الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المعداد» ينمي الشق الأيمن من الدماغ

«المعداد» ينمي الشق الأيمن من الدماغ
20 ابريل 2014 01:48
لكبيرة التونسي (أبوظبي) يرى محمد القيسية، المدير العام لمركز الأطفال العباقرة للتعليم المتخصص في برنامج علم الحساب الذهني، أن الحاجة أصبحت ملحة لتأسيس مثل هذه المراكز التي تزيد من مهارات الأطفال وتنمي الدماغ، وينتقد القيسية عدم اهتمام الآباء بتنمية مهارات أبنائهم في المراحل العمرية الصغيرة، مؤكدا أن الأطفال في هذه المراحل العمرية قادرون على تعلم العديد من اللغات واكتساب الكثير من المؤهلات إذا تم استثمارهم الاستثمار الجيد. برنامج متقدم يشير القيسية إلى أن المركز، الذي تم تأسيسه سنة 2012، يهدف إلى تشغيل خلايا الدماغ وتنشيطها خاصة الشق الأيمن منها، موضحا أن المركز يقوم بتدريس الأطفال الرياضيات عن طريق برنامج تعليمي متقدم للرياضات الذهنية (التمارين الذهنية)، لتنمية وتطوير عقل الطفل، بحيث يحدث توازن عال بين الشق الأيسر والشق الأيمن للدماغ ليساعد على تطوير قدرات الطفل العقلية وحل المشكلات، التي تتطلب قدرات عقلية أعلى من الطبيعي، مشددا على أهمية البرنامج في إكساب الطفل قدرات عالية في التحصيل العلمي والسرعة في القراءة وتحليل المواقف ما ينعكس عليه في حياته المستقبلية. ويقول القيسية إن خلايا الدماغ ترسل إشارات عصبية إلى بعضها البعض عبر نحو عدد هائل من المشابك العصبية. والمشبك هو نقطة اتصال متخصصة بنقل السيالات العصبية بين الخلايا العصبية، وتم التقدير أن عقل الطفل البالغ من العمر 3 سنوات لديه عدد هائل جدا من المشابك العصبية، ولكن هذا الرقم يتقلص مع العمر، وهذه الاتصالات بين الخلايا عن طريق المشابك هي القدرة الذهنية الفعلية لدى الإنسان، موضحا أن قدرة الإنسان على التفكير ترتبط بمدى الترابط الموجود في عقله، أي أنه كلما كان لديه اتصالات أكثر بين الخلايا زادت قدرته على معالجة المعلومات وتخزينها واسترجاعها. ويضيف “بناء على دراسات قام بها الدكتور روجر سبيري، الحائز على جائزة نوبل، فإن الدماغ يقسم إلى شقين الشق الأيسر والشق الأيمن، ويربط هذان الشقان معاً شبكة معقدة من الألياف العصبية التي تسمى بالجسم الثفني، أما الشق الأيسر فهو يختص بالمنطق، الأدب، الأعداد، التحليل، التسلسل، الحقائق والذكريات. بينما الشق الأيمن مسؤول عن الألوان، الموسيقى، التخيل، الحواس، السجع، أحلام اليقظة”. حقائق علمية يشير القيسية استنادا إلى الحقائق العلمية أنه لا توجد حدود لإمكانات العقل لكن الإنسان لا يستخدم منها إلا نحو 4% فقط من قدراته العقلية، ما يؤدي إلى خمول باقي أجزاء الدماغ، حيث إن وظائفه لا تقتصر على صقل المعلومات في قسم دون آخر وإنما بحاجة لاستخدامه بشكل أوسع. ويضيف “برنامج الحساب الذهني الذي يقوم مركز العبقري الصغير بتدريسه يطور وينمي الدماغ بشكل عام والشق الأيمن بشكل خاص، من خلال فهم الطفل لمفهوم الأرقام وممارسة الطفل للعمليات الحسابية السريعة، بعد أن أكدت الدراسات أن الأرقام هي الوسيلة الأفضل والأسرع لتنمية عقل الطفل، فيبدأ باستخدام الأرقام ومن ثم يتطور إلى معالجة المعلومات بشكل أوسع وأدق وأسرع”. ويقول إن البرنامج يخدم أهداف التعلم العليا ويساعد الطفل على الجمع بين مهاراته العقلية والنفسية والبدنية ليكون في مستوى إتقان المهارات التي يحتاجها في حياته من خلال توظيف الدماغ مع حركة الأصابع لتطبيق وتنفيذ العمليات الحسابية. وعن تفاصيل البرنامج، يقول “نعتمد على أداة صغيرة بحجمها، إلا أنها قادرة على تحقيق ما نأمل إليه، هذه الأداة تدعى “الأباكس” (المعداد)، وهو أداة تحل محل الآلة الحاسبة، ويعتبر آلة حاسبة يدوية تؤثر بشكل مباشر في تفعيل خلايا الدماغ لا سيما الشق الأيمن، من خلال توظيف مهارات الطفل على المعداد، الذي هو أساس علم الحساب الذهني والمؤثر الأساسي على الذاكرة الرقمية وتفعليها وزيادة نشاطها، فهو يعلم الطفل مواقع القيمة العددية ويشجعه على التعاطي مع هذه المادة بأسلوب مرح، لا سيما أن المرحلة العمرية المستهدفة هي من عمر خمسة أعوام لغاية ثلاثة عشر عاماً للبحوث العلمية أثبتت أن تطور خلايا الذهن ونموها لدى الإنسان يكون بأقصى سرعة بين السنوات من خمس إلى ثلاث عشرة، إذ يستوفي الدماغ في هذه الفترة نسبة 75 في المائة من نموه، ليصبح بعدها نمو الدماغ بطيئاً”. الخيال والمعرفة يوضح القيسية أن الدراسات تؤكد أن “الخيال أهم من المعرفة”، ويعتبر الخيال صفة من صفات الإنسان التي تميزه عن سائر الكائنات، وهو يعني القدرة على نقل ما يوجد في العالم من خلال مواصفات محسوسة إلى تصور جديد غير محسوس عبر قنوات وأنشطة فكرية منوعة، ويمكن من خلال هذا التصور الجديد ومع قدر من التأمل والبحث تحقيق الخيال على أرض الواقع. واتفق علماء أن الخيال يعد أحد أهم المداخل الرئيسة لتنمية الإبداع وإعداد العلماء في الدول المتقدمة، وأن أخطر الثغرات التي تعاني منها نظم التعليم في دول العالم النامية تكمن في عدم إعطاء الخيال والإبداع حقهما من الاهتمام، لذلك تتجه جميع وسائل التعليم الحديثة إلى تنمية الخيال والتفكير الخلاق، لاسيما عند الأطفال في سن المدرسة المبكرة لأن استخدام الخيال بشكل مقصود يضاعف ويحسن مستوى أدائنا في أي مجال يقع اختيارنا عليه”. ويضيف “هذا يثبت صحة مقولة سقراط “المعرفة ليست العلامة الحقيقية للذكاء، وإنما الخيال” بحيث يبدأ خيال الطفل في سن السادسة باتخاذ اتجاه جديد من التطور العقلي ليصبح تخيلاً إبداعياً يمكن توجيهه وتنميته، حيث تتفتح أذهان الأطفال على المستجدات العلمية والتطورات التكنولوجية فيتم الربط بينها وبين ما يتخيلون أن يحدث مستقبلاً فتنفتح أمامهم آفاق واسعة، وهذا ما يعرف باسم “الخيال العلمي”، حيث إنه الوسيلة المثلى للربط بين الثقافة الأدبية والعلمية، فتجربة عباس بن فرناس في الطيران ونظرية آينشتاين النسبية وقانون نيوتن للجاذبية جميعها انبثقت من إطلاق هؤلاء العلماء لعنان خيالهم”. نظام الحساب الذهني عن فوائد “الأباكس”، يقول القيسية: “استخدام الحساب الذهني ينمي القدرات العقلية، ويزيد من سرعة الاستجابة، ويقوي الذاكرة، بالإضافة إلى أنه يزيد من استخدام الأباكس بصورة يدوية، وبالتالي فإنه يزيد عدد خلايا الدماغ المستخدمة أثناء العملية وبذلك فإنه ينمي الدماغ ويطور طرق جديدة بين الخلايا الدماغية. وقد زاد استخدام هذا النظام بشكل هائل وتم تبنيه في مختلف الدول المتقدمة بعد أن سجل الشطر الأيمن نشاطاً كهربائياً عالياً، عندما تم وضعه تحت جهاز مخطط كهربائي للدماغ أثناء قيام المستخدم بالحساب الذهني عن طريق تصور الأباكس. ويمكن استخدام الأباكس لتأدية مختلف العمليات الحسابية مهما كان حجمها أو تعقيدها. وبذلك فإن تعليم الأباكس للأطفال في سن مبكرة واتباع طرق التعليم التفاعلي والمرح يطور أنماط جديدة للتفكير عند الطفل، ويحفز التعاون بين شقي الدماغ ويطلق العنان للتأمل والقوى الحدسية، وبالتالي فإنه يرفع مستوى النباهة والحكمة لديه. وهنالك عدة أنواع من الأباكس، إلا أن الأباكس الأكثر شيوعاً واستخداماً هو أباكس السوروبان الياباني. والسوروبان هو أباكس (معداد)، طور في اليابان، وهو مشتق من أباكس السوانبان، وهو المعداد الصيني القديم ولا يزال السوروبان مستخدماً رغم انتشار الآلات الحاسبة العملية. ويوضح “يعتمد البرنامج على السرعة في استخدام حاسة السمع وحاسة البصر أي أنه يشد انتباه الطالب، وهو ما يكسبه قدرة عالية في التركيز تلازمه بعد انتهائه من التدريب على البرنامج في كل أمور الحياة، حيث يعاملها بتركيز أعلى”. تسلسل علم الحساب الذهني يبدأ البرنامج بتعليم الطفل مهارات الحساب الذهني باستخدام العمليات الحسابية الجمع للأرقام من 1 إلى 99 باستخدام أسلوب الأصابع، ومن ثم ينتقل لتوظيف هذه المهارات على المعداد، الذي يقوم بتفعيل الشطر الأيمن والبدء بتكوين الذاكرة الرقمية لدى الطفل، بالإضافة لإجراء جميع العمليات الحسابية الجمع والقسمة والضرب من «1 إلى 9999 » والأرقام العشرية. وبعد ذلك يستطيع الطفل استعمال جميع مهارات الحساب الذهني عن طريق تخيل المعداد في الشطر الأيمن من الدماغ من خلال قوة التخيل والتعامل مع جميع العمليات الحسابية إن كانت أرقاماً صحيحة أو عشرية. وينقسم برنامج الأطفال العباقرة في نظامه إلى فئتين حسب المرحلة العمرية: مرحلة الأصغر سناً (Junior): من عمر 5 إلى 9 سنوات، ويدرس البرنامج، ولكن بتسارع أبطأ من مرحلة الـ Senior لاختلاف الخلفية الحسابية لدى كل منهم، وبعد ذلك تتساوى المرحلتان عند المستوى الخامس ويصبح تدريسهم بنفس التسارع. ومرحلة الأكبر سناً (Senior): من عمر 10 إلى 13 سنة ويدرس البرنامج، ويكون نوعاً ما مكثف في بدايته لأن عمر الطالب قريب من العمر الذي يصبح فيه الشق الأيمن غير فعال ومن يرجع تسارعه إلى الطبيعي عند المستوى الرابع. تنمية مهارات السمع يستخدم البرنامج جميع الأرقام العشرية بصور وأشكال مختلفة وعليه فإن أذن المستمع يتشابه عليها مسمع الرقم، ولكن مع التكرار وباتباع نظام الوها يتم تمييز والتقاط الأذن لأدق الأمور وزيادة حساسيتها، والتفريق بين أقل الاختلاف بين الأصوات. تنمية المهارات التحليلية يقوم الطفل بتحليل وتركيب الأرقام والقيام بالعمليات الحسابية المختلفة خلال البرنامج، مما يزيد من قدراتـه على التحليل. فضلاً عن أن التحليل بحاجة لقاعدة بيانات يعتمد عليها الطفل لاستخراج النتائج، وبالاعتماد على الذاكرة الرقمية التي تتسم بسعة تخزينها الهائلة ودقتها بالإضافة لسرعة وسهولة استرجاع المعلومات منها، يظهر عند الطالب مهارة تحليل المعلومات والعلوم، التي تنعكس بالضرورة على تحصيله الأكاديمي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©