الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هند المهيري من الأفكار إلى الابتكار

هند المهيري من الأفكار إلى الابتكار
11 يونيو 2010 21:36
عندما أنهت هند سلطان ماجد المهيري المرحلة الثانوية تزوجت وأنجبت وتوظفت، فكان جل وقتها مليئاً بمتطلبات البيت، وتوفير احتياجات الأبناء، وخلال كل السنوات كانت تجد نفسها أمام دفاتر وأوراق مليئة بالنقوش والألوان، حيث كانت ترسم وهي تتحدث بالهاتف وتلون وهي تحادث زميلاتها في العمل، أما في أوقات العمل فكانت قد كسبت ثقة زميلاتها الموظفات، سواء الفتيات منهن أو المتزوجات، في اختيار ودمج الألوان، حين كن يلجأن إليها لتقول رأيها في تصميم فساتينهن وعباءاتهن. مرت تلك السنوات وكبر الأبناء وأنهوا تعليمهم الجامعي، وقبل عام واحد كانت هند تستعد لتحضير حفل زفاف ولدها، وعندما بدأت البحث من أجل تحضير تجهيزات الطاولات لم تجد ما يتناسب مع ذوقها، فإن توفرت الورود لم تتوفر الألوان التي يمكن من خلالها إبراز القاعة. في هذا الشأن تقول هند إنها كانت تريد قاعة غير تقليدية، تكلفة عرس الغالي كانت باهظة، ذلك أنَّ الديكورات الخاصة بالصواني التي تحمل عليها الفناجين والتعليقات التي تتدلى منها، وكسوة الأوعية الخاصة بالحلوى، وكذلك الهدايا وزينة الطاولات بلغت تكلفتها ثلاثمائة ألف درهم 300 ألف درهم، عدا عن القاعة والكوشة والطعام والأمور الأخرى. بدأت قصة الابتكار من السنة الماضية حين قامت في الخفاء عن كل الأبناء بشراء المواد الخام لكل ما ترغب في إبرازه وتزيين فرح ولدها عن طريقه، كانت تنتظر ذهاب الأبناء إلى وظائفهم فتقفل على نفسها الباب وتبدأ في العمل، الذي استغرق العمل منها مدة ستة أشهر كاملة، لم تترك خلالها أي أداة على حالها، حتى علب المحارم كانت مميزة، وصنعت علاقات تتدلى من السقف، وهي اليوم تبدي الأسف لكونها لم تقم بتصوير كل ذلك العمل، فحين أنهت تحضير القاعة، بدأت السيدات في الوصول وهي لم ترغب في تصوير المكان فيما الضيوف متواجدون فيه. وفي استقبال كل مجموعة من السيدات كانت هناك كمية من الهدايا التي لا تتوفر لها أشكال مماثلة في السوق. خلال العرس كانت النسوة تتهامسن متسائلات عن متعهد القاعة، بل إن بعضهن اعتقدن أن لديها شركة متخصصة أعدت كل تلك التجهيزات، وبعد انتهاء العرس كانت هناك مجموعة من الطلبات الخفيفة التي يجب عليها أن تنفذها، فقامت بالاستعانة ببعض محال الطلاء كي تحول المواد الخام إلى أخرى ذات ألوان خاصة بكل طلب، ومن خلال الطلبات كانت تجمع ملاحظات السيدات وأفكارهن وتحولها من أفكار إلى ابتكار المنتج الذي ينال الإعجاب بسهولة. لاحقاً ستكون لها أول مشاركة لها في معرض أقيم بين الجسرين في أبوظبي، ومن هناك وجدت الطلب على ملة التمرية والمّله تطلق على الوعاء الدائري العميق الذي يمكنه أن يحمل من كيلو إلى أربعة كيلوات من الحلوى، أو أية مادة غذائية مماثلة، كما طلبت منها بعض الأسر الموسرة ان تحول لها ملال الغسول، وهي تلك الأوعية التي تغمس بها أطراف الأصابع لإزالة الطعام، إلى قطع فنية غير عادية. تقول هند إن كل بيت إماراتي تتوفر فيه مجموعة من الحرارات، وهي تلك الأوعية التي تحفظ الطعام ساخناً، ولتلك الأوعية ألوان تعكس ذوق المصنع، ولكنَّها لا تستجيب بالضرورة لمزاج صاحبة المنزل. لذلك كانت هند أول من ابتكرت دثار الوعاء من المخمل والكريستال، كما أضفت لمسات كريستالية على الصواني ودلة القهوة والفناجين، وحين ذهبت بعينات من أعمالها إلى إدارة الأسر المنتجة بوزارة الشؤون الاجتماعية وجدت الترحيب والتشجيع، وانطلقت في أول معرض لها من خلال القرية العالمية، ذلك أنَّ أكثر ما يجذب السيدات هي الألوان المميزة التي تثير الدهشة، وابتكار الزينة التي سوف توزع في أركان القاعة عند الفرح. بالنسبة للأفراح التي تقام في المنازل قبل ليلة الفرح بعدة أيام، فإن تلك الأفراح عبارة عن أيام للفرحة في أسرة العروس أو أسرة المعرس، ويتم خلالها تقديم الحلويات والقهوة، وأيضاً الحلويات الشعبية، وكل ذلك يتطلب التقديم بطريقة مبتكرة، ولذلك أصبحت الأمهات يطلبن تحويل شكل التقديم وتحويل القطعة البسيطة إلى قطعة فاخرة. لم تكتف هند بذلك بل قامت بتطوير الخدمات التي تقدمها إلى قطاع أكبر، حيث أصبحت تعد هدايا المواليد، وتجهز كل احتياجات الأم من بعد الولادة، حيث وجدت أن كل سيدة زائرة لتلك السيدة ترغب في تقديم شيء مميز، يكون مختلفاً. من هنا أصبحت تجهز هدايا خاصة حسب ذوق الزبونة، وكما أنَّ لكل أم ولدت للتو زائرات يذهبن لتقديم التهاني فقد ابتكرت هدايا التوزيعات التي توزع على الزائرات، بحيث تكون مختلفة عن ما يباع في محال الحلويات والهدايا، أو في محال الزهور. وضعت هند لنفسها خطة كي تصبح سيدة أعمال متميزة، ولكن لن يكون ذلك في الفترة القريبة فهي لا تستطيع أن توكل تنفيذ بعض الخطوات للآخرين مخافة أن ينتهي المنتج على شكل مختلف عما توقعت، فلا يعجب الزبون، وحتى الآن يعتمد الناس على ذوقها بدءاً من أول خطوة وحتى استلام الطلب.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©