تواصلت أمس، حالة عدم الاستقرار الجوي، وشهدت معظم مناطق الدولة سقوط أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بالبرق والرعد، ونشاط للرياح التي وصلت سرعتها إلى 70 كلم في الساعة، فيما استمر تأثير الأجواء المغبرة التي أدت إلى انخفاض الرؤية الأفقية إلى أقل من 500 متر، وسجل المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، أعلى منسوب كميات للأمطار منذ ليلة أمس الأول حتى صباح أمس في منطقة الشويب بالعين، حيث بلغ 33.8 ملم.
وتوقع المركز أن ينحسر اليوم تأثير المنخفض الجوي الذي أدى إلى تراجع درجات الحرارة منذ ليلة أمس الأول، بمعدل 7 درجات مئوية، إلى جانب اضطراب البحر حيث وصل ارتفاع الموج أمس إلى 8 أقدام، مع استمرار الأجواء الغائمة جزئيا اليوم.
وشهدت الدولة أمس طقساً مغبراً وغائماً جزئياً، إلى غائم، خاصة شمالا وشرقا صاحبه سقوط الأمطار، وكانت الرياح شمالية غربية معتدلة إلى نشطة السرعة، مثيرة ومحملة بالغبار والأتربة، وأدت إلى تدني مدى الرؤية الأفقية على بعض المناطق، مع انخفاض آخر في درجات الحرارة، والبحر مضطرب إلى متوسط الموج ليلا، فيما ازدادت الرطوبة النسبية ليلا وفي الصباح الباكر.
الاستقرار الجوي
وأشار المركز إلى أن حالة عدم الاستقرار الجوي التي سادت البلاد تعود لتأثر الدولة بحالة من عدم الاستقرار الجوي نتيجة لامتداد منخفض جوي سطحي من جهة الغرب، مصحوب بكتلة هوائية باردة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي أدت إلى حالة عدم الاستقرار الجوي، حيث بدأت السحب بالتراكم على المناطق الشمالية والشرقية، وامتدت إلى بعض المناطق الداخلية خاصة وصاحبها سقوط أمطار مختلفة الشدة.
وتوقع المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل أن يكون الطقس اليوم غائما جزئيا وتزداد كميات السحب أحيانا على المناطق شمالا وشرقا، وتخف سرعة الرياح لتكون معتدلة السرعة بوجه عام وقد تنشط أحيانا نهارا، والبحر متوسط الموج إلى خفيف، وتزداد الرطوبة النسبية ليلا وفي الصباح الباكر، وقد يتشكل بعض الضباب على بعض المناطق.
فيما غدا الثلاثاء، توقع المركز أن يكون الطقس غائما جزئيا، وتميل درجات الحرارة للارتفاع التدريجي، والرياح تكون خفيفة إلى معتدلة السرعة بوجه عام، والبحر خفيف إلى متوسط الموج، وتزداد الرطوبة النسبية ليلا وفي الصباح الباكر على بعض المناطق الساحلية والداخلية، ويحتمل تشكل بعض الضباب.
وتراوحت درجات الحرارة العظمى في المناطق الداخلية أمس بين 26 و31 درجة مئوية، وفي المناطق الساحلية تراوحت درجات الحرارة بين 23 و28 درجة مئوية، فيما تراوحت درجات الحرارة في المناطق الجبلية بين 16 و20 درجة مئوية.
عاصفة رملية
وفي المنطقة الغربية، استمرت العاصفة الرملية الشديدة على معظم المدن لليوم الثاني على التوالي، وتسببت في انعدام الرؤية وعدم تأثر حركة المرور على الشوارع القريبة من المناطق الصحراوية بعد هبوب رياح شديدة محملة بالرمال.
وأعلنت فرق الطوارئ والأزمات العاملة في جميع مدن الغربية حالة التأهب لمواجهة الآثار السلبية الناتجة عن الرياح الشديدة وما يصاحبها من سقوط للأشجار وتوقف لبعض إشارات المرور، وتجمع لكميات الرمال على الطرق الداخلية والخارجية.
وتسببت الرياح الشديدة في توقف بعض الرحلات البحرية خلال فترة الظهيرة من وإلى جزيرة دلما مع استمرار باقي الرحلات الأخرى حيث قامت دائرة النقل بتيسير رحلتين صباحية ومسائية من جبل الظنة إلى جزيرة دلما والعكس وايقاف الرحلة الثالثة لحين تحسن الأحوال الجوية
سواحل دبي
وفي سياق متصل، حذرت النشرة الجومائية لحرس السواحل في دبي أمس، من وجود رياح غربية إلى شمالية غربية بسرعة من 12 إلى 20 عقدة.
وأشارت النشرة إلى أن موج البحر كان من 4 إلى 6 أقدام، بينما الرؤية كانت من 3 إلى 5 أميال بحرية، منوهة بأن الطقس غائم مع احتمال سقوط أمطار وهو ما حدث بالفعل.
ونصح أطباء، المرضى الذين يعانون من أمراض الحساسية تجنب التعرض المباشر للجو المحمل بالأتربة والغبار، واستخدام الكمامات إذا اضطروا إلى المشي في مثل هذا الطقس، مؤكدين أهمية اخذ الأدوية بانتظام والتوجه إلى الطبيب المختص في حالة زيادة التعرض للغبار والأتربة وتأثر المريض بذلك.
أضرار متفاوتة
وفي الشارقة، تسببت الأمطار التي هطلت بشكل شبه مستمر، والرياح الشديدة التي هبت مساء أمس، في بعض الأضرار على شارع كورنيش بحيرة خالد، واقتلعت الرياح الأشجار وتسببت في تطاير اللوحات الخشبية من المباني والأبراج قيد الإنشاء، التي بدورها سببت أضرارا متفاوتة للسيارات وواجهات المباني.
وتعرضت الواجهات الزجاجية لأحد البنوك على شارع الكورنيش لتهشم شبه كامل نتيجة اصطدامها بجسم صلب تطاير من أحد الأبراج المجاورة، ما أدى إلى تحرك دوريات الشرطة لحراسة البنك طوال الليل، كما تعرضت سيارات لأضرار بليغة نتيجة تكسر الواجهة الزجاجية الأمامية، نتيجة صدمها بلوح خشبي تطاير بفعل الرياح الشديدة في ساعات متأخرة من الليل.
تجمعات المياه
وقال رياض عبدالله عيلان مدير عام بلدية مدينة الشارقة بالإنابة، إن لجنة طوارئ مياه الأمطار بالبلدية، قامت على الفور بإزالة كافة تجمعات المياه التي حدثت نتيجة لهطول الأمطار على الشارقة أمس، مؤكداً أن اللجنة جاهزة لمواجهة كافة الاحتمالات التي قد تحدث نتيجة تساقط الأمطار حفاظا على انسيابية حركة السير، لافتا إلى أن البلدية تقوم بحملات مستمرة لتنظيف فتحات تصريف المياه في جميع أنحاء المدينة.
وأكد عيلان أن البلدية نجحت على مدى السنوات الماضية في تعزيز البنية التحتية الخاصة بسحب مياه الأمطار من كافة الشوارع التي كانت تتجمع فيها، حيث تم إنشاء شبكة متميزة لهذا الغرض، مؤكدا حرص البلدية على الاستفادة من مياه الأمطار من خلال تجميعها في أحواض صناعية للاستفادة منها في أغراض الزراعة وغيرها.
ولفت إلى أن البلدية وضعت جميع مرافقها وأجهزتها في حالة استعداد تام لمواجهة أي حالات طارئة بالتنسيق مع الإدارات المعنية والدوائر الحكومية ذات الصلة، وأوضح أن هناك إجراءات احترازية أخذت بعين الاعتبار خلال الأعوام الماضية، منها تركيب أنابيب للتخلص من مياه الأمطار على بعض الشوارع، لتصريف المياه والحيلولة دون تجمعها على شكل برك، داعياً الجمهور للإبلاغ عن أي تجمعات للمياه على الخط الساخن للبلدية على الرقم 993.
العاصفة الترابية
من جانبه، قال المهندس يوسف عبدالله أحمد رئيس قسم النفايات الصلبة، إن البلدية بدأت على الفور في تنظيف الشوارع وإزالة كافة الآثار الناجمة عن العاصفة الترابية والرياح التي تعرضت لها الإمارة أمس، مؤكداً أن حملات النظافة التي تقوم بها البلدية تشمل تنظيف الشوارع الرئيسية والداخلية في المدينة، إضافة إلى المناطق الصناعية.
ودعا يوسف عبدالله جميع المواطنين والمقيمين للتعاون مع البلدية من أجل الحفاظ على النظافة العامة من خلال الاتصال بالخط الساخن، والإبلاغ عن أي تجمعات للرمال أو النفايات، أو بقايا الأشجار وغيرها.
وأكد أن هذا التحرك السريع لإزالة كافة الآثار الناجمة عن الرياح الشديدة التي تعرضت لها البلاد أمس، يأتي في إطار حرص البلدية على نظافة المدينة بصورة كاملة سواء الشوارع الرئيسية أو الداخلية أو الشواطئ، للحفاظ على صحة وسلامة الإنسان من أي مخاطر تحدثها هذه النفايات أو الرمال.
وأعرب عدد من المواطنين والمقيمين عن استيائهم من سوء التنظيم في الأبراج السكنية قيد الإنشاء على شارع كورنيش البحيرة، وعدم اتخاذ الشركات التي تقوم ببنائها والمشرفة عليها الاحتياطات اللازمة في حالة تقلب الطقس.
وقال عصام حسن مواطن يقطن في إحدى البنايات المطلة على شارع الكورنيش بالشارقة: “تغير الطقس بصورة سريعة ومفاجئة وزادت سرعة الرياح الشديدة، وتسببت في اقتلاع الأشجار، ولكن الخطورة تكمن في مواقع الأبراج السكنية قيد الإنشاء، حيث الأدوات والمعدات الخطرة والألواح الخشبية التي لم يتم تثبيتها بعناية ما سبب أضرارا بالغة للسيارات المحيطة بها.
عجمان وأم القيوين
إلى ذلك، قامت دائرة البلدية والتخطيط في عجمان بسحب المياه المتراكمة في عدد من الطرق المنخفضة والدوارات، وذلك بعد هطول أمطار متوسطة وخفيفة لفترات متفاوتة وأحيانا متقطعة صاحبتها رياح شديدة وعواصف مساء امس الأول، ما أدى إلى تجمعات للمياه في بعض المناطق المنخفضة وسقوط عدد من اللافتات.
كما شهدت أم القيوين والمناطق التابعة لها خلال اليومين الماضيين هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة محملة بالأتربة والغبار، أدت إلى تجمع كميات كبيرة من المياه في الشوارع الداخلية وبين الأحياء السكنية.
وفي الفجيرة، هطلت أمس أمطار غزيرة على مناطق عديدة في الإمارة ومدن المنطقة الشرقية التابعة لإمارة الشارقة أدت إلى جريان الأودية الرئيسة في مناطق الطويين وحبحب وريامه والصرم ومنطقة سوق الجمعة ومربض ومسافي وثوبان والسيجي كما جرت الوديان الرئيسة في مناطق سكمكم وقراط وقدفع ومربح وشرم والبدية وضدنا كما جرت الشعاب الصغيرة وتراكمت كميات كبيرة من مياه الأمطار على الدورات الرئيسية في مدن الفجيرة .
كما تساقطت الأمطار المتوسطة على مدن خورفكان وكلباء ودبا الحصن والمناطق التابعة، كما في شيص والنحوة ولم تجر الوديان والشعاب إلا أن الرياح كانت نشطة على مدينة خورفكان ما أدى إلى سقوط بعض الأشجار ولم ينتج عنها أي إصابات.
وفي الفجيرة، أدت الرياح الشديدة التي صاحبت سقوط الأمطار إلى تساقط كتل من الصخور على طريق وادي السدر مساء أمس الأول ما أدى إلى إغلاق كامل للطريق وتوقف حركة السير عليه مدة ساعتين بينما تساقطت كتل من الصخور صباح أمس على شارع مسافي - ثوبان بالقرب من سوق الجمعة ما أدى إلى إغلاق اتجاه واحد من شارع سوق الجمعة إلى مسافي لمدة تزيد على الساعة.
وقال خليفة الصريدي مدير بلدية مسافي والطويين بالإنابة، إن البلدية قامت فورا بإرسال آليات وعمال إلى المناطق التي سقطت بها الصخور في وادي السدر ليلا وفي منطقة سوق الجمعة في الصباح وتمت إزالتها في وقت يعد قياسيا.
من جانبه، قال راشد سالم النقبي مدير عام بلدية خورفكان: “سقطت بفعل الرياح الشديدة أمس 5 أشجار في 5 بيوت داخل مدينة خورفكان، ولم ينتج عنها وقوع أي إصابات بين المواطنين من أصحاب البيوت، وقمنا على الفور بتقطيع الأشجار ورفعها من ساحات البيوت وكان التأثير فقط من الرياح القوية بينما كانت الأمطار على مدينة خورفكان متوسطة .
جريان أودية
وفي رأس الخيمة، توقفت حركة الصيد تماماً بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج فيما سيرت الأشغال 18 سيارة لرفع المياه المتجمعة في الشوارع والطرق العامة، وشكا الأهالي من تسرب كميات من المياه من أسقف المساكن القديمة، وحذرت شرطة رأس الخيمة الأهالي من ارتياد البحر، والبعد عن الوديان التي استقبلت كميات كبيرة من المياه. وقال أحمد الحمادي مدير دائرة الأشغال إن 18 سيارة بدأت منذ ساعات الصباح الأولى في رفع مياه الأمطار المتجمعة في الشوارع، وتركزت عمليات الأشغال في المنطقة المحصورة بين دوار الهدف حتى كارفور ومناطق في خزام وجلفار والظيت وغيرها من المناطق.
وشهدت مناطق الرمس وجلفار وشعم سقوط أمطار خفيفة أمس لليوم الثاني على التوالي بعد أمطار أمس الأول التي تعتبر الأعنف خلال العام الحالي. وقال مواطنون في مناطق خت والحمرانية والدقداقة، إن الأمطار الغزيرة التي شهدتها الإمارة على مدى اليومين الماضيين، جاءت في صالح المزارعين بعد ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام الماضية.
عدد اليوم
