الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهواتف الذكية تضيف مرضاً نفسياً جديداً للبشرية

7 ابريل 2012
باريس (أ ف ب) - كشفت دراسة بريطانية حديثة عن إصابة 66% من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي برهاب الـ”نوموفوبيا”، وهو الخوف من فقدان الهاتف المحمول أو الابتعاد عنه لأكثر من يوم واحد. ويصيب هذا الرهاب مدمني استخدام شبكات التواصل الاجتماعي الذين لا يتحملون انقطاع اتصالهم بشبكة الإنترنت. وكانت بداية ظهور هذا المصطلح في عام 2008. وبينت الدراسة التي أجريت في فبراير الماضي أن نسبة الإصابة بالخوف الشديد من فقدان الهواتف المحمولة تزداد بين صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً. وأجرت شركة “سيكيور إينفوي” المتخصصة في إيجاد حلول لأمان الهواتف المحمولة الاستطلاع الذي أفصح فيه 40% من المستطلعة آراؤهم عن امتلاكهم هاتفين جوالين، لتفادي هذه المشكلة. وقال داميان دواني الخبير في التكنولوجيات الجديدة بوكالة النصائح الرقمية “فادا” إن “هذه الظاهرة تفاقمت مع وصول الهواتف الذكية. فكل فرد يستطيع النفاذ إلى مجموعة كبيرة من الخدمات المعلوماتية التي توفر له الإجابة على أسئلة مثل أين أنا؟ هل هناك مطاعم في الجوار؟ من أين أشتري تذكرة القطار لنهاية عطلة الأسبوع، أين أمضي السهرة، إلخ”. وأضاف “قبل بضع سنوات، كانت الرسائل القصيرة شكلاً من أشكال النوموفوميا. وتابع أنه بسبب الهواتف الذكية ظهر أيضا مصطلح “جيل الإبهام، في إشارة للأشخاص الذين يبعثون بالرسائل القصيرة بدون توقف. لكن النفاذ إلى الإنترنت من خلال الهواتف الذكية له تأثير أكبر بعشرة آلاف مرة من تأثير الرسائل القصيرة” لأنه يسمح للمستخدم بالعثور على أجوبة لكل شيء تقريباً. وفي فرنسا أجرت شركة “مينجل” استطلاعاً شمل 1500 مستخدم في مارس الماضي، أقر فيه 22% بأنه “من المستحيل” أن يمضوا أكثر من يوم واحد بدون هواتفهم المحمولة. ووصلت هذه النسبة إلى 35% بين صفوف الشباب الذين تراوحت أعمارهم بين 15 و19 عاماً. وقال 29% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع إنهم يستطيعون التخلي عن هواتفهم المحمولة لأكثر من 24 ساعة “ولكن بصعوبة”، فيما اعتبر 49% أنهم يستطيعون فعل ذلك “بدون مشاكل”. وقال الكاتب فيل مارسو، الذي ينظم فعالية “بدون هاتف محمول” العالمية في 6 و7 و8 فبراير من كل عام منذ نحو 10 سنوات، “يمكننا أن نتفهم تعلق الناس بهواتفهم الذكية لأن تفاصيل حياتهم كلها مسجلة فيها. وإذا تصادف وضاعت أو تعطلت، يشعرون بأنهم منعزلون كليا عن العالم”. وكان فيل مارسو ألف في عام 2004 أول كتاب من نوعه في العالم كتبه كله على شكل رسائل نصية قصيرة. وأضاف مارسو “إنها أداة تجردنا من صفاتنا البشرية. في أحد الأيام، التقيت بشخص في الشارع ضل طريقه فمد لي هاتفه الذكي ليريني خارطة الحي على الشاشة بدلاً من أن يسألني عن الشارع الذي يبحث عنه”. واعتبر أن “الهواتف الذكية تدمر الخيال لأنها تقدم كل شيء على طبق من فضة وتقضي على العفوية وعنصر المفاجأة. فبدلاً من أن نعثر مثلاً على مطعم ما بعد البحث عنه مطولا، تسمح لنا الهواتف بتحديد مكانه والتوجه إليه مباشرة”. وانتقد العالم الذي نعيش فيه بأنه تحول إلى “مجتمع آلي يجب علينا فيه القيام بأمور كثيرة دفعة واحدة. كما يعتقد البعض أنه إذا لم يتصل بالإنترنت فسيفوت أمرا ما، وإذا فوته ولم يستطع أن يبدي ردة فعل فورية فإنه يشعر بالقلق والتوتر، لم يعد الناس صبورين”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©