الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بن جونسون «بطل العار» في «سباق القرن»

بن جونسون «بطل العار» في «سباق القرن»
28 يوليو 2016 22:26
نيقوسيا (أ ف ب) فصلت أقل من ثلاثة أيام بين تتويج الكندي بن جونسون بطلاً لسباق 100م في دورة سيؤول الأولمبية (الدورة الـ24)، وتجريده من ذهبيته ورقمه القياسي بعدما اكتشف تنشطه، إذ وجدت في بوله آثار مواد ممنوعة هي ستانوزولول (هورمون ذكوري يعتمد على تنمية الأنسجة العضلية لكنه يؤدي في الوقت عينه إلى ضعف الأوتار العضلية). ووصلت المنافسة بين الأميركي كارل لويس والكندي بن جونسون في سباق 100م إلى القمة، فأطلق عليه «سباق القرن». وكانت ساعات دراماتيكية مثيرة شغلت العالم وأحدثت ذهولاً وفتحت عيوناً وصوّبت سهاماً وأضحكت شامتين، علماً بأن نتائج بن جونسون السابقة و«هيمنته» غير العادية أثارت شكوكاً وتساؤلات. حضر بن جونسون إلى سيؤول بطلاً عالمياً بعدما حصد المركز الأول في بطولة العالم الثانية قبل عام في روما، وانتظر الجميع «سباق القرن» الذي سيجمعه مع حامل اللقب الأولمبي الأميركي كارل لويس. واكتسبت المواجهة مع بن جونسون أهمية كبيرة بالنسبة إلى لويس الذي اعتبرها فرصة أمامه لتأكيد تفوقه على أسرع عداء في العالم أو الخسارة وترك الساحة للنجم الجديد. ولم يكتفِ بن جونسون بالفوز على لويس بل حطم الرقم القياسي العالمي للمسافة مسجلاً 9:79 ثانية في مقابل 9:92 ثاينة للويس (رقم قياسي أميركي)، قبل أن تتفجر أكبر فضيحة في تاريخ ألعاب القوى، فيجرَّد الكندي من «الإنجاز المزدوج» ومنح اللقب للويس الذي اعتبر «الرجل النظيف» لسباقات السرعة العالمية. جاء فوز بن جونسون إثر «فضيحة» الرباعين البلغار الذين عادوا إلى بلادهم بعدما اكتُشف تعاطي مواطنيهما متكو جرابليف وأنجيل جونيتشيف، الحائزين على ذهبيتي وزني 56 و5ر67 كلج، عقاقير ممنوعة. ولحق بهم المجريون بعدما اكتشفوا أن رباعهم أندرو تشاين الحائز على فضية وزن 100 كجم متنشط، أما الاكتشاف الحسي للحالات فشمل ستة رباعين فضلاً عن لاعبين في الخماسية الحديثة ولاعب جودو، و«أبطالها» من إسبانيا وإنجلترا وأستراليا، لتضرب المنشطات القيم الأولمبية في مقتل. خاض المنافسات في سيؤول 8397 رياضياً بينهم 2194 امرأة من 159 بلداً وهو رقم قياسي، وغابت تضامناً مع كوريا الشمالية كوبا وإثيوبيا ونيكاراغوا. وشملت الدورة 237 مسابقة في 23 لعبة هي: ألعاب القوى والتجديف وكرة السلة والملاكمة والكانوي-كاياك والدراجات والفروسية والمبارزة وكرة القدم والجمباز ورفع الأثقال وكرة اليد والهوكي على العشب والجودو والمصارعة والسباحة والخماسي الحديث وكرة المضرب وكرة الطاولة والرماية والقوس والسهم والكرة الطائرة والألواح الشراعية. وسجلت الدورة عودة كرة المضرب للمرة الأولى منذ 64 عاماً، ودخول «اللعبة الدبلوماسية» كرة الطاولة. كما سجلت عودة علنية للمحترفين، ففازت الألمانية الغربية شتيفي جراف بذهبية كرة المضرب. كانت بعثة الولايات المتحدة الأضخم (722 شخصاً)، تلتها بعثة الاتحاد السوفييتي (655). وفي ثاني مدينة آسيوية تستضيف الألعاب بعد طوكيو عام 1964. وشهد أسبوعا المنافسات حصد الاتحاد السوفييتي 132 ميدالية بينها 55 ذهبية، وحلت ألمانيا الشرقية ثانية بـ102 ميدالية (37)، والولايات المتحدة ثالثة بـ94 ميدالية (36). وكانت المفاجأة الأبرز حلول كوريا الجنوبية رابعةً بـ33 ميدالية (12). وبذلك كرر الاتحاد السوفييتي إنجاز الصدارة للمرة السادسة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وتألق بطل الجمباز السوفييتي فلاديمير أرتيموف، وأضحى الرباع التركي نعيم سليمان أوغلو بطل الملايين في بلاده الجديدة والمحرومين في موطنه السابق بلغاريا والذي لم يستطع أن ينافس تحت رايته في لوس أنجلوس 1984 بسبب «المقاطعة الشرقية»، وكانت «الموهبة الفذة» أو «هرقل العصر» دجاجة ذهب لتركيا، فقد تمكن في سيؤول من تحقيق ستة أرقام عالمية في وزن 60 كجم، ورفع ثلاثة أضعاف وزنه! وللمرة الأولى تعود ميداليات مسابقة الترويض في الفروسية للسيدات، وكانت بطلاتها الألمانية الغربية نيكول أبوهوف والفرنسية أوتوكريبين والسويسرية كريستين شتوكلبجغر. وحازت الألمانية الشرقية كريستيا لودنج روتنبرجر الفائزة بميداليتين في دورة كالجاري الشتوية، فضية سباق السرعة للدراجات على المضمار. وسُجل في دورة سيؤول 27 رقماً عالمياً في ألعاب القوى والسباحة ورفع الأثقال والرماية، وكانت هناك ميزة خاصة هي تحطيم بعض هذه الأرقام بالجملة، لا بل من دقيقة إلى أخرى. ونال 34 لاعباً ولاعبة ميداليتين ذهبيتين على الأقل، والأوفر ألقاباً بين الرجال هو السباح الأميركي مات بيوندي الذي أحرز سبع ميداليات منها خمس ذهبيات في سباقات 50 و100م حرة، والتتابع 4 مرات 100م، و4 مرات 200م حرة، و4 مرات 100م متنوعة. وكانت الألمانية الشرقية كريستين أوتو، نجمة الأحواض والأولمبياد معاً، فقد انتزعت ست ذهبيات من أصل ميداليات بلادها الـ37، أي أقل من السدس بقليل. وإذا كانت لا تمر دورة من دون مفارقات، فقد سجِّل في سيؤول بعض الاتهامات بالتلاعب بنتائج الرماية والملاكمة، والتهجم على الحكام وضربهم، ومن أبرزها تحول حلبة الملاكمة التي كانت تقام عليها مباراة الكوري الجنوبي بيون يونج والبلغاري ألكسندر خريستوف، إلى مسرح لفوضى كبيرة واشتباكات عدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©