السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تايا بيضون: الجمباز رياضة القوام الرشيق

تايا بيضون: الجمباز رياضة القوام الرشيق
11 يونيو 2010 21:36
هوايتها الرياضة، وشغلها الشاغل تعليمها للأجيال، فهي، أي الرياضة، لغة التواصل العالمية التي تتحدث بها وتفهمها شعوب العالم قاطبة، وهي الهوية الموحّدة والمشتركة التي يحملها سكان الأرض، ومن هنا فمن المفيد أن يمارسها الجميع، كما ينبغي على الحكومات والجهات المعنية أن تشجع على تعليمها للنشء سواء أكان في المدارس أو عن طريق توفير المراكز والأندية المختلفة. بحبّ كبير وصبر أكبر تحتضن المدربة تايا بيضون، طالباتها في دروس الجمباز، تعلّمهن أصول وقواعد هذه الرياضة الجميلة، وتعطيهن تعليماتها الخاصة بأداء الحركات، ترافقها نصائح ووصايا عديدة للفتيات، على رأسها الالتزام بالنظام وبالوقوف في الصف، وثانيها أن يعطي الإنسان أفضل ما لديه في كلّ عمل يقوم به وخاصة أثناء التدريب. وبالإضافة إلى ابنتيها، تبنت تايا 200 فتاة أخرى، ارتبطت بهن عاطفيا والتزمت معهن أدبيا من خلال حصص الجمباز التي تدرسها لهن يوميا في نادي أبوظبي للسيدات، كما نمت علاقتها بهن وتطورت إلى أبعد من ذلك بكثير، إذ أصبحن جزءا مهما من حياتها اليومية هن وعائلاتهن أيضا، وبالمقابل فقد أصبحت هي جزءا مهما من حياتهن ومثلا أعلى يحاولن الاقتداء به.. تقول تايا: “ينتظم في دروس الجمباز حوالي 200 فتاة من أبوظبي، تتراوح أعمارهن بين 6- 17 عاما، ينتمين إلى جنسيات مختلفة، إماراتية وعربية وأجنبية، الأمر الذي يدلل على أن الرياضة هي لغة عالمية ليس لها أرض أو وطن أو جنسية، كما يؤكد حرص دولة الإمارات على توفير أماكن لممارسة الرياضة للجميع”. رياضة القوام الرشيق تعلّقت بيضون برياضة الجمباز منذ نعومة أظفارها حينما كانت في بلدها روسيا، وهي التي اشتهرت بالتركيز على الرياضات وتشجيعها خاصة لدى الأطفال، وارتبط اسمها بالمشاركات العالمية والمراكز المتقدمة في الأولمبياد لفترات طويلة، وقد شاركت تايا حينذاك في عدة مسابقات محلّية خاصة بالجمباز، وعندما أنهت تعليمها الثانوي التحقت بكلية الرياضة لتحصل على شهادة ماجستير في الجمباز، وهو ما أهلها لتصبح مدربة محترفة في هذا المجال. تقول بيضون، التي تشغل حاليا بالإضافة إلى عملها كمدربة في نادي سيدات أبوظبي، منصب مديرة قسم الرياضة في مدارس النهضة الدولية: “الجمباز رياضة كاملة متكاملة، بمعنى أنها مفيدة للجسم كلّه، فهي تساعد في تكوين الجسم، وتحصّنه ضد الأمراض المختلفة وخاصة فيما يتعلّق بالعظام، كما تعطيه لياقة ومرونة مع القوة والتناسق، وهي تزيد من نشاط الجسم وتقاوم الكسل، وتكسبه القوام الرشيق والجميل خاصة بالنسبة للفتيات، فضلا عن أن ممارسة الرياضة أو الانشغال بأي موهبة فنية أخرى من شأنه أن يقوي الشخصية ويزيد من ثقة الإنسان بنفسه، كما يعطيه مهارات إنسانية في التعامل والتواصل مع الآخرين والعمل بروح الفريق”. تضيف قائلة: “لقد عملنا خلال الخمس سنوات الماضية على تكوين فريق للجمباز، هو فريق جمباز نادي أبوظبي للسيدات، الذي يحيي حفلا سنويا خاصا بالجمباز في العاصمة، وقد أصبح هذا الحفل يقام على مستوى رفيع فحظي بإعجاب الجميع، خاصة في العامين الأخيرين حيث حصل الفريق على دعم وتشجيع خاص من سمو الشيخة سلامة بنت طحنون آل نهيان التي وفرت لنا الدعم بكافة أشكاله المادية والمعنوية، من متابعة وإشراف وتوفير للأزياء والزهور وعمل الدعاية الخاصة للحفل، الأمر الذي رفع من مستوى أداء الفريق كما شجعه معنويا”. وحول الصعوبات التي واجهها الفريق، تتحدث بيضون مشيرة إلى أن أهم هذه الصعوبات والعقبات تمثلت في تهديد استقرار الفريق ومستقبله وذلك بسبب نية هدم نادي أبوظبي للسيدات، وهو ما أدى إلى مرور جميع أعضاء الفريق وأهاليهم على حدّ سواء بفترة صعبة من التوتر والترقّب، فهذا النادي هو المتنفس الوحيد للفتيات في أبوظبي، والذي تمارس الفتيات من خلاله هواياتهن الرياضية ولا سيما الجمباز، تضيف لافتة إلى أن سمو الشيخة سلامة، كعادتها وقفت إلى جانب الفريق مرة أخرى، وتكفلت بحلّ المشكلة وتوفير مكان ملائم للفريق يضمن بقاءه واستمراره إلى الأبد، وذلك تحت رعاية كريمتها سمو الشيخة حمدة بنت خليفة بن محمد آل نهيان، التي تعتبر عضوا نشيطا في فريق الجمباز. بين الجمباز والموسيقى على أنغام الموسيقى تتعلّم الفتيات الصغيرات حركات الجمباز، وعلى وقع الموسيقى أيضا يؤدين رقصاتهن المختلفة في حفلهن السنوي، الذي يقدّمهن إلى الناس ليحصدن التصفيق والإعجاب كلّ عام، حول طريقة التوليف بين الموسيقى والجمباز، تتحدّث تايا بقولها: “عندما كنت في الجامعة أتعلّم رياضة الجمباز وأساسياتها، كان هذا أول شيء تعلمته، وهو الجمع بين الموسيقى والجمباز وتطويع الجسد لخدمة الموسيقى والعكس صحيح، وهو أمر مهم ينمي الفكر والحواس ويشغّلها في ذات الوقت، كما أنه يشكل عامل جذب بالنسبة للفتيات، فهن بحاجة إلى أفكار جديدة وعامل جذب للرياضة وهذا يتم عن طريق دمج الجمباز بالموسيقى والرقص”. تلفت تايا إلى أن الفتيات اللواتي ينخرطن في التدريب وأخذ حصص الجمباز وعددهن 200 طالبة، لا يشاركن جميعا في الحفل السنوي، وإنما هنالك مستويات للتدريب فهنالك طالبات مبتدئات، وهنالك بالمستوى المتوسط، وهنالك فتيات بمستوى متقدم، وهؤلاء هن اللواتي يعتمد عليهن في تقديم الحفل السنوي، والذي يتم التحضير له منذ بداية السنة بشكل مكثف، ليتم تقديمه في الفترة ما بين منتصف شهر إبريل أو أواخر شهر مايو. وتؤكد بيضون في ختام حديثها على ضرورة الاهتمام بإشراك الأطفال ولا سيما الفتيات في الأنشطة الرياضية المختلفة، وذلك لما لها من فوائد صحية ونفسية عليهن، آملة أن يتم التركيز أكثر من قبل الجهات المعنية على توفير المراكز والأندية الخاصة بممارسة وتعليم الرياضة للجيل الحالي، وأن يتم افتتاح نادٍ خاص بل مدرسة جمباز مفتوحة لجميع الأعمار من الجنسين الذكور والإناث. الشيخة حمدة تقدم أفضل ما لديها في رياضة الجمباز تنتظم الشيخة حمدة بنت خليفة بن محمد آل نهيان في حضور حصص تدريب الجمباز مع مثيلاتها من الفتيات منذ عامين تقريبا، حيث تتمرن على عمل حركات مختلفة من شأنها أن تمنحها اللياقة والمرونة العالية، وهو ما أهلها للمشاركة في حفل الفريق السنوي الذي أقيم مؤخرا على مسرح المركز الوطني للوثائق والبحوث، حيث شاركت وتألقت في عدة لوحات فنية قدمت فيها رياضة الجمباز على وقع الموسيقى. ورغم صغر سنها، إذ لم تتجاوز 6 سنوات تقريبا، واكتظاظ جدولها بالعديد من الدروس اليومية بالإضافة إلى دروس الجمباز، إلا أنها أبدت تجاوبا كبيرا مع هذه الرياضة وذلك من خلال التزامها بحضور الدروس مع الفتيات وكذلك بتعليمات المدربة. الشيخة حمدة أوضحت لـ”الاتحاد” التي التقتها أثناء التدريبات في نادي أبوظبي للسيدات، أنها تحب رياضة الجمباز كثيرا، فمن خلالها تعلّمت الكثير من الحركات الرياضية الصعبة، بالإضافة إلى تعليمات المدربة وأهم ما فيها أن تبذل قصارى جهدها وأفضل ما لديها من أداء عند كلّ عمل تقوم به. يذكر أن الشيخة حمدة تمتلك العديد من المواهب يجري العمل على صقلها وتنميتها، وهي تتلقى العديد من الدروس يوميا في الفروسية، والباليه، ورقص النقر، والسباحة، بالإضافة إلى العزف على الكمان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©