أعرب البنك المركزي الأوروبي عن ارتياحه لتطور الوضع في اليونان، معتبراً أن "تطبيق برنامج تصحيح الميزانية مشجع جداً". في الوقت نفسه، نفت إسبانيا أمس تقديم طلب للحصول على مساعدات اقتصادية من الاتحاد الأوروبي.
وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه إن ثمة "مؤشرات" في اليونان تثبت أن "تصحيح الميزانية على السكة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2010 على الرغم من انكماش مؤلم".
واعترض تريشيه متحدثاً في فيينا خلال حفل عشاء ضم كبار شخصيات أوساط المال برعاية المعهد الدولي للمالية، على فكرة أن التصحيح المالي "مرادف لخنق النمو". وأكد أن التصحيح الجاري "على ارتباط وثيق بإصلاحات بنيوية" ويتيح عودة الثقة، مشدداً على أنه يحفز النمو.
وطلبت اليونان في نهاية أبريل قرضاً بقيمة 110 مليارات يورو على ثلاث سنوات ساهمت فيه دول منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي لمساعدتها على مواجهة دين هائل وصل إلى 300 مليار يورو (115% من إجمالي ناتجها الداخلي).
وتلقى البنك المركزي اليوناني دفعة أولى من هذا القرض بقيمة 20 مليار يورو. وبعدما أقرت إجراءات تقشف صارمة ولا سيما على صعيد معاشات التقاعد سعياً لتصحيح العجز المالي، تعمل حكومة باباندريو الاشتراكية على تحفيز الاقتصاد وتعزيز قدرته التنافسية.
إلى ذلك، قال نوت فلينك عضو مجلس البنك المركزي الأوروبي إن الاتحاد الأوروبي كان يتعين عليه أن يتقدم لإنقاذ اليونان في وقت مبكر عما فعل. ولكن فلينك وهو محافظ البنك المركزي الهولندي أبلغ الصحفيين أنه من السابق لأوانه الحديث عن توسعة خطط الإنقاذ الضخمة لمساعدة الدول الأعضاء غير القادرة على التعامل مع ديونها التضخمية. وقال فلينك "يبدو الوقت مبكراً بالنسبة لي للحديث عن توسع آخر".
وذكر أن الشيء الأهم في الحزمة هو أن "الألمان قرروا دعم اليورو حقاً وإلا لما كانوا على استعداد للمشاركة في هذا البرنامج الضخم".
وتابع أن حال عدم اليقين السائدة حالياً في الأسواق تنعكس في زيادة استخدام تسهيلات ودائع المركزي الأوروبي لكن توقعات التضخم في منطقة اليورو أفضل منها الولايات المتحدة.
وفي مدريد، قالت وزارة الاقتصاد الإسبانية أمس إنها لم تتقدم بطلب للحصول على مساعدات اقتصادية من الاتحاد الأوروبي بعد تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز دويتشه لاند" عن أن الاتحاد الأوروبي يحضر خطة مساعدات في حال طلبت مدريد المساعدة. وقال متحدث باسم وزارة الاقتصاد "هذا كذب. ليس هناك خطة إنقاذ. لم نطلب شيئاً ولن نطلب شيئاً. لا أعرف من أين جاؤوا بذلك". وقالت الصحيفة من دون أن تذكر مصادرها إن الاتحاد الأوروبي يستعد لتقديم طلب مساعدات في الأشهر القليلة المقبلة للحصول على المال من صندوق لإقراض دول منطقة اليورو التي تشهد مشكلات سداد مثل التي تعرضت إليها اليونان. ونقل التقرير كذلك إلى متحدث باسم المفوضية الأوروبية لم يذكر اسمه قوله إنه ليس هناك دلائل في الوقت الراهن على أن إسبانيا ستطلب المساعدة.
عدد اليوم
