الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

%3.9 معدل البطالة في أميركا للمرة الأولى منذ عام 2000

%3.9 معدل البطالة في أميركا للمرة الأولى منذ عام 2000
5 مايو 2018 21:44
شريف عادل (واشنطن) انخفض معدل البطالة في الولايات المتحدة الأميركية لأقل من 4% للمرة الأولى منذ عام 2000، فيما يعد أحد أقل مستوياتها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي زاد من التكهنات مرة أخرى باحتمالية اتجاه بنك الاحتياط الفيدرالي لرفع معدلات الفائدة أكثر من مرتين هذا العام. وسجلت يوم الجمعة بيانات البطالة عن شهر أبريل المنتهي معدل 3.9%، بعد أن كانت 4.1% الشهر الماضي. ولم يفوت الرئيس الأميركي دونالد ترامب الفرصة، ليسجل انتصاراً جديداً له، حيث غرد على موقع تويتر معلناً الأرقام الجديدة «أُعْلِنَ منذ قليل، البطالة 3.9%، تم كسر 4%، وفي الوقت نفسه تستمر مطاردة الساحرة الشريرة»، وهو التعبير الذي يستخدمه ترامب بصورة متكررة للتعبير عن أن الاتهامات الموجهة إليه لا أساس لها من الصحة، وأضاف أيضاً أنه «بسبب أرقام التوظيف الجيدة جداً، فإن عدد من يتلقون إعانات البطالة في الولايات المتحدة الأميركية هو الأقل منذ عام 1973». واحتفل أيضاً على تويتر البيت الأبيض والحزب الجمهوري وبول رايان المتحدث باسم مجلس النواب وسارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض وشبكة فوكس نيوز، إضافة إلى الآلاف من مؤيدي الحزب الجمهوري. ولم تنخفض البطالة في الولايات المتحدة الأميركية تحت مستوى 4% إلا في فترات محدودة خلال العقود السبعة الماضية، مثلما حدث وقت الحرب الكورية في أوائل الخمسينيات، وخلال حرب فيتنام في الستينيات، وأخيراً في عام 2000، وقت ثورة الإنترنت. وتخطت نسبة البطالة مستوى 10% وقت الأزمة المالية قبل عقد من الزمان، لكنها اقتربت الآن من أدنى مستوياتها ومن دون حدوث أي حروب أو نقلات حضارية كبيرة كما حدث في المرات السابقة. وأظهرت التقارير الصادرة يوم الجمعة أيضاً، انخفاض معدل البطالة بين السيدات البالغات إلى 3.5%، وهو أقل مستوى لها منذ 17 عاماً، وأظهرت أيضاً انخفاض معدل البطالة لدى الأميركيين من أصل أفريقي إلى أدنى مستوى مسجل لها، وهو 6.6%، بعد أن كان 6.8% في ديسمبر الماضي. كما عادلت البطالة بين الأميركيين من أصل لاتيني أدنى مستوى لها، وهو 4.8%، الذي تم تسجيله العام الماضي، كما في عام 2006. وقال كيفين هاسيت، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض: «هذا التقرير يحمل الكثير من الأخبار الجيدة». ورغم أن الواقع يقول إن البطالة بين الأميركيين من أصل أفريقي تشهد انخفاضاً خلال السنوات الخمس الأخيرة، فإن البيت الأبيض أصدر بياناً قال فيه إن تخفيضات ترامب الضريبية التاريخية، وتخفيف القيود الذي نادى به، وسياساته المشجعة للنمو هي التي خلقت الوظائف، وأعادت الثقة في الاقتصاد الأميركي، وكانت وراء كل الأرقام الجيدة في التقرير. وأضاف أصحاب الأعمال 164 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، ما يعني أنه بعد مرور 4 أشهر من العام الحالي، فإن متوسط الإضافة الشهرية للوظائف هو 200 ألف وظيفة، بينما كان المتوسط خلال العام الماضي 182 ألف وظيفة فقط. ورغم التزايد الكبير في عمليات التوظيف، فإن ذلك لم ينعكس في ارتفاع الأجور، حيث أشار تقرير آخر صدر الجمعة أيضاً إلى ارتفاع أجر الساعة في شهر أبريل بأربعة سنتات فقط مقارنة بالشهر السابق، وبنسبة لا تتجاوز 2.6% مقارنةً بالعام الماضي، وكلاهما من المعدلات المتواضعة تاريخياً. وكان يفترض أن يرتفع أجر الساعة بأكثر من ذلك مع زيادة الطلب على العمالة. وقال الخبير الاقتصادي جوزيف لافورنا، من بنك الاستثمار ناتيكسيس «في بعض النواحي، يشبه الوضع الحالي نسخة مصغرة من فترة أواخر التسعينيات: فالبنك الفيدرالي يرفع معدلات الفائدة لكن بهدوء، ومعدل البطالة ينخفض، والتضخم مازال منخفضاً». وثبت البنك الفيدرالي الأميركي يوم الأربعاء أسعار الفائدة، وألمح إلى بدء ظهور علامات ارتفاع التضخم، إلا أنه توقع أن يدور حول معدله المستهدف وهو 2% في الفترة المقبلة. ورفع البنك معدلات الفائدة مرة واحدة هذا العام، وألمح إلى أن هناك مرتين أخريين (على الأقل) خلال العام الحالي. ويتوقع البنك الفيدرالي انخفاض البطالة إلى 3.8%، وفي حالة انخفاضها أكثر من ذلك، فعلى الأغلب سيجد البنك الفيدرالي نفسه مضطراً لرفع معدلات الفائدة بوتيرة أعلى، لتجنب إنهاك الاقتصاد، كما حدث في حالات انخفاض البطالة السابقة. وبعد إعلان أرقام البطالة الجيدة يوم الجمعة، أنهت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية آخر أيام الأسبوع على ارتفاعات كبيرة، حيث ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 332 نقطة، أو 1.39%، وأغلقت الأسهم الثلاثين التي تشكله على ارتفاع باستثناء سهم واحد، بينما ارتفع مؤشر «إس آند بي» الأشمل 1.3%، وكذلك ارتفع مؤشر ناسداك 1.7%. واعتبر المحللون أن ارتفاعات الأسهم جاءت نتيجة لعدم ارتفاع الأجور بصورة كبيرة، ما قلل وجهة نظرهم من احتمالات ارتفاع التضخم، وبالتالي زيادة وتيرة رفع معدلات الفائدة بوساطة البنك الفيدرالي. وقال روسيل برايس، كبير الاقتصاديين بشركة أمريبرايز فايننشيال في رسالة إلكترونية لعملائه: «لقد جاء التقرير بأرقام في المنطقة الذهبية. فالاقتصاد ليس مشتعلاً جداً ولا هادئاً جداً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©