براجا: هاجمنا منذ البداية والجزيرة كان يستحق الفوز

لعب العين، ولعب الجزيرة، واستمتعت الجماهير الموجودة في الملعب، أو خلف شاشات التلفزيون، إنه بحق “ديربي مثالي” في الأداء، والنتيجة، واحترام الفريقين لبعضهما البعض، واعتبره المحللون والنقاد أقوى مباريات الموسم حتى الآن، وهو يستحق للعديد من الأسباب، أهمها أنك لا تعرف من سيفوز حتى اللحظة الأخيرة، وأن الفريقين لعبا للفوز، أحدهما لأن الظروف في صالحه، وهو الجزيرة الذي لعب على أرضه ووسط جماهيره ،ومكتمل الصفوف، والعين الذي لعب من دون أهم لاعبين فيه وهما فالديفيا وإيمرسون، ولكنه كان يملك الطموح والروح القتالية، وسوف تسهم نتيجة هذا “الديربي” في إشعال المنافسة على الصدارة لأنها تتسع لأكثر من 5 فرق . الممتع أيضاً في اللقاء هو الكفاح من أول دقيقة حتى الثانية الأخيرة من الفريقين، والتشجيع المثالي من جماهير العنكبوت والزعيم، والاندفاع للأمام بحثاً عن الفوز دون التردد أو الخوف من الخسارة. وعلى الرغم من أن “ديربي” الجزيرة والعين، جاء بعد 5 أيام فقط من “ديربي” الجزيرة والوحدة، إلا أنه كان مختلفاً تماماً من حيث الشكل والمضمون، فقد سيطر الحذر والخوف علي “الديربي” الأول، بينما سيطر الطموح والكفاح على الثاني، ولم يخش أي من العين أو الجزيرة، الفريق الآخر، وأكبر دليل على المتعة في هذا “الديربي” أن اللاعبين أنفسهم استمتعوا بالكرة. وكانت المباراة ميداناً لعرض مواهبهم الحقيقية، فعلي الوهيبي تألق في جبهته اليمنى، ودياكيه تألق في بناء الهجمات الجزراوية وبدأ الجميع يشعر بعودته، وتوني تألق في المراوغة والتسديد، وروزاريو تألق في إنقاذ دفاع العنكبوت، وساند تألق في المرور والتسديد، وكاد يسجل هدفين، واسماعيل أحمد تألق في الدفاع العيناوي وسجل هدف الافتتاح ، وكان هذا الهدف هو نقطة التحول الحقيقية في اللقاء. الجزيرة لعب مهاجماً من البداية بطريقته المعهودة وهي 4 / 4 / 2، والعين لعب بطريقة مختلفة نسبياً، نظراً لغياب فالديفيا وإيمرسون، وهي 4 / 5 / 1 وكلاهما أجاد، ولكن الجزيرة كان الأكثر اندفاعاً نحو الهجوم على حساب الدفاع فكانت هجمات العين المرتدة هي الأخطر، والعين كان الأكثر تماسكاً وتوازناً، وكان الأفضل من الناحية الجماعية، وكان الأسرع في التحول من الدفاع للهجوم. ولم تكتف الإثارة في الملعب طوال 90 دقيقة فقط، بل امتدت للمؤتمر الصحفي الذي جاءت تصريحاته مثيرة من جانب براجا أو شايفر، فقد أكد براجا أن الجزيرة لعب مهاجماً كعادته لأنه يبحث عن البطولة، وأن من يبحث عن البطولة لابد أن يغامر، معترفاً أنه من الطبيعي أن الفريق الذي يهاجم ترتد عليه هجمات خطيرة، وأن المباراة جيدة بشكل عام، وأن مبررات الجزيرة للهجوم منطقية، لأن هدفه هو الفوز والصدارة، مشيراً إلى أن هدف العين الأول جاء من كرة ثابتة، ولو تكررت الكرة 100 مرة ما تم تسجيلها. وقال: حتى عندما تفوقنا على العين 2 / 1 كان المنافس محظوظاً، لأنه أدرك التعادل سريعاً فعاد إلى المباراة بسرعة قبل أن تفلت الأمور من يده، وكان يجب علينا وقتها أن نحافظ على هذا التفوق، وقد دفعت بعلي مبخوت بداية الشوط الثاني لتنشيط الهجوم وأصبحت ألعب بثلاثة مهاجمين، لأنني أبحث عن التعديل والتصويب، وقد كان لهذا التغيير تأثيره على اللقاء، وصحيح أن العين أتيحت له فرصتان خطيرتان، إلا أنه لعب مدافعاً بعشرة لاعبين في كثير من الأحيان. وأضاف كنت أتمنى أن يلعب فالديفيا وإيمرسون، لأنهما سيقودان الفريق لأداء هجومي يفتح لنا المساحات في الخلف، وغياهما أثر بالتأكيد على الإثارة والمتعة في المباراة، والجزيرة لا يخشى أحداً، ويحب الكرة الهجومية، ويجيد التعامل معها، وأقولها بكل صراحة إن الجزيرة يستحق الفوز وسوف نواصل اللعب الهجومي حتي النهاية أمام أي فريق لأن البطولة طموحنا، وإذا كانت هناك من نصيحة للاعبين لإيجاد التوازن عند الهجوم فهي الأنسب.