الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التنمية الأسرية» تطرح برنامجاً يساعد الأهل على فهم مراحل أبنائهم العمرية

«التنمية الأسرية» تطرح برنامجاً يساعد الأهل على فهم مراحل أبنائهم العمرية
19 ابريل 2014 22:58
يركز برنامج العلاقة الوالدية- مرحلة الطفولة- الذي ينفذ في مؤسسة التنمية الأسرية بكل مراكزها من الفترة 14 إلى 30 أبريل، على تعزيز المفاهيم المتعلقة بالخصائص النمائية المختلفة للأطفال مع التركيز على مجالات النمو الانفعالي والاجتماعي والعاطفي، وتعزيز العلاقة الوالدية الإيجابية والتدريب على آليات التعامل مع الأطفال للارتقاء بالأسر وتحقيق بنية أسرية متوازنة، ويطرح البرنامج الذي ينفذ في من المنطقة الوسطى والشرقية والغربية عددا من المواضيع، أهمها: آليات بناء العلاقات الوالدية الإيجابية، التواصل الإيجابي مع الأطفال ودوره في تعزيز العلاقة الوالدية، الخصائص والاحتياجات النمائية النفسية والاجتماعية والتربوية للطفل وأساليب التعامل معها، استراتيجيات تعزيز السلوكيات الإيجابية وتعديل سلوكيات الأطفال، ويستفيد من البرنامج الذي تنظمه المؤسسة بالمجان النساء والرجال، وينفذه العديد من الخبراء. ورش متخصصة البرنامج عبارة عن ورش تدريبية متخصصة لتعزيز العلاقة بين الآباء والأبناء في مرحلة الطفولة، ويستهدف الآباء والأمهات بشكل خاص، بالإضافة إلى مقدمي الرعاية للأطفال وأفراد الأسر التي لديها أطفال من عمر يوم ولغاية 12 عاما. ويهدف البرنامج إلى تعريف الوالدين بالخصائص النمائية النفسية والاجتماعية وحاجات ومطالب النمو في هذه المرحلة. رفع وعي الوالدين بأساليب المعاملة الوالدية وعلاقتها بالصحة النفسية للطفل والنمو السليم، وإكساب لوالدين مهارات تعزيز القيم، والسلوكيات الإيجابية لدى الأطفال، وتمكين الوالدين من تطبيق استراتيجيات توجيه وتعديل سلوكيات الأطفال السلبية. في هذا الإطار، تقول لطيفة الشرياني، مدرب معتمد ومنسق فعاليات بالتنمية الأسرية، إن من أهم محاور البرنامج هو التعرف على احتياجات الطفل النمائية النفسية والاجتماعية، موضحة أن السمات النمائية هي السمات التي تتعلق بمظاهر نمو الطفل وتدرجها، موضحة أهمية التعرف على هذه المراحل للتعامل معها بالشكل الصحيح، أما السمات النفسية فتتعلق وفق الشرياني بالانفعالات وردود فعل الأطفال التي تختلف من طفل لآخر، بحيث هناك من يظهر مشاعره وهناك من يخفيها، وهناك من لا يعبر عنها بالشكل الصحيح، كما تختلف من الأطفال الأسوياء عن غيرهم ممن يعانون من مشاكل صحية ونفسية، بحيث يسمح التعرف على هذه السمات في معرفة طرق العلاج كي لا تنتقل هذه المشاكل إلى مراحل ما بعد الطفولة، وبالنسبة للخصائص الاجتماعية فهي تلك التي تبدأ من البيت والأسرة التي تعتبر الحلقة الأولى في تفعيل هذه السمات، بحيث تعتبر السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل ذات أهمية كبيرة في حياته، إذ يعكس في المراحل الأخرى ما تعلمه من خلال أسرته ومحيطه. وتقول الشرياني إن الطفل يتشرب ما تعلمه في هذه المرحلة، وينطبع ذلك في ذهنه، ويعيد التعامل به في المواقف التي تعترضه، وتضيف “عليه فإن البرنامج يعرض للأمهات كيفية تعزيز السلوك الإيجابي، وتصحيح السلوك السلبي، كما أنه يشمل مهارات تدريبية لتوضيح الصورة أكثر وتقريبها ويوضح كيفية التخلص من بعض السلبيات، ومواجهة السلوكات غير السوية”. استراتيجية الانطفاء وتضيف الشرياني أن البرنامج يثقف الأمهات والآباء ويساعدهم على تجنب بعض الأخطاء في التعامل مع الأطفال باتباع بعض الاستراتيجيات منها سياسة الانطفاء، وتعرفه بقولها «الانطفاء في علم النفس هو التجاهل، وعدم إصدار أي ردود فعل حتى عن طريق تعابير الوجه، في حالة التمرد، بحيث مثلا هناك طفل يبكي لينال مراده، يجب هنا على الأم، أن تتجاهله تماما، ولا تبادر للحديث معه أو إقناعه، مما يجعله يعدل عن سلوكه بمرور الوقت، مؤكدة على أن الأطفال أذكياء ويختبرون أمهاتهم دائما، وعليه يجب رسم بعض الخطوط الحمراء والضوابط التي لا يجب تجاوزها». وتؤكد الشرياني أن إيقاع الحياة أصبح سريعا، بحيث دخلت مؤثرات أخرى في التربية، فأصبح الأطفال في عزلة نتيجة انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة، وزادت الفجوة بين الأهل والأطفال، موضحة «هذا الجيل من الأطفال لا يمارس الألعاب الجماعية، ولا يخلق له نوافذ تواصل، وينكب على التليفون أو الأيباد، أو ينشغل بمشاهدة البرامج التلفزيونية، وهكذا فإن الطفل يتعرض لهجوم عنيف من كل جانب، وعلى الآباء حمايتهم، وكيف ذلك؟ باكتسابهم ثقافة التعامل مع هذه المستحدثات، ولعل «التنمية الأسرية» تلتفت لهذه الأمور وتفتح أبوابها للجميع للاستفادة من هذه البرامج الفعالة والتي تعرف إقبالا كبيرا». من جهتها، تقول الدكتورة نجوى الحوسني، الأخصائية الأسرية، إن البرنامج يتم تنفيذه الآن تحت إلحاح الجمهور بعد أن عرف نجاحا كبيرا السنة الماضية، مؤكدة أن النساء والرجال يستفيدون منه، كما تطلبه المتزوجات حديثا والأمهات الجدد اللواتي يرغبن في اكتساب مهارات للتعامل مع أطفالهم، وتقول إنها تطرقت لمحور كيفية إشباع حاجات الأطفال النفسية والاجتماعية، في ظل طغيان المادة على العلاقات بين الأولاد والوالدين، فالطفل يحتاج إلى التواصل، يحتاج إلى تطوير مهاراته، وفتح الأبواب للتعبير عما بداخله، يحتاج إلى الأمان، والشعور بالانتماء للأسرة، كما أن الطفل يحتاج إلى مبدأ التشارك. (أبوظبي - الاتحاد) الطفل يعبر العالم بسبابته تقول الدكتورة نجوى الحوسني، الإخصائية الأسرية، إن تربية الأطفال تواجه بعدة تحديات، موضحة أن الطفل أصبح يدخل عوالم افتراضية، لم يدخلها الأطفال في السابق، ويتطرق لأمور صادمة من خلال وسائل التكنولوجيا، التي يدفع لها أحياناً بسبب انشغال الأهل أو استسهالهم للأمور، في ظل غياب البحث عن البدائل. في هذا الإطار تقترح الحوسني بدائل لصلاح تربية الأطفال، وتقول: «يجب خلق أوقات جاذبة لهم، يجب أن نستمع وننصت لهم على ضوء مقولة إبراهيم الخليفي حين قال: «اجعلي أذنك كأذن الفيل وفمك كالبعوضة»، وعليه فإن حسن الاستماع لابنك وترك المجال له للحديث والتعبير عما يخالجه يحصن الأطفال في سن المراهقة، فإن لم ننصت إليهم الآن سيبحثون عن غيرنا في المستقبل للاستماع إليهم، كما يجب تخصيص حصص للقراءة، نرسم، نتعلم من بعضنا البعض، نجعلهم يمارسون الهوايات، كما أنادي برجوع الأب لحضن الأسرة، فمعظم المشاكل في الأسرة تنجم عن غياب دور الأب كمربي وكقدوة، فالأم أصبحت هي الخادمة والسائق هو الأب بالنسبة لبعض الأطفال. فإننا لا نريد أن نخرج للمجتمع عقول مشوشة فمجتمعنا يحتاج إلى المواطن الصالح الفعال وليس المنعزل بفعل تأثير وسائل التكنولوجيا، فبيوتنا كبيرة ولا نستمتع بها ولا نلعب في مساحاتها وحدائقها، الكل منكب في مكان ما مع آلة ما».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©