الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جرس إنذار لحماية الكنوز الأثرية السورية

7 ابريل 2012
بيروت (أ ف ب) - حذر خبراء الآثار من مخاطر التدمير والنهب المحدقة بالكنوز الأثرية في سوريا، بما فيها آثار مدينة تدمر والآثار اليونانية والرومانية في أفاميا، بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية قبل أكثر من عام. وأكثر الآثار تعرضاً للخطر، هي تلك الواقعة في مناطق ساخنة خرجت من سيطرة القوات النظامية، ونشطت فيها حركة سرقة القطع الأثرية من المتاحف ومواقع الحفريات، وتقول مديرة المتاحف في سوريا هبة الساخل لفرانس برس “في الأشهر الثلاثة أو الأربعة المنصرمة، سجلت الكثير من عمليات النهب”. وتضيف “في أفاميا، لدينا مقطع مصور يظهر لصوصاً ينتزعون فسيفساء بواسطة آلة ثقب.. وفي تدمر تنشط حركة سرقة الآثار والتنقيب عنها بشكل غير شرعي”. وبحسب الساخل، فإن مواقع تاريخية أخرى في البلاد كانت هدفاً للصوص الذين يستفيدون من أعمال العنف التي تجتاح البلاد. وتقول إنه على الرغم من أن سرقة الآثار أمر موجود في سوريا منذ سنوات، إلا أن وتيرتها ارتفعت بسبب الاضطرابات التي حرمت بعض المواقع التاريخية من الحماية اللازمة. من جهة أخرى، يقول الناشطون المعارضون مستندين إلى مقاطع فيديو مصورة، إن الجيش السوري قصف عدة مواقع أثرية بينها قلعة المضيق في ريف حماة، خلال عملياته لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. وتؤكد الساخل أن البلاد غنية بالآثار بحيث “يمكن أن يحفر المرء في أي مكان ويجد آثاراً”. وتضيف “اعتقد أن اولئك الذين ينهبون الآثار هم من السكان المحليين أنفسهم، يفعلون ذلك بدافع التكسب ولا يدركون أهمية هذه الآثار التي يعثرون عليها”. وكان متحف مدينة حماة في وسط البلاد فريسة للصوص الآثار، بما في ذلك الأسلحة القديمة المعروضة فيه وتمثال يعود إلى العصر الآرامي. وإلى شمال غرب مدينة حماة، أصيبت قلعة شيزر المطلة على نهر العاصي بأضرار، وسرق تمثال روماني من الرخام من متحف أفاميا، وعمل لصوص الآثار على التنقيب والحفر وسرقة الآثار في مواقع عدة في البلاد. ويرجح الخبراء أن تكون القطع الأثرية المسروقة يجري تهريبها عبر لبنان أو دول مجاورة أخرى، لتباع في السوق السوداء. وتظهر مقاطع بثها ناشطون على شبكة الإنترنت تعرض قلعة المضيق في ريف حماة لقصف القوات النظامية. كما تعرضت للنهب مدينة إيبلا الأثرية الواقعة في محافظة إدلب، التي تركزت فيها العمليات العسكرية والاشتباكات بين القوات النظامية والمنشقين عنها في الأسابيع الماضية. وتقول الساخل إن مسلحين احتلوا قلعة الحصن، التي بناها الصليبيون والتي كانت من أهم الوجهات السياحية في سوريا قبل الأزمة، وأخرجوا الحراس منها. ويقول مدير الحفريات الأثرية في سوريا ميشال مقدسي إن أكثر المواقع عرضة للخطر هي المناطق الواقعة إلى شمال الهضبة الكلسية والتي تضم مئات الأديرة والكنائس القديمة، شمال غرب البلاد. ويتابع “برأيي هذه المنطقة هي الأكثر عرضة للخطر الآن، لأنها ليست تحت الإشراف المباشر لدائرة الآثار”. وحضت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي الدول الأعضاء والهيئات الدولية على حماية التراث الثقافي الغني في سوريا وضمان عدم تعرضه للسرقة والتهريب من البلاد، وقالت اليونسكو في بيان “إن الإضرار بتراث بلد هو إضرار بروح الشعب وهويته”. وكان معارضون سوريون طالبوا منظمة اليونسكو بـ”التحرك الفوري” من أجل وقف “تدمير المعالم الأثرية” في سوريا، متهمين النظام السوري بأنه “يستهدفها” أثناء عملياته العسكرية، ومطالبين بإضافة عمليات التدمير هذه إلى قائمة “جرائم النظام”. وكانت اليونسكو أدرجت 6 مواقع على لائحة التراث العالمي، وهي أحياء دمشق القديمة، وحلب القديمة، وقلعة المضيق وقلعة الحصن، ومدينة بصرى القديمة، ومدينة تدمر، والقرى الأثرية شمال سوريا. ويرى رئيس قسم الآثار في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في بيروت مارك غريشماير أن الآثار السورية تكتسب أهمية استثنائية من حيث أنها شاهدة على التطور البشري، ويقول “الأمر الرائع في سوريا هو أنها تشهد على نشوء القرى الأولى في التاريخ”. وتقول الساخل إن السلطات بدأت بنقل القطع الأثرية لحمايتها من السرقة أو التدمير، مشيرة إلى وجود “خطة لنقل هذه القطع إلى المصرف المركزي”. وتضيف “آمل من المجتمع الدولي أن يوجه رسالة إلى الشعب السوري مفادها أن تراثه على المحك”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©