حسم السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي أمره، وأعلن في جنوب أفريقيا ترشحه لولاية رابعة على رأس “الفيفا” تمتد حتى 2015.
ونال ذلك الإعلان ترحيب وتصفيق كل أعضاء كونجرس الاتحاد الدولي في جوهانسبرج، مما يعني تأييداً واسعاً لقرار بلاتر بالاستمرار على رأس الاتحاد الدولي الذي بات أعضاؤه يزيدون على عدد أعضاء الأمم المتحدة، وبات هو شخصياً في نظر الكثيرين أقوى من الأمين العام للمنظمة الدولية.
وأثبتت التجارب السابقة أن بلاتر يزداد قوة مع كل ولاية، حتى أنه بات بلا منافسين تقريباً، وهو ما يفرض على محمد بن همام العبدالله رئيس الاتحاد الآسيوي أن يفكر ألف مرة قبل أن يرشح نفسه لمنافسة بلاتر، وألا يتوقف كثيراً عند الأجواء السلبية التي سادت العلاقة بينه وبين بلاتر في أعقاب انتخابات “تنفيذية الفيفا” في شهر مايو عام 2009، والتي كسبها ابن همام على حساب الشيخ سلمان بن إبراهيم، وقيل وقتئذٍ إن بلاتر لم يدعم ابن همام بالقدر الذي كان ينتظره، لا سيما أن رئيس الاتحاد الآسيوي لعب دوراً مؤثراً في فوز بلاتر واعتلائه عرش الاتحاد الدولي خلفاً للبرازيلي هافيلانج عام 1998 وعلى حساب السويدي لينارت يوهانسون الذي اختفى تماماً عن المشهد الكروي، كما كان لابن همام دور كبير في ترجيح كفة بلاتر على الكاميروني عيسى حياتو في انتخابات 2002، ومنذ ذلك الحين باتت الساحة خالية لبلاتر برغم وجود شخصيات أوروبية مؤثرة على رأسها فرانز بيكنباور وبلاتيني!
وشخصياً أرى أن مصلحة ابن همام أن يتفرغ للإعداد لانتخابات الاتحاد الآسيوي التي ستجرى في نفس عام انتخابات رئاسة “الفيفا”، لاسيما أن الدلائل تشير إلى أنها ستكون المرة الأولى التي يمكن أن يواجه فيها ابن همام منافسة حقيقية على رئاسة الاتحاد القاري، بعد أن تولى هذا المنصب بالتزكية في الدورتين الأخيرتين.
والأهم من ذلك أن ابتعاد ابن همام عن منافسة بلاتر على رئاسة “الفيفا” يمكن أن تسهم في دعم بلاتر لملف قطر لاستضافة مونديال 2022، وهو الحلم الكبير لكل القطريين.
إنه عصر المصالح.. يا صديقي.
يبدأ المنتخب الإنجليزي مشواره اليوم في المونديال بلقاء نظيره الأميركي بقيادة تحكيمية برازيلية، وبدلاً من انشغال الناس بما يمكن أن يقدمه الفريقان في ظهورهما الأول بـ “المونديال الأفريقي” انشغل الجميع بالحديث عن كيفية تعامل الحكم مع الإنجليزي واين روني، حتى قيل إن الحكم انخرط في دورة لتعلم “الشتائم” الإنجليزية، وهو ما نفاه “الفيفا”، وليس أمام روني إلا أن يضبط أعصابه، وإلا كان أول المطرودين في المونديال الحالي.
issam.salem@admedia.ae 
عدد اليوم
