السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف يصارح الوالدان طفلهما بـ «الطلاق»؟

كيف يصارح الوالدان طفلهما بـ «الطلاق»؟
2 أغسطس 2016 10:30
القاهرة (الاتحاد) يشعر الطفل بأن هناك مسائل معينة يعيشها الآباء والأمهات بالخجل أو الحرج عندما يتكلمون فيها، لكن كثيراً من خبراء التربية يرون أن تغير المسائل العائلية الخطيرة يجب أن توضح للأطفال، وأن يقال لهم الحقيقة مهما تكن صادمة، لأن الطفل حتما يستشعر ما يدور في أعماق والديه، ومن ثم ينتقل إليه الإحساس بالتوتر دون أن يشعر الوالدان بذلك، لما لديه من «رادار» فطري من الإحساس القوي. وقالت الدكتورة رباب عيسى، أخصائية الطب النفسي والعلوم السلوكية، إن خبرة الطفل القليلة بأمور الحياة، ومشاعره القلقة المضطربة أثناء الأزمات بين والديه تجعله يتصور الموقف والمشاكل بشكل أضخم يتجاوز الحقيقة بكثير، كما أنه من المؤلم للغاية أن يعلم الطفل أن قرار الطلاق اتخذه الاثنان فجأة عقب معركة عنيفة بينهما. مكاشفة ولفتت إلى إمكانية اتفاق الوالدان على الطلاق، ودراسة كل الجوانب التي يمكن التنازع حولها، وفي هذه الحالة يكتشفان أنهما أمام العقبة الأهم بعد أن أصبحت كل الطرق مسدودة أمام التوافق. هنا يجب البدء فوراً في مناقشة مصير الطفل، وكيف يوصلان قرارهما إليه حتى يمكن أن يتفهم الأسباب والنتائج، وأن حالة التوتر التي يعيش فيها قد جعلت من استمرار الحياة معا مستحيلة. هذا يسهل كثيراً إمكانية تكيف الطفل مع الظروف الجديدة المترتبة على الطلاق. مواجهة الصدمة وتقول: إن الطفل يفهم أنه جاء إلى الحياة لأن والديه أرادا ذلك، وهو نبت يحمل من صفات الأبوين بالتساوي جسدياً ونفسياً. ولا يجب أن يتحول ذلك إلى عقاب له بعد ذلك. فأول احتياجاته كانت تتمثل في نوع من الدفء والمودة الأسرية القادرة أن ترعاه وتحميه، لا أن يعيش في مناخ من المشاكل والخلافات والتصدع والصراعات. وإذا حاول أي طرف أن يقنع الطفل أيضاً أن أباه مليء بالعيوب، فلابد أن الطفل سيقتنع أيضاً أنه شخصياً يحمل هذه العيوب وتلك النقائص. وإذا حاول أحد أن يقنعه بأن والدته سيئة، وهي بالنسبة له مصدر الحنان والحب والدفء، فإنه سوف يفقد الإيمان بنفسه وبكل امرأة بعد ذلك. الأذى النفسي وأوضحت أن تلك الاتهامات المتبادلة تؤذي الطفل نفسياً، وتحطم صورة المثل الأعلى أمامه، وتجعله يكره الحياة، ويحتقر نفسه، فهو ليس لديه القدرة على فهم الأسباب الخفية للصراع. ومن ثم فإن كل ما يمكن أن يتبقى في نفسه هي الكراهية الشديدة لنفسه والوقوع في براثن كراهية الأب والأم معاً. ويتعذب ويعاني لأنه يحبهما في نفس الوقت، وبالتالي يفقد الإحساس بالأمن والأمان والاطمئنان، وأن الكارثة الحقيقية التي سيواجهها سببها الحقيقي أن الكبار فقدوا القدرة على إدارة حياتهما بنجاح ودون أنانية. الطفل في أعماقه يريد أن يجد ما يكذب ما يسمعه من خلافات وأن ليس هناك سبب مقنع لحدوث مثل هذه الكارثة، ومن ثم يمكن للوالدين أن يوضحا له بطريقة مهذبة أن حياتهما معاً ليست سعيدة، وأنهما لا يمكن أن يستمرا في حياتهما معاً. وأنهما حاولا مراراً تجنب ذلك، لكنهما فشلا في ذلك. وتضيف: قد تبدو هذه المهمة صعبة أو مستحيلة، لكنها ممكنة إذا أدرك الطرفان أن شدة وطأة «كرامة الآباء» قد تعمي البصيرة عن مواجهة الحقيقة، وتجنب المصلحة العامة، وأن يجني الصغار كل آثارها السلبية المدمرة. ولنا أن نتصور كيف تكون حياة الابن أو الابنة متصدعة ومشروخة ومحطمة لسبب أو لآخر هو غير مسؤول عنه. لذا يجب على الوالدين سماع صوت العقل وتقليل الخسائر بأكبر قدر ممكن، ولو على حساب أنفسهما في آخر محطات الأبوة والتضحية والمسؤولية. درء المزيد من الخسائر تلفت الدكتورة عيسى إلى أهمية أن يمنح الطفل من الفرص ما يجعله يستوعب ما يجري، وأن نجيب له عن كل تساؤلاته ما أمكن من صراحة، وأن نمنحه الفرص الكافية كي يعبر عن مخاوفه وشكوكه. وحتى إن كانت الإجابات التي يتلقاها كافية وواضحة، فإن هناك جزءاً من وجدانه يظل رافضاً تمام الرفض لكل أسباب الطلاق. وأن يتأكد الطفل الذي قرر فيه والداه الطلاق جيداً أن والديه لن يتخليا عنه، وأن كل ما يحدث هو أنهما قررا أن يعيش كل طرف بعيداً عن الآخر. وأن كلا منهما سيحمل له من الحب مقدار ما كان يحمله له من قبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©