الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جرائم الأسرة.. بداية الانهيار

جرائم الأسرة.. بداية الانهيار
19 ابريل 2014 23:00
«جرائم الأسرة .. بداية الانهيار!»، من الدراسات الاجتماعية المتميزة المنشورة للباحث فتحي حسين عامر، وينطلق فيها اعتبار جوهري مهم يتمثل في أن الإجرام الأسري هو تلك الأنماط الحديثة التي تتنوع إليها الظاهرة الإجرامية داخل النطاق الأسري الواحد، بسبب ما يستجد في الحياة الاجتماعية من ظروف، وما يطرأ عليها من متغيرات تترك آثارها في الجريمة، فتغير من شكلها ووسائل إتمامها. ويستعرض عامر بعض الجرائم الأسرية التي نشرتها الصحف والمجلات، ووسائل الإعلام المختلفة، وكان لها تأثير كبير على الجمهور، منها جرائم قتل الأمهات للأبناء، أو قتل الآباء وتعذيبهم للأبناء حتى الموت، أو قيام الوالدين بطرد الابن، أو التخلص منه بأي صورة من الصور حتي يخلو لكل منهما الجو في حياة كل منهما الخاصة. كما يشير الباحث إلى نوع آخر من الجرائم التي انتشرت مؤخراً بشكل كبير بطلتها المرأة التي تتجرد من مشاعر الأمومة والرحمة وثوب الحنان، وتقتل طفلها الرضيع ليدفع ثمن حملها سفاحاً بأن تلقي به في مناطق القمامة، أو الشارع ، ومثل هذه الجرائم غريبة على مجتمعاتنا وقيمها وعاداتها، وتدل أيضاً على وجود خلل ما في المجتمع لابد من علاجه فوراً. التفسير يستعرض المؤلف مجموعة من الآراء النفسية والاجتماعية لمجموعة من العلماء كل في تخصصه عن الجرائم الأسرية، والتي أصبحت شبحاً يهدد أركان المجتمع كله، في ضوء غياب المفاهيم التربوية السليمة في التعامل مع الأطفال، وهي الفترة التي يتشكل فيها الوجدان والشخصية بالإضافة لفترة المراهقة، ما يؤثر سلباً على نفسية هذه الفئات، وينعكس في صورة سلوكيات يرفضها المجتمع. والجهد النفسي الواقع على الأم في زيادة المسئولية لمشاركتها في زيادة دخل الأسرة مع المتطلبات الأخرى الواجب عليها فعلها، فكل هذه الضغوط جعلتها عاجزة عن متابعة الأبناء، فحدث نوع من التسيب، وفقد الأمان الصحي. كذلك شيوع ثقافة طلب الكماليات، وتحويلها إلى ضروريات وأساسيات في كل بيت، مثل الدش والموبايل والسيارة، وهي أعباء جديدة أضيفت على كاهل الأسرة، وأفرزت أمراضاً اجتماعية، في ضوء التحولات الاقتصادية السريعة، وما صاحبها من تغيرات اجتماعية هزت القيم الاجتماعية الأصيلة من جذورها وعززت القيم المادية، ما أدى لضعف الصلات الأسرية. كما ترجع جذور العنف إلى أسلوب التنشئة الاجتماعية، حيث تفقد الأسرة المصرية القدرة على التحاور، ويتربى الطفل على اللجوء للعنف لفرض رأيه على الآخرين، وفي المدرسة يزداد لديه الاقتناع بأن العنف هو السبيل الوحيد للحصول على حقه، ولا يخفى على أحد أن المدرسة اليوم صارت بؤرة للعنف، والجرائم الأخيرة تؤكد ذلك. مؤثرات كما أكد الباحث أن الأسرة لا ترشد أبناءها للجوء للقنوات الشرعية لحل أي نزاع، ومن ناحية أخرى تلعب وسائل الإعلام دوراً أساسياً في ترسيخ مفهوم العنف حتى يسير العنف والجنس كخطين متوازيين في معظم الأعمال الدرامية، إلى جانب غياب وافتقاد المؤسسات الدينية التي لم تعد تمارس دورها، خوفاً من فتح باب الحوار والتطرق لما هو أبعد من المشكلات الاجتماعية بمعنى آخر الدخول في المحظور. ويتناول الباحث تأثير المخدرات والإدمان عليها، وما تلعبه من دور خطير في الجرائم الأسرية التي لم يعهدها المجتمع المصري، وتضافر عوامل الجهل والفقر والإدمان، وتفاعل الثراء والإدمان والفراغ من جانب آخر.وشيوع السلبية بين الآباء والأمهات في الأسر المختلفة والإيمان الشديد بتغير الجيل ـ فيما يسمونه بجيل الإنترنت ـ أي عالم مختلف لا حدود له ولا قيم وليس لديه موروث يتمسك به بل يضع لنفسه عالم آخر من القيم الدخيلة والألفاظ الغريبة التي باتت تتردد بين الشباب ـ فيما يسمونه بالروشنة ـ وفي ظل غياب مؤسسة تتصدى لذلك، كما أن للإعلام دوراً كبيراً في تفشي العنف، فالإعلام يعد آلة موجهة ومعلمة لكافة الأطياف. كل ذلك يؤدي إلى تفشي الظواهر الإجرامية نتيجة لارتفاع القيم الجديدة، واعتلالها قمة المجتمع وما يترتب عليه من فساد الذوق، في حين هبطت القيم الإيجابية لأن التيار أقوى منها. (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©