الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علامة فارقة في خريطة المهرجانات المحلية

علامة فارقة في خريطة المهرجانات المحلية
16 أغسطس 2008 23:11
تختتم في الثامن عشر من أغسطس الجاري فعاليات مهرجان صيّف في أبوظبي الذي أطلقته هيئة أبوظبي للسياحة، وشركة أبوظبي الوطنية للمعارض، بعد أن حقق إقبالا جماهيريا ''فاق التوقعات'' حمل إدارته على إطلاق وعود بطرح نسخة جديدة منه العام المقبل أكثر متعة وفائدة· عند مدخل موقع المهرجان، الممتد على مساحة 13 ألف متر مربع، وقف داني ذو الخمسة أعوام يبكي رافضا مغادرته، ويعلل الصغير رغبته في البقاء قائلا: ''مازال هناك الكثير من الألعاب التي لم أجربها بعد، ولن أطلب المزيد من المال لأنها مجانية· فلماذا أذهب إلى البيت وأنا سعيد هنا؟'' أما والدة داني التي استسلمت لدموع طفلها فمددت مدة البقاء ساعة أخرى فتقول: ''في كل مرة نأتي فيها إلى هنا، لا نرحل إلا بشجار· أعرف أن المكان رائع وكل ما فيه يستهوي الأطفال، ولهذا أنزل دائما عند رغبته''· وفي ''جزيرة الاستكشاف'' وقف الطفل ناصر عبدالله مندهشا وهو ينظر إلى الديناصور ''العملاق''، متأملا تفاصيل جسده· يقول ناصر إن أكثر ما لفت نظره في المهرجان هو جزيرة الاستكشاف لأنه يهوى العلوم، لافتا إلى أنه ''درس عن الحيوانات كثيرا في المدرسة لكنها المرة الأولى التي يرى فيها كيف يتحرك الجمل والسلحفاة وهذا أمر رائع''· ويتجمع فتية وفتيات صغار حول الشجرة ''الناطقة''، منصتين إلى الأغاني والقصص باللغتين العربية والإنجليزية· ومن بينهم ليلى، ذات البشرة السمراء والشعر الأسود التي جلست تصفق بشدة بعد أن أنهت الشجرة أغنيتها· وتقول ليلى (3 سنوات): ''أحببت المهرجان جدا جدا جدا''· ويشارك علي المنصوري ليلى رأيها، ويؤكد أنه قضى وقتا ممتعا في المهرجان· وقبل الرحيل اتفق الصغير مع والده، الذي يلح عليه بالتوقف عن اللعب، على أن يتوقف عن اللعب بشرط أن يعاود المجيء غدا، مضيفا ''أريد قضاء وقت أطول في جزيرة المغامرات والتعرف أكثر على عالم الجاسوسية، وكذلك قيادة السيارات التي تعمل على الليزر، فهي حقا مدهشة''· إذا كانت ألعاب السرعة والتشويق تستهوي الصبيان بشدة، فإن للبنات نصيبا وافرا من فعاليات أخرى من بينها ركن ''الفنون، والرسم، والحياكة''· وحول طاولة مستديرة فوقها خيوط وأوراق وأقلام من كل الألوان، جلست بنات غارقات في الأشغال اليدوية إحداهن حسناء مروة (7 سنوات) التي كانت تلون لوحة كبيرة· تقول أمها إن ''صغيرتها زارت المشغل أكثر من 10 مرات، ومع ذلك لم تمل بعد''· والسبب برأي حسناء أن المشغل هو المكان الوحيد الذي تتمكن فيه من الرسم والتلوين بلا ضجيج''، معقبة على أن وجود أشخاص يساعدونها في اختيار الألوان، ويصححون لها أخطاءها أسهم في تطوير ملكة الرسم لديها· أما ندى أبو سمرة التي تصغر حسناء بسنة واحدة، فكانت تحيك قبعة أنيقة مصنوعة من الكرتون والقماش تساعدها على إنجازها إحدى المدربات في جزيرة الإبداع· بابتسامة خجولة تقول: ''عندما أكبر سأصبح خياطة مثل أمي حتى أساعدها في اختيار الموديلات والألوان· وأحب أن آتي دائما إلى هذا المكان لأنني أمضي هنا وقتا سعيدا''· ولم تكن آراء أولياء الأمور أقل حماسا من أطفالهم حتى أنها جاءت متطابقة لما عبر عنه الصغار ولكن بشكل أكثر تفصيلا· في الإطار ذاته، تمنت فاطمة أحمد، وهي أم لأربعة أبناء، لو يدرج في السنة المقبلة فعالية جديدة على المهرجان تكون أشبه بمخيم صيفي متكامل، يسمح للأهل أن يتركوا أبناءهم في ربوعه طيلة اليوم دون مرافقتهم، معللة بأنها ''تعبت من الركض خلف الأطفال''· ويرى عمر عبد الصمد، الذي وقف يراقب أبناءه وهم يتسلقون الحبال الذكية، أن ''فكرة المهرجان جيدة وقد جاءت في وقت تحتاج فيه العاصمة إلى نشاطات سياحية من هذا النوع''، متسائلا عن إمكانية بدء المهرجان قبل أشهر الصيف بحيث تتكفل المدارس باصطحاب التلامذة وتعريفهم على المعارض المختلفة فيه· من جهته، عبر إبراهيم سعيد، وهو أب لطفلتين، عن امتنانه لداعمي فكرة ''صيّف في أبوظبي'' ولاسيما لجهة تحديد أسعار رمزية على معظم الألعاب، بالإضافة إلى مجانية بعضها رغم أن المهرجان استقطب فرق عروض عالمية· ويوضح المدير الإقليمي في شركة أبوظبي الوطنية للمعارض عدنان حسن أن نجاح مهرجان ''صيّف في أبوظبي'' جاء بحجم فاق كل التوقعات، مرجعا الفضل إلى ''حسن اختيار الفعاليات والنشاطات المرافقة بما فيها معارض الألعاب، والجزر السبع التي لاقت حضورا ضخما على مدى الأسابيع الأخيرة منذ انطلاقة الحدث الصيفي في 26 يونيو الماضي''· ويعد حسن بمزيد من المفاجآت في الدورة الصيفية المقبلة للمهرجان من بينها استحداث معارض عالمية جديدة لا تقل إثارة وتشويقا· ويقول حسن: ''لا شك أن أكثر ما يميز ''صيّف في أبوظبي'' وفرة الألعاب الإرشادية فيه بحيث تعدت فكرته النمط الترفيهي المتعارف عليه في المهرجانات الموجهة للأسرة· وهو بمعارضه التثقيفية طرق أبوابا جديدة تقدم المعرفة بقالب حيوي بعيد عن التقليد والروتين''· ويزيد أن إدارة المهرجان أخذت الشروط البيئية بعين الاعتبار بحيث منعت التدخين كليا في الباحة الداخلية، وأصرت على ضرورة بعد المطاعم عن موقع المهرجان، منوها إلى ''وجود فرق الأمن والإسعاف التي أدت واجبها على أكمل وجه''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©