الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هل تغيرت الطريقة التي نحصل بها على الأخبار للأبد؟!

هل تغيرت الطريقة التي نحصل بها على الأخبار للأبد؟!
28 يوليو 2016 13:52
يعتمد كثير من القراء في مختلف أنحاء العالم في الوقت الحالي على الأخبار التي يتم توزيعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل التجميع الأخرى، أكثر من الصفحة الرئيسية للصحيفة المطبوعة، وهو ما قد يؤدي إلى الاعتقاد بأن وعي هؤلاد فيما يخص أنواع الصحف والصحفيين الأفراد قد تراجع. ويؤدي تراجع الطباعة، والاستخدام المتزايد للهواتف الذكية ووسائل الإعلام الاجتماعية، فضلاً عن صعود موانع ظهور الإعلانات، إلى تغير الطريقة التي نحصل بها على الأخبار. بيد أن تقريراً جديداً أصدره هذا الأسبوع معهد رويترز لدراسة الصحافة يشير إلى أن صعود وسائل الإعلام الاجتماعية كمنصة صحفية يغير أيضاً الطريقة التي يفهم بها القراء ما هي الأخبار وكيف يتم إنتاجها. يستند تقرير الأخبار الرقمية الذي أعده معهد رويترز لعام 2016 إلى دراسة أعدها مركز «يوجوف» حول المنصات العديدة المختلفة للحصول على الأخبار، ومن بينها وسائل الإعلام التقليدية مثل التليفزيون والإذاعة والطباعة، وكذلك المنافذ الرقمية. وليس من المستغرب أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي هي الفائز الأكبر. ففي 26 دولة و50 ألف مستهلك للأخبار على الإنترنت شاركوا في الدراسة، قال نصف المشاركين إنهم يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية لمعرفة الأخبار، بينما قال 12 في المئة إنها المصدر الرئيسي للأخبار بالنسبة لهم. وفي الولايات المتحدة، زاد عدد الأشخاص الذين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية لمعرفة الأخبار بنحو الضعف منذ عام 2013، ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد. إن وسائل الإعلام الاجتماعية ليست مجرد وسيلة جديدة لقراءة الأخبار، بل إنها أيضاً تغير الأنماط والثقافة حول استهلاك الأخبار. ومع وجود تنبيهات لوجود أخبار عاجلة، لم يعد يتعين علينا الذهاب إلى الصفحة الرئيسية لصحيفة نيويورك تايمز - فالقصص الإخبارية تأتي إلينا. كما غيرت وسائل الإعلام الاجتماعية والهواتف الذكية من تفاعلنا مع الأخبار على مدار اليوم: فقد ذكر 17 في المئة ممن شملتهم الدراسة أن أول اتصال لهم بالأخبار يكون عبر هواتفهم الذكية، وقال 6 في المئة فقط إنهم يطالعون الصحف المطبوعة أول شيء في الصباح. هذه الأرقام تتغير مع جغرافيا المكان والعادات الثقافية لكل دولة. ففرنسا وألمانيا، على سبيل المثال، لديهما أكبر نسبة من الاستهلاك التقليدي للأخبار من بين الدول التي شملتها الدراسة، على الرغم من ازدياد المنصات الاجتماعية، بسبب «العادة القوية للجلوس ومشاهدة نشرات الأخبار المسائية»، بحسب ما ذكرت رويترز. وبالمثل، في فنلندا واليابان، حيث الثقافة الرقمية عالية، «هناك أقلية كبيرة هي التي ما زالت تجلس وتمسك بصحيفة مطبوعة في الصباح». وفي حين يعد الفيسبوك أكبر شبكة تواصل اجتماعي بالنسبة للأخبار في العالم، فإن الناس في دول أخرى يعتمدون أيضاً على مجموعة منوعة من مصادر الأخبار وتطبيقات الرسائل لتقاسم الأخبار مع الأصدقاء. ومن بين النتائج الأكثر إثارة للدهشة لتقرير رويترز أن مستهلكي الأخبار في وسائل الإعلام الاجتماعية لا يشاهدون الفيديو بالضرورة. فالمنصات والناشرون على حد السواء كانوا يصبون الأموال في مشاركة لقطات الفيديو مثل فيسبوك لايف. وقد توقع أحد المسؤولين التنفيذيين في فيسبوك الأسبوع الماضي أن الفيديو في السنوات الخمس المقبلة سيحل محل الكلمة المكتوبة. لكن التقرير يقترح أن العديد من مستهلكي الأخبار يقاومون مشاهدة الفيديو لأنه من الأسرع قراءة مقال، وبسبب الإعلانات التي غالباً ما تسبق مقاطع الفيديو. وفي حين أن استهلاك الفيديو أعلى في الولايات المتحدة بنسبة 33 في المئة، فإن أكبر المستخدمين لوسائل الإعلام الاجتماعية هم أكثر عرضة بنسبة 50 في المئة لمشاهدة مقاطع الفيديو الإخبارية على الإنترنت، ما يجعل من المحتمل أنه مع استمرار استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي، فإن استهلاك الفيديو سيزداد. وتؤيد دراسة رويترز فكرة أن وسائل الإعلام الاجتماعية تشجع الحديث والجدل حول الأخبار. وربع قراء الأخبار عبر وسائل الإعلام الاجتماعية يتقاسمون الروابط خلال الأسبوع، ونفس هؤلاء الأشخاص، بحسب التقرير، «هم الأشخاص الذين يميلون لأن يكونوا متحمسين حول مواضيع تتعلق بالسياسة أو الأعمال أو التكنولوجيا أو البيئة». ولكن يترتب على استهلاك الأخبار عبر وسيلة الشبكة الاجتماعية، خطر كبير يتمثل في أن القراء يرون فقط مجموعة مختارة من القصص الإخبارية مخصصة لأنماط استهلاكهم السابقة ودائرة اجتماعية فريدة. وتستخدم منصات التواصل الاجتماعي خوارزميات، تستند على عادات القراءة، لاستهداف قراء بأخبار تعتقد المنصة أنهم مهتمون بها. استهلاك تقليدي.. لماذا؟! فرنسا وألمانيا لديهما أكبر نسبة من الاستهلاك التقليدي للأخبار من بين الدول التي شملتها الدراسة، على الرغم من ازدياد المنصات الاجتماعية، بسبب العادة القوية للجلوس ومشاهدة نشرات الأخبار المسائية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©