الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بيئة أبوظبي» تعلن خلال اجتماع دمشق استعدادها لإطلاق مجموعة من المها العربي في سوريا والعراق

«بيئة أبوظبي» تعلن خلال اجتماع دمشق استعدادها لإطلاق مجموعة من المها العربي في سوريا والعراق
11 يونيو 2010 23:20
أعلن ماجد المنصوري الأمين العام لهيئة البيئة ــ أبوظبي أن الهيئة بصدد إطلاق مجموعة من المها العربي في سوريا والعراق في بداية عام 2011 في إطار مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لإعادة إطلاق المها العربي في عدد من المحميات الطبيعية في دولة الإمارات وعدد من الدول الأخرى. وأكد المنصوري في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات على هامش الاجتماع الرابع للجنة التنسيقية لصون المها العربي الذي اختتم في دمشق أمس أن الهيئة ستعيد إطلاق نحو 100 رأس من المها في سوريا على مراحل،لافتاً الى أنه سيتم بداية العام القادم إعادة إطلاق نحو 20 رأساً من المها في تدمر. كما كشف أنه سيتم أيضاً إطلاق 100 رأس من المها في العراق، وتبدأ عملية الإطلاق بـ20 رأساً ويتوقع أن يتم ذلك في مدينة العمارة وقال إن مفاوضات تتم أيضاً بهذا الشأن مع سلطنة عمان. وكانت الهيئة قد بدأت تنفيذ مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاق 78 رأساً في محمية أم الزمول بدولة الإمارات وإطلاق مجموعة من المها في محمية وادي رام بالأردن. وأكد المنصوري أن الاجتماع تركز حول التعاون بين الدول المشاركة في اللجنة الى جانب الإمارات قطر وسلطنة عمان وسوريا والعراق والأردن واليمن، وتبادل الخبرات المعلومات بشأن إعادة إطلاق المها العربي في عدد من المحميات الطبيعية في هذه الدول. ولفت الى أن هذه اللجنة قد تم تأسيسها عام 1999 بناء على توجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للاهتمام بالمها العربي .مؤكداً أن اللجنة تلقى تأييداً كبيراً من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. وأكد الأمين العام لهيئة البيئة ــ أبوظبي أن اللجنة تسعى إلى توحيد الجهود الرامية إلى تفعيل برامج صون المها العربي في دول الانتشار التاريخي لهذا النوع الذي يحظى بأهمية عالمية ومحلية ويعتبر أيضاً من الأنواع المرتبطة بالموروث الثقافي والاجتماعي للمنطقة العربية، لافتاً الى أن هذا الاجتماع هو الرابع من نوعه بعد أن عقدت اللجنة اجتماعاتها الثلاثة الأول في سلطنة عمان والأردن وأبوظبي على التوالي. وأكد أن أعمال اللجنة تركزت في اجتماع دمشق على تنسيق جهود الدول العربية في إطار الاستراتيجية الشاملة التي وضعتها هيئة البيئة ــ أبوظبي عام 2007 للتعاون بين الدول المشاركة في اللجنة بالإضافة إلى تنفيذ بعض المشاريع. كما عرضت الدول المشاركة إنجازاتها في مجال تنفيذ الاستراتيجية للحفاظ على المها العربي والمعوقات التي تواجهها في هذا المجال والتعاون بين المشاركين للتغلب عليها. وأكد أن الهيئة قامت بتنفيذ ودعم مجموعة من مشاريع صون المها العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة وبعض دول المنطقة في إطار مشروع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإعادة توطين المها العربي في الاردن كما وبادرت الهيئة بوضع الإطار العام ومقترح لمشروع إعادة توطين المها العربي في العراق بالإضافة إلى تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع سمو الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي في الإمارات. ومن ناحية أخرى قامت الهيئة أيضاً بوضع تصور مشروع تطوير كتاب الأنساب للمها العربي في المنطقة ودراسة الحالة الجينية له كما وقامت أيضاً بتطوير الهيكل العام وخارطة الموقع الإلكتروني للجنة التنسيقية. وتمكنت اللجنة في اجتماعاتها من تحقيق جملة من الأهداف تشمل إطلاق الاستراتيجية الإقليمية لصون المها العربي والاطلاع على المشاريع القائمة والمستقبلية لصون المها العربي في دول المنطقة والتنسيق المشترك لتنفيذ مشاريع تقييم وإعادة توطين المها العربي وتبادل المجموعات واطلاع أعضاء اللجنة على المشاريع والنجاحات التي تحققت منذ الاجتماع الثالث و تبادل المعلومات والخبرات التي تم اكتسابها من خلال هذه المشاريع. سنوات متصلة من البحث شارك ممثلون عن هيئة البيئة بأبوظبي مع نظرائهم من مختلف أنحاء المنطقة في اجتماع دمشق لإقرار استراتيجية إقليمية موحدة تهدف إلى إعادة توطين المها العربية وحماية بيئاتها ومواطنها الطبيعية في دول الجزيرة العربية والدول المجاورة. وتضمّ اللجنة التنسيقية لحماية المها العربي، والتي يترأسها ماجد المنصوري، أمين عام هيئة البيئة بأبوظبي، ممثلين عن عدد من دول الانتشار العربية بما فيها البحرين والأردن والمملكة العربية السعودية والكويت وسلطنة عُمان وقطر وسوريا والإمارات العربية المتحدة واليمن. وهذه الدول هي التي التزمت بالعمل على تكثيف وتنسيق الجهود لحماية حيوانات المها العربي التي كانت تعيش في المناطق الممتدة من جنوب سوريا إلى الحدود اليمنية العُمانية مع المملكة العربية السعودية. وناقش الاجتماع نتاج ثلاث سنوات من البحث والتخطيط والعمل المشترك، المتمثل في الاستراتيجية الإقليمية المقترحة لحماية المها العربي وإعادة توطينها في مناطقها التاريخية. وقامت هيئة البيئة بأبوظبي باقتراح هذه الاستراتيجية بعد الاجتماع السابق للجنة التنسيقية المنعقد في وادي رم بالأردن عام 2007، والذي قرر بالإجماع وضع نهج جماعي موحد لحماية المها العربي. وبناء على هذا التكليف، قامت الهيئة بعقد ورشة عمل بأبوظبي في أغسطس 2007 بحضور أكثر من 40 مندوباً من دول الانتشار والجهات المسؤولة عن المحميات الإقليمية، وغيرها من الجهات المعنية. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تكثيف الجهود المبذولة للحد من أنشطة الصيد الجائر والحدّ من تدهور البيئات الطبيعية. ويعد هذان الأمران من الأسباب الرئيسة في تعرّض هذا النوع للانقراض من الحياة البرية في عام 1972. وتوصي الاستراتيجية بوضع سجل إقليمي لأنساب المها العربي، وتكثيف جهود إعادة التوطين والمراقبة وتطوير قوانين الحماية، إضافة إلى تبادل الخبرات وبناء القدرات البشرية والمؤسسية لدول الانتشار. هدف مشترك و كان المنصوري، قد أعلن أن “ هدفنا المشترك المتمثل في إعادة توطين قطعان المها العربي في مناطق انتشارها التاريخية من شبه الجزيرة العربية والدول المجاورة يعتبر تحدياً كبيراً نسعى لتحقيقه من خلال مشروع سمو الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي. وأضاف”وضعنا في هذا المشروع خلاصة خبرتنا في مجال حماية وإكثار الحيوانات البرية، إضافة إلى الدروس المستفادة من عمليات إعادة التوطين التي قمنا بها داخل دولة الإمارات العربية المتحدة. وأكد أنه ومن خلال تعاون جميع دول الانتشار المشاركة في الاجتماع، ومن خلال الاستراتيجية المقترحة، فسوف تتوافر لنا الأدوات اللازمة لتحقيق هدفنا المتمثل بإعادة توطين مجموعات من المها العربي في المناطق التي انقرضت منها في الماضي. أكبر أنواع الظباء تعد شبه الجزيرة العربية والدول المجاورة لها الموطن الأصلي الوحيد لهذا النوع المتميز من ظباء المها. وتعتبر هذه الحيوانات أكبر أنواع الظباء التي كانت ترعى سابقاً في سهول وصحاري المنطقة، علاوة على تمتعها بقدرات تكيّف فريدة مع البيئة القاحلة جداً. واشتهرت المها العربية بمظهرها المتميز وقرونها الطويلة شبه المستقيمة، كما تشتهر بشكل خاص بجمال عيونها التي يفتتن بها في الشعر العربي. كما يعتقد أن المها العربي هي مصدر أسطورة وحيد القرن التي يتحدث عنها المسافرون في الصحراء العربية، نظراً لقرنيها المتوازيين اللذين يبدوان قرناً واحداً من مسافة بعيدة. وكانت المها العربي هدفاً رئيسياً للصيادين، الأمر الذي الى تناقص أعدادها بشكل ملحوظ نتيجة لتدمير مواطنها الطبيعية. ويمثّل اختفاء المها العربي من الحياة البرية خسارة كبيرة للتنوع البيولوجي على المستويين الإقليمي والعالمي. وتعتبر مبادرات إعادة توطين المها العربي نموذجاً يحتذى به في جميع أنحاء العالم وتمثل نجاحاً كبيراً لبرامج الحماية والتربية في الأسر. وكان المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أوائل من أبدوا اهتماماً خاصاً بتناقص أعداد المها العربي، وفي عام 1968، أمر بأسر أربعة من حيوانات المها العربي ونقلها إلى حديقة حيوان العين إيذاناً ببدء برامج الحماية والإكثار في الأسر. وبعد تطوير جزيرة صير بني ياس، أطلق الشيخ زايد رحمه الله برنامجاً آخر لتربية وإكثار المها العربي، حيث كانت البداية بثلاث إناث واثنين من الذكور. وفي عام 2007 م وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، بدأت هيئة البيئة بأبوظبي في تنفيذ برنامج طموح لإطلاق المها العربي تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتهدف الخطة الخمسية (2007 - 2012) للبرنامج إلى إعادة توطين المها العربي في بيئاته الطبيعية في دولة الإمارات، وذلك بإطلاق 100 رأس سنوياً على مدى 5 سنوات. ويهدف هذا البرنامج إلى إطلاق المها العربي داخل محميات واسعة ضمن المناطق التي كانت تعيش فيها في السابق، وتكوين قطعان متنامية قادرة على الاعتماد على ذاتها والتجول بحرية في مواطنها الطبيعية في ظل إدارة فعالة وخطة حماية طويلة الأمد. والآن تضم محمية المها العربي، التي تأسست في منطقة أم الزمول، أكثر من 155 رأساً من المها العربي يتم رصدها بنظام تحديد المواقع والتتبع عبر الأقمار الصناعية في مساحة تمتد إلى 8 آلاف و900 كم مربع. وبفضل النجاح الكبير لجهود الحماية والإكثار في الأسر التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد، تعتبر دولة الإمارات موطناً لأكبر عدد من المها العربي في العالم، وهناك أكثر من 3 آلاف رأس في المجموعات الخاصة التي تتم تربيتها في مناطق مختلفة من الدولة، نحو الثلثين منها في إمارة أبوظبي. وتمثل أعداد المها العربي في الإمارات نسبة تزيد على نصف أعداد المها العربي في العالم.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©