حفل مشوار الجزيرة إلى اللقب بالعديد من المحطات المهمة بداية من 20 سبتمبر الماضي، وحتى 11 أبريل الجاري، ولم يكن مفروشاً بالورود، بل كان عامراً بالتحديات، حيث إنه واجه 4 فرق من بينها حامل اللقب “صقور الإمارات” في ربع النهائي، وتغلب عليها بصعوبة بالغة.
ورغم أن الأدوار النهائية من هذه الكأس، جاءت وسط التحديات المحلية في الدوري وكأس الرابطة ودوري أبطال آسيا، إلا أن الجزيرة كان قد أعلن من بداية الموسم أن كأس صاحب السمو رئيس الدولة أحد أولوياته المهمة التي لا تنازل عنها، مهما كانت الصعوبات، وأكد أن عام 2011 عام الحصاد الحقيقي، بعد أن فرغ من تكوين شخصية البطل في الأعوام السابقة، وأعلن التحدي بأنه لن يودع تلك البطولة من ركلات الجزاء، كما ودعها في العامين الأخيرين في ربع النهائي، على يد الوحدة العام قبل الماضي، وفي نصف النهائي العام الماضي على يد الشباب، خاصة أن الفريق وصل إلي مرحلة النضج الكروي هذا الموسم واستفاد من كل دروس الماضي، ولم يفقد التركيز في الأمتار الأخيرة، بل كان هذا الموسم هو موسم الأمتار الأخيرة بحق.
سباعية في رأس الخيمة
البداية الحقيقية للانطلاقة الجزراوية كانت من ستاد خالد بن محمد بنادي الشعب في 20 سبتمبر 2010، في دور الـ 32 عندما واجه الجزيرة فريق رأس الخيمة غير المعروف لبراجا، في مباراة مجهولة تخوف منها الجهاز الفني كثيراً، ولكنه وجدها سهلة، حيث اكتسح “الفورمولا” منافسه بـ 7 أهداف بدأها توني في الدقيقة 24، ثم سجل بعده بدقيقتين جمعة عبدالله الهدف الثاني، وأضاف باري الثالث بعد ذلك بدقيقتين أيضاً في الدقيقة 28، ويعود توني ليسجل الهدف الشخصي الثاني له والرابع لفريقه قبل نهاية الشوط الأول بأربع دقائق وبالتحديد في الدقيقة 41 لينتهي الشوط الأول بتلك النتيجة المريحة.
وفي الشوط الثاني، يظل الهجوم الجزراوي، ويبقى رأس الخيمة مندهشاً أمام سرعة “الفورمولا”، ويرغب الظهير الأيسر عبدالله موسى في تسجيل اسمه ضمن قائمة هدافي اللقاء، فيسجل الهدف الخامس لفريقه في الدقيقة 65 ويفتح شهية “الرصاصة” الجزراوية أحمد جمعة الذي شارك بديلاً في الشوط الثاني للتسجيل هو الآخر في شباك رأس الخيمة في الدقيقة 66، وينهي المهاجم البرازيلي باري مسلسل زيارات الشباك المتكرر بهدف شخصي ثان له وسابع للجزيرة في الدقيقة 90 من اللقاء ليصعد بالجزيرة إلى دور الـ 16 من البطولة الغالية.
عنق الزجاجة
وفي الدور الـ16 أوقعت القرعة “الفورمولا الجزراوي” مع عميد أندية الإمارات النصر، ويلتقي الفريقان على ستاد خليفة بن زايد في العين في مباراة صعبة، يمكن وصفها بـ”موقعة عنق الزجاجة” في 9 فبراير 2011، ورغم أن بداية المباراة كانت سهلة حيث استهل اللقاء “مايسترو” الجزيرة دياكيه بهدف جميل في الدقيقة 13، ولكن الفريق الجزراوي تراجع للخلف بعد هذا الهدف بلا مبرر، وبالفعل ينجح “العميد” في هز شباك الجزيرة في الدقيقة 68، عن طريق لاعبه إسماعيل بانجورا، ويصبح الموقف متأزماً بالنسبة لـ”الفورمولا”، فيهاجم من جديد، ويرد عليه النصر فتصبح الأمور هجمة هنا وأخرى هناك، وتقترب أحلام “الفورمولا” من التبخر لولا أن “ المايسترو” دياكيه كان علي الموعد، وقال كلمته في آخر دقيقة من اللقاء قبل أن يلجأ الطرفان إلى الوقت الإضافي، فيستغل ركلة جزاء ويسجل منها الهدف الثاني، ويحمل طموحات فريقه على أكتافه ليصعد بها إلي ربع النهائي.
إزاحة البطل
ولم تكن القرعة رحيمة بـ”الفورمولا” الجزراوي فقد أوقعته في مواجهة بطل النسخة الأخيرة من كأس صاحب السمو رئيس الدولة في ربع النهائي، ويلتقي الفريقان علي ملعب الوصل في موقعة زعبيل يوم 24 فبراير 2011، وتبدأ المناورات، فطموح متصدر الأولى يتحدى طموح متصدر المحترفين، ويتقدم “الفورمولا” عن طريق ريكاردو أوليفييرا بهدف جميل في الدقيقة 45 وقبل أن ينتهي الشوط بلحظات، ويدخل الغرايري غرفة ملابس فريقه بين الشوطين فيشحن بطاريات اللاعبين بكلماته الحماسية، ويطالبهم بالانتفاض من جديد والعودة للقاء، وبالفعل وبعد 4 دقائق فقط من بداية الشوط الثاني يرتدي نبيل الداوودي قميص التحدي فيسجل هدف فريقه الأول الذي عادل الأمور، ليضع “الفورمولا” في الموقف الصعب، ويعيد المنافسة إلى “نقطة الصفر”، وتستمر المواجهة، وتمر الدقائق ثقيلة على الصقور، سريعة على “الفورمولا”، ولكن الظهير عبد الله موسى يمارس هوايته في التسجيل من جديد ويحرز الهدف الجزراوي الثاني في الدقيقة 85 ، ثم ينطلق “الرصاصة” أحمد جمعه بسرعة، ويسجل الهدف الثالث لفريقه ليؤكد فوزه، قبل أن يضيف نبيل الداوودي هدف فريقه الشرفي الثاني في الدقيقة 91 الذي لم يغير كثيراً في معادلة المواجهة فينقلب “الفورمولا” على البطل ويخرجه من السباق ويجرده من لقبه.
صيد “الجوارح”
يوم 20 مارس الماضي يجد “الفورمولا” نفسه في مواجهة ضد التاريخ، وعليه أن يتمرد، حيث التقى الشباب الذي كان قد أخرج الجزيرة في نفس الدور الموسم الماضي بنفس البطولة، ويعلن براجا ولاعبيه التحدي للثأر من التاريخ والماضي، وتبدأ المباراة شبابية فيندفع الجوارح للهجوم، ويهدر محمد ناصر الهجمة تلو الأخرى، ومع أول ظهور لباري في اللقاء الذي أقيم على ستاد مدينة زايد الرياضية في الدقيقة 13 ينطلق بالكرة كالسهم من وسط الملعب، ويسد من 40 ياردة ليسجل الهدف الأول، وبعده بأربع دقائق ينطلق سبيت بالكرة في وسط الملعب، وينتظر حتى يأتي أوليفييرا من الخلف للأمام، ويمرر له كرة نموذجية يضرب بها كل دفاعات المنافس ويضعه في حالة انفراد، فيرد أوليفييرا على التحية بأحسن منها، ويسجل الهدف الثاني الذي أنهى قضى على طموح الجوارح وينتهي الشوط الأول بتلك النتيجة.
وفي الشوط الثاني يبحث الجزيرة عن تعزيز الفوز فيحافظ أولاً على نظافة شباكه بفضل تألق علي خصيف، ويواصل هجومه، فيتقدم أوليفييرا ويسجل الهدف الثالث في الدقيقة 76 ليسدل الستار علي موقعة نصف النهائي، ويقول المدافع جمعة عبدالله كلمته هو الآخر في اللقاء فيسجل الهدف الرابع في الدقيقة 79، قبل أن يسجل جوزيل داسيلفا لاعب الشباب الهدف الشرفي الوحيد لفريقه من ركلة جزاء في الدقيقة 87 ، ويصعد الجزيرة إلي نهائي الكأس ليكون لأول مرة في مواجهة غريمه العنابي، ليصبح النهائي ديربي في حد ذاته ويشعل الموقف إثارة.
ختامها مسك
وفي المباراة النهائية مساء أمس حقق الجزيرة فوزاً تاريخياً عندما انقض على الوحدة بثلاثة أهداف، حملت توقيع باري “هدفين” وأوليفييرا، ليدخل الجزيرة القائمة الذهبية للفائزين بأغلى الألقاب للمرة الأولى في تاريخه.
لافتات «العنكبوت» تعلن التحدي
أبوظبي (الاتحاد) ـ رفعت اللافتات المخصصة لنادي الجزيرة شعار التحدي، حيث اشتملت على دقت ساعة الانتصار، متع الانظار بروعة مستواك، سر يا جزراوي دايم وراك، روح جزراي الله معك، ما حد من الكأس قادر يمنعك، دقت ساعة الانتصار يا جزاروي تقدم ذلك في المساحة الفاصلة بين المرمى ومدرجات “فورمولا”.
بطاقات دعوة مبتكرة
أبوظبي (الاتحاد) ـ قامت اللجنة المنظمة لنهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة بتوزيع بطاقات دعوة بشكل متميز ومبتكر، ويتم تقديمه للمرة الأولى، حيث تم طباعة البطاقات، والتي جاءت من فئتين، إحداهما لكبار الزوار، والأخرى للضيوف على شكل الكأس.
وزين الكأس بطاقات دخول السيارات أيضاً، حيث جاءت البطاقة على شكل الكأس، وطبع عليها أنها بطاقة لدخول سيارات الضيوف، ووجدت هذه البطاقات إقبالاً كبيراً، حيث أكدوا أنها بالفعل جاءت بشكل فريد.
عدد اليوم
