الجيش السوري يلغم الحدود مع تركيا

حثت تركيا أمس، الأمم المتحدة على إرسال مسؤولين دوليين لمنطقة الحدود مع سوريا لتفقد أوضاع اللاجئين السوريين، حيث تتدفق أعداد قياسية منهم هرباً من القتال خلال الأيام الثلاثة الأخيرة والمساعدة في ايوائهم. في وقت قال فيه محمد الخطيب وهو لاجئ فر من بلدة كستاناز السورية الحدودية التي يبلغ عدد سكانها 20 ألفا، إن “الجيش يدمر المباني ويقصفها حتى تتفحم”. وأضاف قوله “الجيش يريد أن يغادر الناس منازلهم. وإذا رفض السكان المغادرة فإنهم يدمرونها وبداخلها السكان”. كما قال نشطاء من المنشقين السوريين ومسؤول تركي أمس، إن القوات السورية تواصل الهجوم العسكري وتزرع الألغام قرب الحدود مع تركيا في محاولة لمنع تدفق اللاجئين والإمدادات للمنشقين. ويأتي نشاط الجيش السوري الذي يمكن رؤيته عبر بساتين الزيتون من قرية بوكولميج الصغيرة على الحدود التركية قبل 4 أيام من إنتهاء مهلة وقف إطلاق النار كان قد وافق عليها الرئيس السوري بشار الأسد. وزاد تدفق اللاجئين على المخيمات التركية إلى 2800 أمس الأول في الوقت الذي تفاقم فيه العنف في محافظة إدلب السورية المجاورة. وقال أحمد الشيخ وهو طالب في كلية الحقوق وناشط “أصبحت إدلب الشمالية كلها بابا عمرو أخرى”، في إشارة إلى الحي الواقع بمدينة حمص الذي دمره القصف خلال الشهرين الماضيين. وتفيد مصادر صحفية أنه يمكن رؤية طائرة هليكوبتر بوضوح وهي تحلق فوق الجبال على الجانب السوري من الحدود. وقال صحفي من تلفزيون رويترز خبير بالمنطقة إنها المرة الأولى منذ بداية الأزمة التي يتبين له فيها تحليق طائرات سورية على مقربة من تركيا. وأورد سكان القرية تقارير عن سماع دوي المدفعية على طول الحدود. وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية أثناء قيامه بجولة في مخيمات المنطقة إن هناك نشاطاً جديداً على مقربة من الحدود. وأضاف المسؤول الذي رفض نشر ذكر اسمه “السوريون يزرعون الألغام على الحدود وخصوصاً الجزء الجنوبي من إدلب مما يحد من تدفق اللاجئين”. وقال نشطاء إن زرع الألغام يتركز على الأجزاء الجنوبية من الحدود التركية مع سوريا من بلدة حارم غرباً باتجاه الساحل. وذكر الخطيب أنه عبر الحدود إلى تركيا بعدما اشتدت الهجمات على كستاناز في البداية من الجو ثم من القوات البرية. وأضاف قوله “خلال الأيام الثلاثة الماضية كانت الجثث ملقاة في شوارع البلدة بمحافظة إدلب. لقد قتل حوالي 200 شخص. والبلدة الآن مهجورة. وقضينا يومين لنصل بنسائنا وأطفالنا إلى تركيا”. وقال إنه شهد جنوداً يعدمون رجلاً أمام أسرته. من جهته، دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إرسال ممثلين ليطلعوا بشكل مباشر على الأزمة الإنسانية المتفاقمة على الحدود التركية السورية في الوقت الذي يتزايد فيه عدد اللاجئين القادمين من سوريا. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية التركية أمس، إن داود أوغلو وجه الدعوة أثناء مكالمة هاتفية مع بان كي مون. وأبلغ أوغلو المسؤول الأممي “يشن الجيش السوري عمليات عسكرية بالمروحيات بالقرب من الحدود التركية كما عبر أكثر من 2800 سوري إلى تركيا خلال ال24 ساعة الماضية”. وأضاف المتحدث “الأمين العام قال إنه أبلغ أمانة الأمم المتحدة وممثلي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على الحدود بأن يتابعوا بشكل مباشر تطورات الوضع”. وذكر المتحدث بأنه بحلول مساء أمس الأول، ارتفع عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى أكثر من 21 ألف شخص ولكن هذا العدد مرشح للزيادة بشكل كبير. وقال المتحدث “نقوم بجمع بيانات عن عدد اللاجئين الذين وصلوا ليل الخميس الجمعة ولكن نتوقع أن يصل عددهم الإجمالي إلى حوالي 24 ألفاً”. وذكر أن القادمين الجدد عبروا الحدود في منطقة ريهانلي القريبة من الحدود السورية، حيث يعتقد أنها تشهد عمليات عسكرية. ،كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أرودغان قد هدد في الأول من الشهر الحالي بما أسماه “ تدخل أخلاقي” في سوريا لإنهاء تفاقم إراقة الدماء محذراً من تداعيات محتملة بسبب تأخر تحرك المجتمع الدولي. جاء تصريح أردوغان أمام الاجتماع الثاني لمؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” في إسطنبول التركية. وقالت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية أمس، أن أعداد اللاجئين الذين وصلوا الأراضي التركية يومي الخميس والجمعة رفع العدد الكلي إلى 23,835 لاجئاً سورياً. وكان مسؤول تركي أعلن في وقت متأخر الليلة قبل الماضية أن حوالي 2800 سوري فروا عبر الحدود إلى تركيا من منطقة إدلب في الساعات الأربع والعشرين الماضية وهو ما يزيد على مثلي أكبر عدد سجل خلال يوم واحد في الفترة السابقة. ونقلت 44 حافلة صغيرة القادمين من الحدود إلى مخيم لاجئين في ريهانلي.