الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هل تتكرر معجزة «بيلوهوريزونتي» بعد 60 عاماً؟

هل تتكرر معجزة «بيلوهوريزونتي» بعد 60 عاماً؟
11 يونيو 2010 22:46
سبق لمنتخبي إنجلترا والولايات المتحدة اللذين يلتقيان اليوم في مدينة راستبنرج ضمن الجولة الأولى من نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، أن تواجها في مباراة تاريخية في نهائيات كأس العالم في البرازيل عام 1950 وأسفرت عن فوز مفاجئ لأولاد العم سام بهدف نظيف، وباتت تلك المباراة شهيرة بتسمية “معجزة بيلوهوريزونتي”. كانت جميع الترشيحات تصب في مصلحة المنتخب الإنجليزي وبالفعل كان بإمكانه التقدم بثلاثة أو أربعة أهداف، لكنه عانى من رعونة مهاجميه ومن تألق حارس مرمى الولايات المتحدة فرانك بورجي الذي وقف سداً منيعاً في وجه الهجمات الإنجليزية. وفي الدقيقة 37 ضرب الأميركي الجنسية الهايتي الأصل جو جايتجينس بقوة عندما سجل هدف المباراة الوحيد بكرة رأسية وسط فرحة الجمهور البرازيلي. اعتبر المنتخب الانجليزي هذه الخسارة مجرد صدفة، خصوصاً أنه كان يتبجح بأنه الأفضل في العالم آنذاك، لكنه تلقى صفعة ثانية وتحديداً أمام المجر في عقر داره قلعة ويسمبلي الشهيرة بسقوطه سقوطاً كبيراً أمام المجر بعد ثلاث سنوات. لم يتمكن المنتخب الإنجليزي من محو خيبة أمل بيلوهورزونتي إلا عندما استضاف كأس العالم عام 1966 واحرز اللقب الوحيد في تاريخه حتى الآن. وبالعودة إلى كأس العالم عام 1950 في البرازيل، فقد شهدت تلك النسخة، حدثاً هاماً تتمثل في مشاركة المنتخبات البريطانية للمرة الأولى، وقد خاضت منتخبات إنجلترا واسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية التصفيات فيما بينها على أن يتأهل الأول والثاني إلى المونديال. وحلت إنجلترا أولى وتلتها اسكتلندا، غير أن الأخيرة عدلت عن المشاركة من دون أن تتمكن آيرلندا الشمالية التي جاءت ثالثة من الحلول مكانها. وكانت الاتحادات البريطانية على خلاف جذري مع الاتحاد الدولي (الفيفا) منذ تأسيسه عام 1904 وذلك لكونها تفاخر بأنها مهد اللعبة فمنها انطلقت وفيها أقيمت أول مباراة دولية بين اسكتلندا وإنجلترا وانتهت بالتعادل السلبي عام 1873 ونظرت هذه الاتحادات إلى الاتحاد الدولي الذي أخذ على عاتقه بتوجيه من الفرنسي روبير جيران ترتيب شؤون اللعبة إلى المنتخبات الأخرى نظرة استخفاف وازدراء. وتدخل السير ستانلي راوس الذي أصبح لاحقاً رئيساً للاتحاد الدولي لدى الاتحادات البريطانية وأنهى الخلاف واعتبرت مشاركة إنجلترا في النهائيات للمرة الأولى مكسباً كبيراً للاتحاد الدولي وللبطولة أيضاً. وتوجه المنتخب الإنجليزي إلى البرازيل وكله أمل في إحراز ميدالية على الأقل خصوصا أن منتخبا من الجزر البريطانية خاض مباراة قبل أشهر قليلة من بداية كأس العالم ضد منتخب من نجوم العالم انتهت بفوز ساحق للأول 6-1 في مدينة جلاسكو. وكان المنتخب الإنجليزي ذا سمعة كبيرة ولعب 24 مباراة في السنتين اللتين سبقتا المونديال ففاز 22 مرة وتعادل مرتين. وأوقعت القرعة إنجلترا في المجموعة الثانية إلى جانب الولايات المتحدة وتشيلي وإسبانيا، وتوسم المسؤولون عن المنتخب خيراً نظراً إلى ضعف المنتخبات الأخرى، وانتهت مباراتهم الأولى بفوز سهل على تشيلي 2- صفر. ثم توجه المنتخب إلى مدينة بيلوهوريزونتي لمقابلة المنتخب الأميركي المكون من لاعبين نصف محترفين، وحصل خلاف داخل المعسكر الإنجليزي، فمنهم من ارتأى خوض المباراة بتشكيلة من الصف الثاني بسبب ضعف الخصم ولتأكدهم من الفوز بفارق كبير من الأهداف، ومنهم من قال بضرورة الاعتماد على التشكيلة نفسها التي خاضت المباراة الأولى. وبعد أخذ ورد تقرر أن يخوض المنتخب المباراة بالتشكيلة الأساسية التي كانت تضم من النجوم توم فيني وستان مورتنسون وبيلي رايت والف رامزي وويلف مانيون. أما المنتخب الأميركي فكان يقوده الاسكتلندي بيل جفري أحد أفضل المدربين في الجامعات الأميركية واعتمد على ثلاثة لاعبين يلعبون في الخارج وهم ادي ماكيفيني وجو ماكا البلجيكي الأصل والهايتي الأصل جو جايتجنس. أقيمت المباراة على ملعب مينيرو، على أرضية أشبه بحقل محروث ما أعاق تحركات المنتخب الانجليزي الذي سيطر على مجريات اللعب منذ البداية ولم يكن الحظ حليفه إذ انفرد جيمي مولون بالحارس الأميري وسدد فوق العارضة، وجامله زملاؤه وأضاعوا كماً هائلاً من الفرص. وبعد صمود الولايات المتحدة 37 دقيقة أمام سيل الهجمات الإنجليزية افتتح المنتخب الأميركي التسجيل خلافاً لمجريات اللعب اثر هجمة مرتدة سريعة تلقى فيها جايتجنس الكرة من زميله في الجناح الأيمن والتر بار فتطاول لها برأسه من على بعد خمسة أمتار واسكنها شباك الحارس الإنجليزي وليامس. وكان للهدف وقع الصاعقة على رؤوس اللاعبين الانجليز، وكما كان متوقعا شن الانجليز هجمات متواصلة على مرمى الولايات المتحدة التي انكمش لاعبوها في الخطوط الخلفية ساعين إلى المحافظة على الفوز التاريخي. ولم يحتسب الحكم الإيطالي جينيروزو دانيلو هدفاً صحيحاً للانجليز عندما تخطت الكرة التي سددها جيمي مولن خط المرمى قبل نهاية الشوط الأول بقليل، وانقذ الحارس الأميركي مرماه من هدف أكيد عندما صد ببراعة فائقة الكرة التي سدها الف رامزي من ركلة حرة مباشرة. وجاء سيناريو الشوط الثاني مطابقا للأول: هجوم انجليزي مكثف ودفاع أميركي مستميت لصون الهدف الذي يحفظ أمله في بلوغ الدور الثاني خصوصاً انه خسر المباراة الأولى امام اسبانيا 1- 3 ومر الوقت سريعا من دون أن تتغير النتيجة إلى أن انطلقت صافرة النهاية وسط فرحة لا توصف للاعبين الأميركيين في وقت عجل اللاعبون الإنجليز في الخروج من الملعب ورؤوسهم مطأطأة. وصرح مدرب الولايات المتحدة اثر الفوز قائلا: “أتينا إلى كأس العالم لكي نتعلم، هذه النتيجة ستعطي دفعا هائلا لكرة القدم الأميركية”. أما لوري جايتجنس مسجل الهدف فدخل التاريخ من بابه الواسع وهو الذي قدم من هايتي إلى نيويورك ثم شيكاغو فسانت لويس ساعيا وراء لقمة العيش فوجد نفسه احد المشاهير في هذه البطولة وحديث الصحافة والإذاعات. وكانت قوة جايتحنس تكمن في تسجيل الأهداف من زوايا ضيقة لا بل مستحيلة، وقد عاد إلى هايتي عام 1963 لكن لم يعرف عنه شيء منذ ذلك الحين وقال البعض إنه كان معارضا لحكم الديكتاتور جان بيار بابادوك دوفالييه وأعدمته الشرطة السرية.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©