الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

السباحة العربية.. ضد التيار

السباحة العربية.. ضد التيار
8 ابريل 2015 21:48
علي معالي (دبي) دخول السباحة العربية في أزمة أصبح واقعا لا يخفى على أحد، وتلك الأزمة ليست وليدة اليوم لكنها جاءت نتيجة تراكمات كثيرة على مدار سنوات طويلة مضت. قائمة الأسباب تطول، تبدأ من غياب المواهب ونقص المنشآت، إلى تواضع الدعم والإهتمام وقلة الإمكانيات وتجاهل الإعلام، وتراجع دور المدرسة والأسرة . ويبقى الاتحاد العربي مسؤولا عما أصاب اللعبة من عطب، رغم أنه يعاني من قلة الدعم المالي، لدرجة أن الاشتراك الخاص بالاتحادات العربية يتراوح ما بين 500 إلى 1000 دولار لكل اتحاد، وهو مبلغ زهيد يجعل ميزانية الاتحاد العربي تقريبا في العام لا تتخطى 15 آلف دولار، وهو الأمر الذي لا يساهم في تفعيل نشاط اللعبة، مما يجبر الاتحاد على التنسيق مع الدول العربية الأعضاء في استضافة البطولات، بحيث تتكفل الدولة المستضيفة لبطولة من بطولات الاتحاد العربي بكافة الأمور. «الاتحاد» تفتح ملف لغز غياب السباحة العربية عن المحافل الدولية، من خلال عدد من خبراء اللعبة على هامش البطولة العربية ودولية دبي للسباحة. المغربي زوهير المفتي وضع يده على الداء ملخصا مشاكلها في 3 أسباب رئيسية مهمة، ساهمت في وصول السباحة إلى ما هي عليه الآن من حالة التجمد، التي أصابت اللعبة بشكل عام. قائلاً: «الدول العربية مقسمة إلى ثلاث مناطق هي دول الخليج، ومنطقة الوسط وتضم مصر ولبنان وسوريا والعراق والأردن والمنطقة الثالثة تشمل بلدان المغرب العربي، والاختلاف من منطقة لأخرى كبير والمشكلة تكمن في غياب البنية التحتية، وخاصة في المنطقة الوسطى والمغرب العربي فعدد المسابح قليلة، وبالتالي فإن عدد الممارسين قد يكون قليلاً». وواصل: «هناك مشكلة ثانية تخص الجانب التعليمي حيث إن الفئات المستهدفة في السباحة هم من طلبة وتلاميذ المدارس، وبالتالي نجد الصعوبة في التوفيق بين الدراسة والرياضة، ويأتي الاهتمام بالتعليم في المقام الأول على حساب الرياضة، ولابد من إيجاد التنسيق والتعاون بين وزارتي الشباب والرياضة والتعليم في هذا الشأن وهو ما نفتقده في الكثير من بلداننا العربية». وتابع: «ثمة إشكالية ثالثة جعلت السباحة العربية تتوقف، وهو ما يتعلق بالجانب الفني من ناحية المدربين، حيث نرى أن هناك سباحين ممتازين في مراحل الناشئين، وعندما يكبرون لا نراهم ويصلوا إلى مرحلة الاختفاء، وهذا بالطبع جانب فني مهم لابد من علاجه ويخص الجانب التدريبي في المقام الأول، والأزمة أن السباح الكبير عندما ينهي مشواره مع اللعبة، يهربون منها على المستويين التدريبي والإداري والفني على اعتبار أنها لا تكفل لهم الحياة الكريمة كونها لعبة فقيرة في المقابل المادي، وبالتالي نجد الاهتمام بها ثانوياً». وقال: «في ظل هذه الأزمات المالية الخانقة التي نواجهها لابد أن أتوجه بالشكر إلى عدة شخصيات تساهم في دعم اللعبة ماديا، وأذكر منها الشيخ خالد البدر الصباح رئيس الاتحادين الكويتي والآسيوي الذي يلعب دورا كبيرا في تفعيل النشاط العربي، وكذلك طه الكشري، رئيس الاتحاد العربي حاليا ولن ننسي دور كل من الإمارات وقطر في تدعيمنا». وأضاف الأمين العام للاتحاد العربي: «السباحة العربية تجاوزت مرحلة التراجع وتستعد للدخول في مرحلة التوقف، بمعني السباح البطل لابد أن يتدرب مرتين في اليوم، و6 أيام خلال الأسبوع، وأن يحصل طوال العام على أسبوعين أو ثلاثة أقصى حد راحة فقط، وهذا صعب حاليا في عالمنا العربي، وبالتالي نجد أننا نتوقف عند نقطة معينة يصعب بالتالي تخطيها». وشدد على أن تحقيق المستوى العالمي مثل أميركا والصين يتطلب الانتقال إلى عالم الاحتراف، وإذا لم يتحقق ذلك فستصبح الأمور صعبة جدا، ولكن هذا لا يمنع أن هناك مواهب يمكن أن تخرج من صلب هذه الأحداث. الزحمي: البطولات بلا حوافز مادية دبي(الاتحاد) قال عبد الله مبارك الزحمي نائب رئيس الاتحاد: «من الصعب في الوقت الراهن أن يقوم الاتحاد العربي بمنح الحوافز المادية خلال المسابقات التي يقيمها، وهذا معروف على مستوى عدة رياضات وليست السباحة فقط، لعدم وجود الدعم الكافي لهذه الألعاب، والسباحة واحدة منها، حيث الإمكانيات محدودة للغاية، ونقوم بالتعاون مع الدول المستضيفة، وما يهمنا في الوقت الراهن هو الجانب الفني بعيدا عن الحوافر باعتبار أن تطوير البطولات ربما يأتي بعد ذلك بالحوافز من خلال وجود رعاة لهذه البطولات، وهو ما نبحث عنه في فترات مقبلة». وواصل: «نشكر جهود الاتحاد العربي الحالي وحرصه على الانتظام في إقامة البطولات، حيث تقام في السنوات الفردية بطولات الناشئين، والسنوات الزوجية تقام بطولات العموم، وقبل أيام اختتمت البطولة العربية الأولى في ضيافة الاتحاد الإماراتي، وهي النسخة العربية رقم 12 للناشئين للسباحة، وبطولة الناشئين لكرة الماء وكذلك المياه المفتوحة، ويقام في العام المقبلة بطولة العموم في نفس هذه السباقات». الفلاسي: الدعم الحكومي يؤثر على المسيرة دبي(الاتحاد) أرجع أحمد الفلاسي رئيس اتحاد السباحة المشكلة إلى الجانب المادي، كون هذه الرياضة تعتمد في الأساس على المعسكرات الطويلة وبناء حمامات خاصة للسباحة في مناطق مختلفة، وقال: «للأسف لا نزال في وطننا العربي الكبير نعتمد على الدعم الحكومي، وتوفير مصادر دعم مالي من جهات أخرى مثل التسويق والرعاية أمر ضعيف للغاية ويغيب عن تفكيرنا». وتابع: «الإقبال ضعيف للغاية من جانب الشركات والمؤسسات ذات القطاع الخاص حتى هنا في دولتنا، ونقترح أن تعمل الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة بالدولة كمظلة كبرى تضم أطراف الرياضة كافة لتنظيم مؤتمر يضم الاتحادات والشركات والهيئات الخاصة بالدولة كافة من أجل إبراز دور الرياضة في المجتمعات، وأهمية التواصل المباشر والشراكة ما بين الهيئات الرياضية بالدولة والمؤسسات الخاصة التي يجب أن تقوم بدورها المجتمعي». وواصل: «من أبرز المشاكل الرياضية التي تواجه أي اتحاد، غياب المنشآت الرياضية، فدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أسفر عن إنشاء مجمع حمدان بن محمد بن راشد الرياضي بدبي، ليصبح قبلة السباحين في العالم، بجانب مسابح أندية النصر والوصل والشباب والذيد والجزيرة والشعب، فتحت المجال أمامنا بشكل جيد». أيمن سعد: غابت الثقافة الرياضية فضاعت اللعبة دبي(الاتحاد) يرى أيمن سعد المدير التنفيذي لاتحاد السباحة، أن تراجع مصر وتونس والجزائر وسوريا كان له سببه الكبير في عدم وجود أسماء لامعة في مجال السباحة في الفترة الحالية. وقال: «بالتأكيد المشاكل السياسية التي مرت بها بلدان معينة كان لها تأثيرها السلبي الكبير، أضف إلى ذلك تكالب بعض المسؤولين في الاتحادات العربية على المناصب كان له تأثيره الأكبر، حيث أظهرت الانتخابات التي جرت في بعض البلدان مدى المشاكل الداخلية مع عدم الاهتمام باللعبة». وأضاف: «غياب الثقافة الرياضة أضاع السباحة مع تخلي بعض الدول عن دورها الرائد لنقل هذه الثقافة للبلاد الأخرى، وهي أمور ساهمت بالطبع في توقف بعض المدربين والسباحين عند حد معين أضر باللعبة، وكنا في السابق مثلا نشاهد عدد كبير من المحاضرين والمدربين المصريين ينتشرون في كافة الدول العربية، ولكن هذا الدور اختفى حاليا، وأصبح المحاضر والمدرب الأجنبي هو الأكثر تواجداً». تابع: «في الكويت وصلوا لمرحلة جيدة في آخر 10 سنوات، ونفس المنطق في السباحة الإماراتية، وأرى أن الكويت على أبواب أن يكون لديهم سباح يتواجد في نهائيات قارية أو ضمن نهائيات بطولات العالم». ترويسة 6 أجمع الخبراء على أن اللعبة في آخر 8 سنوات تتراجع بشكل مخيف، وأن بداية الإصلاح تتطلب وضع خطة لإنقاذها مع تطوير الكوادر، والعودة لتقلد مناصب على المستويين الدولي والقاري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©