انخفاض الإشغال بالفنادق في البحرين خلال إجازات بداية العام

على غير العادة في السنوات السابقة انخفضت نسب الإشغال في الفنادق البحرينية خلال الاحتفال برأس السنة والعام الجديد، وفي الوقت الذي حققت فيه فنادق الخمس نجوم في البحرين نسبا تتراوح بين 60 و70% فقط، انخفضت النسبة إلى 30% وأقل أحيانا في الفنادق دون الخمس نجوم· وشكا الكثيرون من البحرينيين والمقيمين في المملكة قلة الفعاليات السياحية والترفيهية في هذه المناسبة، وأكدوا أن الحفلات شحيحة في جميع الفنادق ولا جديد على الإطلاق، في الوقت الذي كانت تعج فيه البحرين في السابق بالفعاليات المختلفة وتستقطب نجوم الغناء والطرب من الدول العربية بل وإيران وفرقا أوروبية في أحيان كثيرة·· أما الآن فأغلب الفرق والمطربين من الصف الثاني والثالث·· في حين يتوجه نجوم الصف الأول إلى وجهات أخرى· على الجهة الأخرى ارتفعت حركة السفر بشكل كبير من البحرين إلى الوجهات العربية المختلفة لقضاء إجازة رأس السنة وجاء على رأس القائمة القاهرة وبيروت ودبي باعتبار أنها الوجهات الأقرب للبحرين، واستغل الكثيرون تداخل إجازات الأضحى والكريسماس ورأس السنة، وعمدوا للحصول على إجازة طويلة تمتد ما بين 10 أيام وأسبوعين· في البداية قال أبوالخير إبراهيم مدير عام فندق ومنتجع البندر إن الفندق استعد لهذه المناسبة بشكل جيد، والإدارة قامت بتنظيم حفلتين، بالإضافة إلى استضافة حفلة أخرى خاصة بهذه المناسبة استعدادا لرأس السنة·· وقال إن الحفلتين تضمان نخبة من المطربين العرب من مصر ولبنان، بالإضافة إلى الرقص الشرقي والبند الغربي والدي جي المنوع· وقال إن السائحين من المملكة العربية السعودية يشكلون الحصة الأكبر من السياح الوافدين إلى المملكة، نظرا لعوامل القرب الجغرافي، يليهم الأشقاء القطريون، وأوضح أبوالخير أن نسبة الحجز على الحفلات مرتفعة ونسبة الامتلاء جيدة في الفندق لكنها ليست بالقياسية أو المثالية لهذه المناسبة· من جانبه، قال السيد عقيل رئيس الرئيس التنفيذي لمجموعة الخليج الفندقية إن طول الإجازة وتواصلها أدى إلى سفر عدد كبير من البحرينيين والمقيمين لقضاء الإجازة بالفعل في الدول العربية، لكن بالنسبة لفندق الخليج على وجه التحديد، فنسب الامتلاء بلغت 100% في عدد من مطاعم الفندق مثل الواحة وزحلة وفيوجن من الساعات الأولى لصباح أمس الاثنين، في حين تراوحت نسب الامتلاء في باقي المطاعم بين 80 و 90%، وهي نسب معقولة إلى حد كبير بالرغم من أن الفندق يحقق نسبا أكبر في مثل هذه المناسبة بالفعل· إشغال ضعيف أما عن الامتلاء في الفندق نفسه، فأوضح السيد عقيل أنه تأثر بحركة السفر السابق الإشارة إليها وكذلك عدم وجود أعمال أو مؤتمرات في المملكة خلال هذه الفترة التي تعاني من راحة سلبية بسبب الإجازات، وهو بالطبع ما أثر على نسب الامتلاء في الفندق التي تركزت على الزبائن والنزلاء الراغبين في الترفيه وقضاء الأعياد، وبلغ متوسط نسبة الامتلاء في الفندق حوالي 50%· من جهته، قال خالد أنيب مدير عام منتجع الدانة نوفوتيل إن الموسم بشكل عام ضعيف هذا العام، إجازة عيد الأضحى المبارك كانت أفضل حالا، أما هذه الإجازة فنسبة الإشغال ليست بمرتفعة مقارنة بالأعوام السابقة، خاصة أنه لا توجد عطلة في السعودية وقطر في الأيام القادمة بعكس الماضي الذي وافقت فيه عطلة رأس السنة إجازة عيد الأضحى المبارك فكانت الإجازة شاملة· وأشار أنيب إلى أن الفندق الذي يشمل عدة مطاعم متنوعة كل منها سينظم حفلا خاصا به·· تشمل مطربين من المغرب ولبنان وراقصة مكسيكية ودي جي وغيرها·· لكنه لم يشر إلى وجود حفلات خاصة أو إضافية بهذه المناسبة· لكن الوضع يختلف كثيرا في قطاع الفنادق ما دون الخمس نجوم في البحرين، ويقول مصطفى سعد المستثمر في فندقين بالبحرين أحدهما أربع نجوم والآخر ثلاث نجوم إن نسبة الامتلاء في الفنادق في أفضل الأحوال لا تتجاوز 30% في أغلب فنادق هذه الفئة، وقال إن السياحة في البحرين تمر بحالة لم يسبق أن تعرضت لها من قبل بسبب التخبط في القرارات وانعدام الرؤية· وأكد أن الفنادق تسعى جهدها لجذب العملاء في هذه المناسبة، إلا أن هناك العديد من العوامل والشائعات التي انتشرت في الآونة الأخيرة مواكبة لأحداث الشغب في عيد الأضحى المبارك والتي تسببت في التأثير على القطاع· نمو السفر أما بالنسبة لشركات الطيران ووكالات السفر، فقد ارتفعت معدلات السفر بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، حيث فضل عدد كبير من المقيمين والبحرينيين قضاء الأعياد خارج المملكة· وأشار أسامة دياب المدير الإقليمي لمصر للطيران في البحرين إلى أن نسبة الامتلاء على خطوط الشركة المتوجهة من البحرين إلى القاهرة بلغت 100% خلال الأسبوع الماضي بسبب تفضيل العديد من البحرينيين لقضاء فترة الأعياد في القاهرة التي تمتلئ بالفعاليات والسهرات والاحتفالات المميزة ابتداء من إجازة عيد الأضحى المبارك مرورا بالكريسماس ورأس السنة في موسم شبه متواصل للفنادق هناك، بالإضافة إلى الفعاليات الأخرى في المتنزهات الترفيهية والبواخر النيلية والنوادي وغيرها· وقال نادر نعواس مدير عام مجموعة البدر للسفر والسياحة أن الحركة هذا العام ضعيفة ولا ترقى للسنوات الماضية، مشيرا إلى أن أغلب الوجهات التي شهدت إقبالا من جانب المقيمين في البحرين كانت الوجهات العربية وعلى رأسها بيروت والقاهرة والأردن، وحرص عدد كبير من المقيمين على الحصول على إجازاتهم في هذه الفترة لقضاء فترة الأعياد المتصلة بين عيد الأضحى المبارك والكريسماس ورأس السنة في بلادهم· وأردف نعواس أن دبي لم تعد بالوجهة التي تغري العميل البحريني في المرحلة الراهنة بسبب الارتفاع غير المعقول للمعيشة هناك إلى حدود لم تعد مقبولة من جانب أغلب الفئات في البحرين، وأن كلفة السفر إلى الشرق الأقصى في بلدان أكثر متعة وترفيها وطبيعتها أجمل أصبحت أقل عند مقارنتها بالغلاء الفاحش في دبي في الآونة الأخيرة، وأوضح نعواس أن إجازة عيد الأضحى المبارك كانت أفضل حالا نسبيا مقارنة بعطلة رأس السنة· وأكد حسام ريدان المتحدث الإعلامي باسم ''طيران العربية'' أن حركة السفر على متن طائرات الشركة في الأسبوعين الأخيرين بلغت حوالي من 90 إلى 95% في الإشغال، وهي حركة مرتفعة بالطبع، مؤكدا أن البحرين واحدة من الوجهات الأساسية بالشركة، ومشيرا إلى ارتفاع نسبة السفر إلى الوجهات السياحية العربية في هذه الإجازات وخاصة لبنان ومصر وقال إن البحرين تعد أيضا من الوجهات التي يقصدها عدد غير قليل في هذه المناسبات خاصة رجال الأعمال الذين يرتبطون بمصالح يقضونها في البلاد· السياحة ترد من جانبه صرح عبدالرحيم السيد المستشار بقطاع السياحة البحريني أن عدد الحفلات التي شهدتها البحرين احتفالا بقدوم العام الجديد 2008 تجاوز أربعين حفلة في مختلف أنحاء المملكة، وقال إن قطاع السياحة البحريني لم يرفض أي ترخيص لأي فندق أو شركة تنظيم حفلات تقدمت بطلب لحفلة في رأس السنة، بناء على تعليمات من وزير الإعلام جهاد بوكمال بحث القطاع الخاص البحريني على تنظيم الفعاليات في مثل هذه المناسبات تلبية لمطالب قطاع عريض من الأهالي والمقيمين الذين يريدون الاحتفال بهذه المناسبات وتشجيعا للسياحة الداخلية في البحرين التي تشغل حيزا كبيرا من اهتمام القطاع السياحي· وأوضح السيد أن جميع الفنادق الكبرى في البحرين فئة الخمس نجوم شهدت حفلات منوعة بمعدل حفلتين في المتوسط بكل فندق، في حين نظمت فنادق الأربع نجوم أيضا مجموعة حفلات جيدة منوعة ·· بالإضافة إلى نوادي الشركات الكبرى العاملة في البحرين ونوادي السفارات والهيئات الأجنبية التي طلبت تصاريح بتنظيم حفلات خاصة لأعضائها وجالياتها·· وأخيرا مطاعم الخمس نجوم في البحرين وأغلبها نظم حفلات لاقت إقبالا كبيرا من أهل البحرين والمقيمين على السواء·· الجدير بالذكر أن عدد المطاعم الدرجة الأولى في البحرين يفوق 130 مطعما· وقال السيد إن قطاع السياحة في البحرين حريص أشد الحرص على تشجيع الفنانين البحرينيين والحفلات الموسيقية البحرينية، حيث شهدت رأس السنة هذا العام العديد من الفرق البحرينية منها فرقة علي بحر في المارينا كلوب والمطرب خالد فؤاد في فندق الشيراتون وفرقة عمار في نادي بابكو، واستضاف فندق جولدن تيوليب فرقة لاتين جاز بقيادة الموسيقار البحريني ميرزا الشريف أحد أبرز الموسيقيين في الخليج وسبق له العزف في قاعة ألبرت هول البريطانية العريقة وغيرها· وحول الانتقادات التي وجهت من قبل بعض المتعهدين للحفلات حول التضييق من جانب إدارة السياحة حول الإعلانات عن الحفلات في الشوارع الرئيسية، قال السيد إن هذه الاتهامات غير صحيحة، فالإدارة تشجع وتسعى لتحفيز القطاع الخاص البحريني لتنظيم الحفلات المختلفة ونتعاون مع الجميع في إطار القانون والعرف والتقاليد الاجتماعية السائدة في المجتمع البحريني، لكن في نفس الوقت إذا علينا مراعاة مشاعر فئات عديدة في المجتمع ترى من وجود إعلانات بالقرب من دور العبادة نوعا من التهاون بقدسية هذه الأماكن التي نكن لها كل الاحترام والتقدير، ولا يحق لأحد المساس بقدسيتها ونحن في بلد عربي مسلم قبل أي شيء· وقد حدث نماذج من قبل بسبب إعلانات عن فرق غنائية وراقصة وضعت بالقرب من المساجد، بل إن إحداها تطاول ووضع إعلانا لراقصة بين منارتي مسجد·· وبالطبع هذه تصرفات مرفوضة شكلا ومضمونا ولا يجب أن يقرها أحد·· كما أن المنامة واسعة والشوارع الرئيسية عديدة·· يعلنون فيها كيفما شاءوا· وحول نسب الإشغال الضعيفة في الفنادق، قال السيد أنا أعمل في هذا القطاع منذ أكثر من 25سنة متواصلة والجميع يعلم أن مثل هذه الفترات يكون الإشغال فيها ضعيفا، وأن ذلك منطقي نظرا لأن مواسم الإجازات المتواصلة مثل الإجازة الماضية يفضل فيها عدد كبير من المقيمين والأجانب في المملكة أن يقضوه بين أهلهم وذويهم في بلادهم سواء كانت عربية أو أوروبية ·· كما تنعدم في مثل هذا الموسم الفعاليات الأخرى مثل المؤتمرات والمعارض وغيرها ·· وهي فعاليات يعول عليها القطاع الفندقي البحريني كثيرا في نسب الإشغال لذا فإن انخفاض الإشغال في مثل هذه الفترات هو أمر شبه متعارف عليه فندقيا·