«أبوظبي للتعليم» يدشن الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي في أبوظبي

دشن مجلس أبوظبي للتعليم أمس خطته الاستراتيجية للتعليم العالي في إمارة أبوظبي. وتركز الخطة على تحقيق أربع أولويات هي الارتقاء بجودة التعليم العالي في أبوظبي وتعزيز مخرجاته بما يواكب المعايير الدولية، مواءمة التعليم العالي مع الاحتياجات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لأبوظبي، إقامة نظام متكامل للبحث العلمي لدعم الاقتصاد القائم على الابتكار وتأمين فرص التعليم العالي لكافة الطلبة المؤهلين. كما تسعى الخطة إلى الارتقاء بجودة نظام التعليم العالي في أبوظبي ليصل إلى أفضل المعايير الدولية، ووضع الأسس اللازمة لإقامة مجتمع قائم على الابتكار والمعرفة وإنشاء نظام متكامل للبحث العلمي. وجاءت هذه الخطة لترجمة أهداف الحكومة في أبوظبي التي وضعت التعليم على رأس أولوياتها لدى وضع الخطط المتعلقة بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إمارة أبوظبي. وتم الإعلان عن الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم أمس في قصر الإمارات بحضور معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، وعدد من مديري الجامعات الحكومية والخاصة في أبوظبي والقيادات الأكاديمية والإدارية بمجلس أبوظبي للتعليم. دعم القيادة وأشاد الخييلي بدعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم لمسيرة التعليم في أبوظبي. وقال “لولا جهود سموه المستمرة لما استطاع المجلس وضع مثل هذه الخطة الطموح التي تتواءم مع أجندة الإمارة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية”. وأشار معاليه بأن دعم القيادة في أبوظبي كان “ مصدر إلهام لنا جميعاً في المجلس لدى وضع الخطط الهادفة إلى تحويل نظام التعليم في أبوظبي “ ليصبح من أحدث نظم التعليم المتميزة وذلك من خلال تنفيذ الخطة الاستراتيجية العشرية للمجلس. كما أن اعتماد الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي تعبر عن مدى حرص القيادة والحكومة في أبوظبي على وضع التعليم أولاً. وأضاف “أن تحقيق الأهداف التنموية لن يتم إلا من خلال دعم الكوادر البشرية العاملة التي تمتلك المهارات والخبرات المناسبة، من خلال توفير نظام تعليمي متميز يبدأ من المراحل التعليمية المبكرة وصولا إلى مرحلة التعليم العالي وإقامة مراكز البحث العلمي والابتكار والتشجيع على التعليم المستمر”. وأضاف معاليه أن الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي تعتبر إحدى الآليات الفعالة والوسائل الهامة التي تمكننا من تحقيق تلك الأهداف. وأوضح أنه سوف يتم تحقيق هذه الأولويات من خلال تنفيذ عدد من المبادرات الاستراتيجية المحددة والتي يتم تقييمها من خلال مؤشرات قياسية للأهداف الموضوعة. البحث العلمي كما يسعى المجلس إلى الاستثمار في مجال البحث العلمي والتطوير وذلك ضمن أهدافه المتمثلة في تطوير أنشطة ومجالات البحث العلمي في الإمارة ، ويتم ذلك من خلال إنشاء هيئة متخصصة في البحث العلمي والتطوير بهدف زيادة المخرجات و براءات الاختراع من خلال توفير التمويل اللازم وتقديم المنح الدراسية. ويسعى المجلس أيضاً إلى إنشاء هيئة لأبحاث العلوم والتكنولوجيا تتكون من عدد من العلماء والمهندسين والمتخصصين وتكون مهمتهم توجيه خطط البحث العلمي والتطوير والإشراف على تطبيقها. التنمية المستدامة وقدم الدكتور رفيق مكي، المدير التنفيذي لمكتب التخطيط والشؤون الاستراتيجية بالمجلس عرضاً شاملاً للخطة الاستراتيجية للتعليم العالي، موضحاً أن هذه الخطة من شأنها المساهمة في تحقيق إمارة أبوظبي لأهدافها الاقتصادية والتنموية المستدامة. وقال “تعتبر الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي جزءاً مكملاً للخطة الاستراتيجية العشرية الشاملة للمجلس والتي تم ووضعها وإعدادها لتطوير منظومة التعليم بالإمارة بما يتيح الفرصة أمام الطلبة لاكتساب المهارات اللازمة التي يحتاجون إليها للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، ومن خلال تطبيق الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي يقوم المجلس بتطوير قطاع التعليم بأكمله في إمارة أبوظبي والارتقاء بجودته، وبتطبيق استراتيجية التعليم العالي سيحقق المجلس أهدافه في تحسين أداء قطاع التعليم بشكل شامل”. وقال إن الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي تم إعدادها ووضعها من قبل لجنة التعليم العالي التي تشكلت عام 2009 حيث شمل فريق العمل مؤسسات تربوية وحكومية معروفة من بينها الأمانة العامة للمجلس التنفيذي، وجهاز الشوؤن التنفيذية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وشركة استثمار التكنولوجيا المتطورة (أتيك)، ومدرسة هارفارد للأعمال، وجامعة أكسفورد، وإمبريال كولج لندن. تحديد التحديات وقامت اللجنة بتحديد عدد من التحديات التي تواجه نظام التعليم العالي وعدم مواءمة مخرجاته مع أهداف الرؤية الاقتصادية لأبوظبي 2030 وذلك بعد إجراء أبحاث ودراسات مستفيضة وتجميع شامل للبيانات والمعلومات اللازمة، ومن ثم قامت اللجنة بإعداد استراتيجية لمعالجة هذه التحديات من خلال الارتقاء بجودة التعليم العالي وتكوين عدد من اللجان والهيئات للإشراف على ما يتم تحقيقه وضمان مراقبة تقدم تطبيق الخطة. تطوير قطاع التعليم وشهدت أبوظبي تحولات جذرية منذ إطلاق وتنفيذ الرؤية الاقتصادية لأبوظبي 2030 تمثلت في التحول من اعتماد الإمارة التام على صناعة النفط والغاز إلى التركيز على عدد من القطاعات الصناعية المختلفة والحديثة مثل الطاقة البديلة والطيران والفضاء وأشباه الموصلات، وفي مجال أشباه الموصلات. كما تركز أبوظبي حالياً على توفير الرعاية الصحية المتميزة لجميع المقيمين في الإمارة بهدف حصولهم على فرص الرعاية الصحية المتميزة داخل الإمارة ، ومن هذا المنطلق أدركت أبوظبي أهمية العمل على رفع معايير الرعاية الصحية من خلال الارتقاء بمستوى الخريجين المؤهلين لإدارة وتشغيل المرافق الطبية بكفاءة وفعالية. وإضافة إلى ذلك فإن الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي تتضمن إتاحة الفرصة أمام جميع المقيمين في أبوظبي للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي من خلال إنشاء عدد من كليات المجتمع وتأمين عدد من المنح الدراسية لبعض الصناعات المطلوبة لتلبية احتياجات الإمارة وتشجيع الشركات العاملة في مختلف القطاعات في أبوظبي على توظيف الخريجين لتحقيق أهداف التنوع الاقتصادي.