السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزوجات يلجأن إلى «طلاق» صديقات العمر حفاظاً على بيت الزوجية

19 ابريل 2014 23:00
خورشيد حرفوش (أبوظبي) نشرت إحدى المجلات المتخصصة في شؤون الأسرة والمجتمع، دراسة استقصائية حديثة عن عدد من الفتيات المتزوجات حديثاً، مؤداها نتيجة تستحق التأمل، تذهب إلى أن حوالي 35% منهن يبادرن إلى قطع صلاتهن وعلاقتهن الوثيقة مع أقرب صديقاتهن بعد زواجهن، وأن أغلب هؤلاء لا يترددن في الإقدام على هذه الخطوة خلال الأسبوعين الأولين بعد حفل الزفاف. الدراسة تشير ـ بحسب أفراد العينة ـ إلى أن أسباب ذلك ينحدر تحت «الحرص على بيت الزوجية الجديد» لأسباب: الغيرة، والحسد، ومحاولات خطف الأزواج، وتجنب المقارنة، وتجنب المشاكل، والابتعاد عن «وجع الرأس»، وتجنب المغامرات الطائشة لبعضهن، والحفاظ على الخصوصية، ومطاردة قصص ومغامرات الماضي «السيئ» للبعض، وغير ذلك من أسباب. نفسيات السيدة س.م «موظفة إدارية»، تحاول تلخيص الأسباب في إسنادها إلى نفسية الفتاة «الزوجة الجديدة»، وترى أن الحديث عن أية علاقة صداقة يختلف تماماً عما إذا كان قبل الزواج وبعده، فانشغال الفتاة بزوجها، وبيتها الجديد، وحياتها، وحملها، ورعاية أطفالها، ومسؤوليات بيتها، يشغلها تماماً عن كل ما يربطها بأيام ما قبل الزواج، وربما لا تحظى بلقاء صديقاتها إلا في المناسبات، أو مصادفة. لكن الحديث عن اللاتي يقطعن علاقتهن بصديقاتهن فور الزواج، فهذا يتوقف على نفسيتها هي، وطبيعة علاقتها السابقة بهن، وربما يكون ذلك تجنباً لمشاكل عديدة، أو خشية الحسد، أو لخوفها على زوجها منهن، خاصة أنها تعرف طبائع صديقاتها تماماً، أو ربما يكون غيرة شديدة على زوجها. موقف الزوج أما لمياء الصيقل «موظفة»، فترجع ذلك لأكثر من سبب، فإلى جانب المشاغل والمسؤوليات الجديدة، هناك حالات ربما يرجع السبب فيها إلى طبيعة الزوج نفسه، فقد يطلب من الزوجة الجديدة ذلك حرصاً عليها، أو على علاقته بها، وقد يغار من صديقاتها، أو يتبرم من انشغالها بهن، ويود أن يستأثر باهتمامها كاملاً، ولا تصرف تركيزها واهتمامها عنه. كما يمكن أن يتعلق ذلك بالزوجة التي تجد في زوجها كل ما تحلم وتتمنى، ومن ثم يكفيها عن صديقاتها. كما ترجع الصيقل السبب إلى خوف البعض منهن من تكرار القصص والحكايات التي سمعتها عن علاقات الصديقات بالأزواج، وانهيار كثير من الأسر بسبب علاقة الزوج بصديقة زوجته. فما أكثر المشاكل التي تقع داخل البيوت نتيجة غيرة الزوجة من أصدقاء الزوج أو غيرة الزوج من صديقات الزوجة، أو غيرة الزوجة من صديقاتها، وتحاول أن تتجنب المشاكل بدلاً من أن تشتعل نيران الغيرة في نفسها للأسباب السابقة، دون أن ننسى أن كثيراً من الصديقات هن اللاتي يبادرن إلى الابتعاد عن صديقاتهن بعد الزواج تجنباً للإحراج، وتقديراً لظروفها ومسؤولياتها الجديدة بعده!. وجع دماغ يقول «ط. ف. م» رجل أعمال: «لاحظت منذ أيام الخطبة أن زوجتي متعلقة جداً بصديقاتها، وكثيرة الحديث عنهن، حتى بعد زواجنا، وكانت تنشغل معهن طويلاً في المكالمات الهاتفية، وأحياناً كانت تحاول الدخول في مقارنات، ووجع دماغ، ونبهتها أكثر من مرة، ولم أجد بداً من الطلب بأن تحد من هذه العلاقات وتتفرغ لشؤون بيتها وزوجها. وعرفتها أن ذلك يؤثر على علاقتنا الزوجية، ويسبب مزيداً من المشاكل وربما يؤدي في النهاية لإنهاء العلاقة الزوجية برمتها، لكن كلامي ذهب سدى دون استجابة، سواء من صديقات زوجتي أو من زوجتي نفسها، وهذا إن دل فإنما يدل على أن تلك العلاقات ستكون سبباً في تأزم علاقتنا، وتهدد استمرار الحياة بيننا، ولم يكن مناسباً أن تضحي زوجتي بزوجها وبيتها من أجل صديقاتها، ومن ثم طلبت منها قطع هذه العلاقات على الفور، وأن تقصرها على المودة في المناسبات الدينية والاجتماعية الرسمية فقط». توازن فاطمة محمد «موظفة»، تشير إلى أن الغيرة بين الزوج وصديقات الزوجة أو العكس، مبنية في الأساس على الإهمال، فلو لم يهمل أي طرف الطرف الآخر، لا يصبح لهذه الغيرة محلاً من الإعراب، والغيرة الحقيقية تبدأ من حساسية أي طرف من شكل العلاقات للطرف الآخر، سواء كانت علاقة زمالة أو دراسة أو عمل أو صداقة، وهناك كثير من الأزواج في مجتمعاتنا يرفضون فكرة صداقات المرأة للرجال أو العكس أن تصبح للزوج علاقات من النساء، فهذا النوع من العلاقات قد يهدد استمرار الحياة الزوجية وفي الوقت نفسه يمكن أن نسميها غيرة. وهذا الموقف يرتبط في الأساس بالظروف الشخصية لكلا الطرفين، ووجود علاقة متطرفة لا تنسجم وثقافة المجتمع، أو نجد طرفاً يتعامل مع نصفه الآخر بطريقة غير سوية، فإما يحبه بشدة أو يبغضه بشدة وكلاهما مرفوض. وهذا النوع من العلاقات يؤثر بشكل كبير على الاستقرار الأسري وربما يؤدي إلى انهيار العلاقة كلها، والسبب إما الحب الشديد أو الكره الشديد أو الاهتمام المبالغ فيه أو التفريط الكبير في حق الطرف الثاني دون نشأة علاقات متوازنة ومتزنة. مطاردة الماضي من جانب آخر، ترى نقشين حسين «إعلامية»، أن الفتاة قبل زواجها يجب أن تمهد لحالتها الجديدة، ولا نطلب منها أن تنهي جميع صداقاتها تماماً، ويجب ألا تكون العلاقة كما كانت سابقاً، خاصة أن صداقات الفتيات والسيدات أعمق بكثير من صداقة الرجال، وهو ما يجعلها تقول كل ما في قبلها لصديقتها. لذا فإن بعضهن لا يجد بداً من قطع هذه العلاقة حتى لا تؤثر على حياتها الجديدة، لا سيما إن كان هناك ما يشوب الماضي من بعض التفاصيل التي ترى الفتاة أن توصد أمامها كل النوافذ والأبواب التي تذكرها بها. إن بعض النساء بمجرد الحديث في موضوع معين يتحدثن عن كل كبيرة وصغيرة في حياتهن، حتى إن كانت تجلس مع صديقة لا تعرفها منذ زمن، وهذا شيء في طبيعة المرأة، لكنها إنْ لم تعِ ما تفعله فربما يدمر بيتها، وستفشي جميع الأسرار الزوجية التي يجب ألا يعرفها أحد. المقارنات تؤكد فاطمة الهاشمي «موظفة»، أن هناك كثيراً من الفتيات إنْ تزوجن، ومع إحساس البعض بقدر من انعدام الثقة في النفس، فقد يؤرقها أن يقارن زوجها بينها وزوج إحدى صديقاتها في المظهر أو الشكل أو الاهتمام بالنفس أو بالسلوك والتصرفات اليومية أو بالثقافة أو بالذكاء، أو بغير ذلك، ومن ثم تتحرك لديها بواعث الغيرة، ومن ثم تكره كل من يحرك مشاعر أو آراء زوجها ضدها، ويكون أول ما تخاف منه هي صديقتها المقربة إليها. وتضيف الهاشمي: «هناك قول شائع، (الصداقة الشديدة بين امرأتين تنتهي بعداوة شديدة)، كما أن الصداقة بين النساءِ تنتهي عندما يبدأ التنافس غير الشريف بطبيعة الحال، ولعل أخطر انتقام من المرأة الجميلة أن تقارنها بامرأة أجمل منها. فالمرأة تُفضل أن تتفوق على الأنثى بسبب الغيرة، وأشد ما يؤلمها أن ينشغل أو يتحدث زوجها عن صديقتها بشيء من الاهتمام أو الإعجاب، كما أن المرأة قد لا تهتم كثيراً بأن تكون سعيدة في زواجها، بقدر اهتمامـها بأن تكون محسودة من صديقاتها، ويقال ليس هناك ما يدير رأس المرأة أسرع من معطف فراء جديد على جسد امرأة أخرى، وبالأخص إحدى صديقتها! ومن الصعب أن تجد فتاة تعترف أو ترضى بتفوق فتاة أخرى عليها في الجمال وإنْ كانت أحب صديقاتها». ثقافة الفتاة إنعام المنصوري، الاستشارية الأسرية، توضح أن هذه الظاهرة موجودة، لكنها تتوقف على طبيعة وثقافة الفتاة، وطبيعة العلاقة بينها وصديقاتها، والمناخ الصحي الذي تكون بينهن، لكن هناك في المقابل حالات شاذة، فإحدى الصديقات وثقت في صديقتها ثقة عمياء، جعلتها تتكلّم معها في كل أسرارها الدقيقة حتى بعد زواجها، فصارت الصديقة على علم ودراية بكل التفاصيل، وبنقاط ضعف الرجل وقوته، ومطلعة على ما يحب ويكره في صديقتها، بل وفي المرأة بشكل عام، ومن ثم نسجت حوله بنقصها وتدني أخلاقها المصيدة التي أوقعته في حبالها، وتزوجته في النهاية. ومن ثم استفادت الصديقات الأخريات من القصة، وهناك من اضطرت إلى قطع علاقتها بصديقاتها خشية أن تتكرر القصة. وربما هناك من تستسهل المغامرة مع زوج صديقتها، أو هناك من يستسهل إقامة علاقة ما مع صديقة زوجته، ومن المؤكد أن التقارب والتزاور، وإقامة العلاقات الاجتماعية تسهل هذه النزعات المجنونة، لذا فالبعض يرى أنه من الكياسة أن يتجنب كل هذه المتاعب المحتملة، وهي في النهاية تقوم وتوجد وتختفي بحسب طبيعة الثقة المتبادلة بين الزوج والزوجة، وطبيعة العلاقة بين الصديقات، فالمرأة التي تخون صديقتها، وتنجح في الإيقاع بزوجها، من السهل عليها أن تخون هذا الزوج في يوم ما، لأنها تدرك عيوبه جيداً، وهذا النوع من الزواج انتشر بشكل كبير بين الطبقات المثقفة كنزوة مؤقتة، وأثبتت تلك الزيجات فشلها وعدم استمرارها. فطرة الغيرة المرأة فطرت على الغيرة الشديدة، تغار على الرجل من امرأة أخرى، كما تغار من المرأة الأخرى لتحافظ على الرجل الذي تحبه، أو تجمعه بها شراكة الزواج، أو حتى الزمالة والعمل، فالمرأة تتأنق من أجلِ امرأة أخرى، وتتزوج لأن غيرها سبقتها إلى الزواج، وتعتـني بـبـيـتها لتبدو نظيفة أمام زائراتها، وصدق من قال: « ليس أشدَّ عداوة من النساء للنساء». فالمرأة التي تغار على زوجها من كل امرأة، توحي إليه دائماً- بقصد أو بغير قصد، وبسبـب غيرتها الزائدة - أنها أقل من كل امرأة، وهي التي تأكل نفسَها بنفسِها عندما تسيطر عليها الغيرة، فالصداقة النسائية لا تصمد عادة أمام الرغبة في الفوز بإعجاب الرجل، ومنه ما أكثر ما تخلت نساء ونساء عن صديقاتهن من أجل شيء واحد هو الحرص على نيل إعجاب الرجل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©