«الفيفا» يمنح الاتحادات مصروفها السنوي

عقد في جوهانسبرج أمس الأول المؤتمر الـ60 للاتحاد الدولي لكرة القدم “الكونجرس” بحضور جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي وبمشاركة ممثلي الاتحادات القارية الستة وممثلي 208 اتحادات أهلية منضوية تحت مظلة الفيفا. ودعا بلاتر الحاضرين من اتحادات قارية وأهلية لمواصلة العمل بشكل جماعي في المستقبل من أجل تحقيق نجاحات مماثلة لما تحقق في الفترة الماضية، وأعلن أن الكونجرس سينعقد مرة أخرى في العام القادم من أجل إكمال المهمة الحالية للفيفا قبل أن تنتهي الفترة الحالية لرئاسته في العام المقبل. وذكر بلاتر خلال خطابه الذي ألقاه أمام الحاضرين برؤية “بيت كرة القدم” والتي قدمها عام 1999، بمشاريع على غرار الهدف الذي مكن بعض الاتحادات من الحصول على مقار دائمة ومراكز تدريب، كما استعرض بلاتر ثلاثة محاور تشكل مهمة الفيفا الحالية وهذه المحاور هي: ملامسة العالم وتطوير اللعبة وبناء مستقبل أفضل. وراجع المجتمعون حصاد «الفيفا» المالي خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية والتي أظهرت القفزة الهائلة للوضع المالي للمؤسسة الدولية حيث نمت الأرباح 12 ضعفاً على الرغم من زيادة الإنفاق على برامج التطوير خمسين ضعفاً مقارنة بالفترة الماضية، كما تلقى الحضور البيانات المالية الحالية والتي حققت تطوراً مذهلاً وهو ما دفع الفيفا لإعلان توزيع 67 مليون دولار كمكافأة على المساهمة في النجاح المالي الذي حققه الفيفا في العام الماضي وبموجب هذا القرار حصل كل اتحاد قاري على مليونين ونصف المليون دولار بينما حصل كل اتحاد وطني على مبلغ مائتين وخمسين ألف دولار. كما قرر الكونجرس التصديق على قرار اللجنة التنفيذية للفيفا بإبقاء الوضع على ما هو عليه بالنسبة للسن القانونية للاعبي كرة القدم والذين يسمح لهم بالمشاركة في الألعاب الأولمبية في الدورات المقبلة وهو ما يعني أن المشاركة ستكون متاحة للاعبين أقل من 23 سنة وإمكانية إضافة ثلاثة لاعبين فوق هذه السن. صلاحية الكونجرس كما أكد الكونجرس تعليق عضوية اتحاد بروناي لكرة القدم حسب الطلب المقدم من اللجنة التنفيذية مع الأخذ بعين الاعتبار أن إمكانية إعادة العضوية لاتحاد بروناي قائمة خلال الأسابيع القادمة ومنح الكونجرس الصلاحية للجنة التنفيذية لرفع الإيقاف. وتابع الحضور في الكونجرس شرحاً توضيحياً يبين الإجراءات الموضوعة لحماية اللاعبين الصغار بما فيها تسجيل اللاعبين سواء كانوا يلعبون في أندية أو أكاديميات، كما تم شرح تطبيق نظام الانتقالات لجميع الانتقالات الدولية والذي بدأ العمل به وسيكون اختيارياً لكل الاتحادات اعتبارا من أول أكتوبر المقبل. كما تم عرض نظام الإنذار المبكر ومحاربة التلاعب بالنتائج في كرة القدم، وإعادة هيكلة نظام وكلاء اللاعبين والعمل الذي تم إجراؤه لمراجعة القوانين الخاصة بهذا الشأن، واستعرض الكونجرس أنشطة مكافحة المنشطات خلال كأس العالم الحالية وبرنامج كرة القدم من أجل الصحة والأنشطة التي تمت وبشكل خاص في أفريقيا على هامش كأس العالم 2010. وبعد نهاية أعمال الكونجرس توجه بلاتر برفقة مساعده جيروم فالكه إلى قاعة المؤتمرات الصحفية ليلتقي مع وسائل الإعلام. وفي بداية المؤتمر أعرب السويسري جوزيف بلاتر عن سعادته بنجاح أعمال الكونجرس 60 للاتحاد الدولي لكرة القدم وقال إنه يتشوق لمتابعة مباريات كأس العالم عندما تنطلق في مختلف مدن وملاعب جنوب أفريقيا للمرة الأولى، وأضاف قائلاً: إنها طريق طويلة، معرباً عن رضاه عما تحقق حتى الآن وأنه سيعقد مؤتمراً صحفياً في الثاني عشر من شهر يوليو القادم وهو اليوم التالي لختام مباريات كأس العالم ويتمنى أن تكون حالته مشابهة لما هو عليه الآن من رضا وسعادة. وعن المشاريع التي يعمل عليها الاتحاد الدولي في الفترة الحالية تحدث بلاتر عن مشروع “كرة القدم للأمل” حيث سيتم إطلاق المشروع في كيب تاون في السابع من الشهر القادم بحضور رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما. وبعد أن قام بلاتر بعرض البيانات المالية والتطور الكبير الذي طرأ على ميزانية الفيفا في العام الماضي كان السؤال حول أحقية الأندية واللاعبين والحكام لوجود من يمثلهم في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي وضرورة حصولهم على حق التصويت واختيار الأشخاص الذين يديرون أموالهم. وقال بلاتر إنه من المنطقي أن يكون كل الأعضاء الذين ينتمون لكرة القدم ممثلين في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي وكذلك في الاتحادات القارية والأهلية وعندما طرحنا الأمر للنقاش مع الاتحادات القارية كان هناك الكثير من الاعتراضات لأن البعض لم يكن يعرف معنى هذا الأمر وهل يجب أن تمثل الأندية واللاعبون بشكل مباشر أو أن يوجد من يمثلهم، وأضاف بلاتر أنه سيأتي يوم يكون هناك ممثلون لبقية عناصر اللعبة ومن حق الأندية والحكام واللاعبين الهواة منهم والمحترفين أن يكون لهم وجود في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي. بلاتر: أهلاً بالمنافسين جوهانسبرج (الاتحاد) - بعد أن أعلن بلاتر خلال المؤتمر الصحفي عزمه الترشح لولاية جديدة في رئاسة الاتحاد الدولي، قال إنه يشعر بحيوية ونشاط ورغبة قوية في مواصلة العمل الذي بدأه من أجل تحقيق المزيد من النجاح، ورفض أن يكشف إذا ما كانت هذه الولاية الأخيرة بالنسبة له أو أنه سيكون هناك مجال في المستقبل للاستمرار. وعن توقعاته بوجود مرشح محتمل لمنافسته على مقعد الرئاسة في الانتخابات القادمة، خصوصاً من القارة الآسيوية قال بلاتر إن باب الترشيح مفتوح لمن يرغب ومن أراد أن يخوض الانتخابات فعليه أن يفعل وكلما زاد عدد المرشحين أصبح الموضوع أكثر متعة. أرباح جنوب أفريقيا تتفوق على ألمانيا جوهانسبرج (الاتحاد) - حول ارتفاع أرباح الاتحاد الدولي بشكل كبير في السنوات الثماني الأخيرة قال بلاتر إنه في عام 2002 حاول البعض إزاحته من سدة الرئاسة ولكن بعد نجاحه بدأ في طريق جديدة مع الحقوق التلفزيونية، كما قام فريق العمل في الفيفا بتطوير العديد من الأنشطة التجارية. وأضاف بلاتر أن السوق وتطور اللعبة ساهما في زيادة مداخيل المؤسسة الدولية موجهاً الشكر للأندية والاتحادات الأهلية التي عملت بشكل ممتاز لتطوير اللعبة وأكد أن كأس العالم في جنوب أفريقيا حققت أرباحاً حتى الآن أكثر مما كان عليه الحال في ألمانيا قبل أربع سنوات وهذا يعني أن الأرباح لا تعتمد على قوة اقتصاد البلد المستضيف موضحاً أن التقارير الاقتصادية هذه الأيام تتحدث عن عملة جنوب أفريقيا وهي الراند والتي أصبحت أقوى بفضل كأس العالم وكرة القدم. المهمة مستمرة من أجل «الأجيال» جوهانسبرج (الاتحاد) - سبق لبلاتر أن صرح أنه لم ينه مهمته التي جاء من أجلها على رأس الاتحاد الدولي وبعد مرور 12 عاماً من توليه المسؤولية، وعند سؤاله عن ماهية الأهداف التي لم يحققها أجاب أن اللعبة هي المجتمع وهو ليس خاصاً بكرة القدم فقط ولكن في كل فئات الناس وعلى وجه الخصوص المسؤولين الذين يجب أن يعوا أن كرة القدم هي ثقافة وتساهم في خدمة الناس وتساهم في بناء المستقبل، فكل شخص يركل الكرة من الصغار حتى كبار السن وفي اللعبة يتكون الفريق من 11 لاعباً ولكن البقية في الصورة حتى لو لم يصبحوا لاعبي كرة قدم. وأضاف أن هذه هي المهمة وهي ليست منوطة به وحده ولكنه يتوقع من كل عائلة كرة القدم أن تساعده لبلوغ هذا الهدف وأردف أن هذه المهمة ستظل مستمرة واستشهد بمقولة لتشرشل وهي أن “السياسيون يعملون من أجل الانتخابات ورجال الدولة يعملون من أجل الأجيال”، وهذا هو المهم.. العمل من أجل الأجيال القادمة وفئة الشباب. كل لاعب يتمنى المشاركة في الأولمبياد جوهانسبرج (الاتحاد) - حول الألعاب الأولمبية والنية لتقليص السن المطلوبة إلى أقل من 20 عاماً، قال بلاتر إن هناك طلبين من اتحادين قاريين بضرورة إشراك فرق الشباب في الألعاب الأولمبية بسبب ازدحام الأنشطة وقمنا بمخاطبة اللجنة الأولمبية الدولية بهذا الشأن وعندما وصلهم الخطاب جاء جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية إلى زيوريخ وهو يستشيط غضباً، وطلب عدم التفكير في الموضوع وعندما تكون لديك قرارات ثورية مثل هذا الموضوع ينبغي التروي والتفكير بحكمة. وأضاف أنه يرى أن كل من شارك في الألعاب الأولمبية من اللاعبين الكبار كانوا في منتهى السعادة والجميع يتمنون المشاركة في الأولمبياد ولو لمرة واحدة ولذا كان قرار الكونجرس بغض النظر عن تغيير النظام المعمول به حالياً في الدورات المقبلة وحتى إشعار آخر. قاعدة 6+5 جوهانسبرج (الاتحاد) - تحدث بلاتر عن قاعدة 6+5 والتي يتبناها بكل قوة من أجل تقليل عدد اللاعبين الأجانب في الفرق ومن أجل دعم المنتخبات الوطنية وقال إن المشروع معطل بسبب تعارضه مع قوانين العمل في أوربا. وقال بلاتر إن الفيفا لديه الكثير من الأموال المخصصة للتطوير وستقام العديد من الدورات التدريبية في الفيفا وفي الاتحادات القارية الست، وتبلغ مخصصات ذلك، 60 مليون دولار وسيخصص للدول التي تحتاج للمساعدة وهناك الكثير من برامج التطوير والمساعدات المالية ولأن الفيفا يسير على مبدأ الديموقراطية يجب أن يأخذ الجميع حصصا متساوية. مداعبة لصحفي بوليفي جوهانسبرج (الاتحاد) - قام أحد الصحفيين من بوليفيا ليسأل الرئيس بلاتر حول نية الفيفا اتخاذ قرار بمنع المباريات الدولية في المناطق المرتفعة عن سطح البحر مثل بوليفيا، وأجاب بلاتر بأن هذا الموضوع ليس ضمن أجندة الفيفا ولم تتم مناقشة مسألة اللعب في المناطق المرتفعة ثم عاد بلتر ليداعب الصحفي البوليفي قائلاً له إن منتخب بوليفيا لم يتأهل إلى نهائيات كأس العالم منذ عام 1994 ومع ذلك فهو يلعب في المناطق المرتفعة عن سطح البحر ولم تشكل عاملاً مساعداً في تأهل بوليفيا إلى النهائيات وأضاف مازحاً: “واصلوا اللعب أينما تشاؤون ولن يزعجكم أحد”. بلاتر وشاكيرا جوهانسبرج (الاتحاد) - تم نقل كل أحداث ووقائع المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي لكرة القدم “الكونجرس” في بث حي ومباشر إلى قاعة المركز الإعلامي وجلس بعض الصحفيين يتابعون عن كثب أحداث الكونجرس وخاب أملهم عندما مرت الأمور بشكل هادئ دون إثارة، وبمجرد أن انتهى الكونجرس انقطع البث ليجد الإعلاميون جوزيف بلاتر بينهم، قائلاً: “أنا معكم حتى تملّون فما زال الوقت مبكراً على شاكيرا”، وهو بذلك يشير إلى الحفلة الموسيقية التي أقيمت مساء ذلك اليوم بمشاركة عدد من الفنانين وعلى رأسهم المطربة الكولمبية شاكيرا. وجود «المحافظين » حال دون تغيير قانون اللعبة كل عام جوهانسبرج (الاتحاد) - عن تأخر الفيفا في تغيير نظام الحكام والتقليل من الأخطاء التي يرتكبها قضاة الملاعب على الرغم من تطور اللعبة بشكل كبير ونقل المباريات بعدد كبير من الكاميرات القادرة على كشف الأخطاء التي يقع فيها الحكام، قال بلاتر إن التلفزيون كان له دور كبير في زيادة مداخيل اللعبة ويكفي أن 600 مليون دولار حققها الفيفا كأرباح جاءت من الحقوق التلفزيونية، ووجود عدد كبير من الكاميرات يجعل من كشف الأخطاء التحكيمية أمراً سهلاً حيث يحصل المتابع على الصورة من زوايا ،وأضاف بلاتر أن تطور التحكيم، مسؤولية الحكم نفسه وكل ما على الفيفا فعله هو الاهتمام بهذا، وأضاف أنه في دوري أوروبا تمت تجربة الحكم الخامس ومع أنهم لم يكونوا سيئين ولكن في نفس الوقت لم يكونوا مقنعين وبالتالي سيتم إجراء تجارب أخرى في المستقبل.وأكد بلاتر أنه لا يسعى لتعقيد الأمور بالنسبة لقوانين اللعبة وأن المسؤولين ليسوا بعيدين ولكنهم محافظون، وقال: من الضروري أن يكون المسؤول محافظاً بعض الشيء وإلا لكان هناك تغيير في قانون اللعبة في كل عام..