا تؤدي كلماتك إلى الإضرار بالنفس أو الآخرين. الكلمة الطيبة ومن ناحية أخرى، أكد د.محمود يوسف، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن الإسلام صان الحرية وأحاطها بسياج من الحماية‏، واحترم الكلمة ومنحها حق الانتشار والذيوع‏، لكنه أراد لها أن تكون كلمة منضبطة ملتزمة‏، ووضع الإسلام لها حدوداً وضوابط، فلا يجوز لأحد تحت ستار الحرية أن يروج الشائعة، أو يستخدم قنوات غير مشروعة للتعبير عن الرأي، ولا يجوز أن يتطاول علي عقيدة، أو يسب شخصاً، أو يتحدث بغير علم أو فهم أو فقه، أو يعرض أمن المجتمع وسلامته للخطر. وقال د. يوسف: جاءت الكلمة في القرآن الكريم بمواصفات لا ينبغي لنا أن نحيد عنها في خطابنا الإعلامي الذي يحوي بعضه سباً وتطاولاً، وشتماً وتجريحاً، وأحكاماً بغير دليل، ونبشاً للقبور، وتهجماً على الأعراض والرموز والقيم، فالقرآن شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة التي ينتفع بها الناس بظلها وثمرها، وحث على قول كل ما هو حسن وطيب وجميل، قال تعالى: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»، وقال: «فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا»، وقوله: «وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»، ويعلمنا القرآن أن كثرة الكلام لا طائل منها ما لم تصب في خدمة الناس: «لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ». مصلحة المجتمع وتابع: ينبغي أيضاً أن تراعي الكلمة الإعلامية مصلحة المجتمع، وأن تلتزم الحرية الفردية بعدم الإضرار بالآخرين، وأن تضع مصلحة المجتمع في الاعتبار، وفي الإسلام إشارة واضحة إلى ضرورة التزام المنابر الإعلامية بمصلحة المجتمع، وفي قصة مسجد الضرار ما يؤكد ذلك، وكان هدف مشيديه كما حكى القرآن التفريق بين المؤمنين، ولما أطلع الله نبيه على حقيقة أهداف بنائه أرسل الرسول اثنين من صحابته وقال لهما: «انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه ثم أحرقاه ففعلا» وهكذا يؤكد الإسلام أن جواز مرور أي كلمة لساحة الرأي العام هو التزامها بمصلحة المجتمع. ومن ضوابط التعبير الإعلامي أيضاً مراعاة حرمة الحياة الخاصة للمواطنين، فحق الخصوصية يعني أن يعيش الإنسان حياته بغير تطفل أو تتبع من أحد، طالما أن حياته ليس فيها ما يهدد الصالح العام، وليس من حق وسائل الإعلام أن تكشف جوانب مخبوءة من حياة أي إنسان بغير استئذان، وقد نهى الإسلام عن اقتحام حرمة الحياة الخاصة، قال تعالى: «وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©