الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفاوت هائل في رواتب الصحفيين حول العالم

12 يناير 2014 21:18
أبوظبي (الاتحاد) - عندما تحدثت تقارير عربية قبل سنتين عن رواتب وصلت إلى 11 ألف جنيه استرليني شهرا دفعتها بعض شبكات التلفزة الجديدة لتوظيف محررين ومذيعين فيها، وصف كثيرون هذا الرقم بالخيالي، رغم أنه يتعلق بالعمل في البث التلفزيوني، المعروف أنه أكثر تطلباً وإرهاقا واستهلاكا من باقي أنواع العمل الصحفي والإعلامي. ومع ذلك، قلما تثير رواتب الصحفيين نقاشا موضوعياً، سواء على المستوى العربي أو الخارجي رغم وجود الكثير من الظواهر الناشئة عن ذلك، ومنها التفاوت الكبير بين رواتب المسؤولين التنفيذيين في الصحف ووسائل الإعلام الإخبارية ورواتب أو أجور باقي العاملين في الصحافة. في بريطانيا، على سبيل المثال، قد يتخطى الدخل السنوي لكثيرين من رؤساء ومديري التحرير المليون دولار، لكن رواتب الموظفين الصحفيين فتزيد قليلا عن 40 ألف دولار سنوياً لذوي خبرة تبلغ نحو خمس سنوات، وتبلغ نحو 25 ألف دولار للصحفيين المبتدئين. ولكن هذه الأرقام تشهد زيادة باستمرار حتى بالنسبة للذين يتقاضون أعلى الرواتب. ومؤخراً، ارتفع أجر رئيس تحرير صحيفة الديلي ميل البريطانية، بول ديكري، إلى 1,85 مليون جنيه استرليني (نحو 3 ملايين دولار أميركي)، وبذلك استمر ديكري تصدره قائمة أعلى مسؤولي تحرير الصحف البريطانية أجراً. ويتقاضى ديكري نحو نصف مليون جنيه، إضافة إلى راتبه الأساسي كتعويض سكن. وهذه الأرقام مصدرها التقرير السنوي الأخير لمؤسسة “جنرال ترست” وصحيفة “ديلي ميل” نفسها. وقالت صحيفة الجارديان في تقرير لها بهذا الشأن إن ديكري (65 سنة)، الذي يشغل منصب رئيس تحرير في الشركة التي تملك الديلي ميل (“أسوسيتد بوبلشر” للنشر)، وافق على تجديد عقده لعام آخر في سبتمبر الماضي، وقد تمتع كذلك بزيادة 5% في الراتب في السنة المالية السابقة التي تلقى خلالها، هو وخمسة من أكثر مسؤولي تحرير الصحف التنفيذيين الأكثر أجرا، بدل سكن يقدر بنحو 11 مليون جنيه. ويبلغ أساس راتب ديكري سنويا 1,31 مليون جنيه يضاف إليه 500 ألف منذ 2011 بدل كل سنة عمل كاملة، ولكنه لا يحصل منذ ذلك الحين في أي مكافآت إنتاج إضافية. وكانت ديلي ميل قد أثارت زوبعة سياسية في سبتمبر الماضي عندما نشرت تعليقا مثيرا للجدل وصفت فيه الجد الأكبر الذي ينحدر منه زعيم حزب العمال ايد ميليبين “بالرجل الذي يكره بريطانيا”، وهو أمر اضطر ديكري للدفاع عنه بعدما طالب ميليبين الـ”ديلي ميل” باعتذار رسمي رفضته الجريدة. ورغم التفاوت الكبير بين رواتب رؤساء التحرير البريطانيين ومرؤوسيهم من الصحفيين والمحررين، يتميز قطاع الصحف في بريطانيا، والمملكة المتحدة عام، بنظام يضمن عيشا كريما أدنى جميع العاملين فيه، حتى بالنسبة للصحفيين المستقلين الذين يعملون على قاعدة القطعة (الفريلنسر)، فثمة لوائح تنظم أجورهم، بشكل يضمن لهم دخلا معقولا إلى جانب تغطيات من التأمين الصحي والاجتماعي، علما أن جمعيات مخصصة تتولى تنظيم مطالبهم وتحسين ظروف عملهم. عربياً، لا يمكن الحديث عن قائمة رواتب نموذجية، كما من الصعب الحصول على قائمة أعلى الصحفيين أو رؤساء التحرير العرب أجرا، نظرا للكتمان الذي يحيط بهذه الأرقام في معظم الدول ولغياب الشفافية المالية في الكثير من المؤسسات الإعلامية. لكن بالوسع العثور على كثير من الحالات العربية التي ينخفض فيها مستوى الراتب عن الحد الأدنى للأجور مثلاً حتى بالنسبة للصحفيين المتفرغين والمثبتين. وأكثر ما تبرز المشكلة لدى الصحفيين المستقلين. بعض هؤلاء في عدد من الدول يتحدثون عن متوسط دخل قد لا يصل إلى ألفين دولار شهريا، رغم عملهم وتغطياتهم وكتاباتهم اليومية. وهو مبلغ قد لا يفي في عائلاتهم ومصروفهم اليومي وكلفة تنقلاتهم . وتتكرّر المواجهات والمطالب الناتجة عن ضعف الرواتب، في عدة صحف دول عربية ولاسيما في ظل الدور الغامض الذي تلعبه بعض مسؤولي النقابات الصحفية، المتهمة بالعجز والتهرب من المسؤولية في هذا المجال لصالح أرباب وأصحاب الصحف ولاسيما عندما يكون هؤلاء من الصحفيين أعضاء النقابات نفسها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©