16 أغسطس 2008 23:18
خلال وجودي مع جدي في أحد مراكز التسوق، بغرض شراء بعض مستلزمات رحلة صيد في البر، رفض جدي شراء أداة معدنية كبيرة تشبه المقص مخصصة لفتح المعلبات·
ولأنني وجدت مقاسها كبيراً ومزودة بحلقة تضم مفاتيح ''للقناني'' الزجاجية والمعلبات المعدنية وسواها، ظننتها مناسبة وتفي بالغرض، لكن جدي رفض شراءها، وحين ألححت عليه قال: ''تراها شنّة ولها رنّة، كلها مفاتيح تقرقع وتصدر صوتاً مزعجاً''·
بعد العودة إلى البيت، وما إن دخل جدي مجلسه والتقط أنفاسه حتى سارعت بسؤاله عن ذاك المثل الغريب ''شنّة ولها رنّة'' لأعرف معناه ومن قائله·
ضحك جدي واعتذر لأنه لا يعرف قائل المثل، لكنه رمّسني بمعلومات وضّحت لي الكثير، حيث قال: ''إنه قول تناقلته النسوة منذ قديم الزمن، وهو يُضرب للدلالة على الشخص غير المنتج الذي لا ينفع نفسه ولا من حوله، وفوق ذلك يسبب لهم الإزعاج''·
شكرته على إيضاحه، وطلبت منه معرفة معنى كلمة شنّة، فاستغرب أن لا أعرفها ولامني على تقصيري في معرفة بعض التفاصيل التراثية، واستدرك يبدي سروره لأنني أرغب بالمعرفة، فقال:
''أولاً يا ولِدي ''الشنة'' هي القربة التي تصنع من جلد الغنم واسمها يأتي بحسب استخدامها فهي قربه إذا كانت للماء، وهي ''عكّة'' إذا كانت للسمن، وهي ''صميل'' إذا كانت للبن·
إذن الشنة هي القربة التي لا تستخدم، لذلك تكون جافة وتترك خارج الخيمة معلّقة على جدارها، وتصدر صوتاً وجلبة إذا احتك بها الهواء، فتزعج أهل البيت بالرنين أو القرقعة التي تتسبب بها·
عدد اليوم
