ميشال روجو يكتشف جماليات الأعماق في «مياه الصحاري»

أقيم مساء امس الأول في أبوظبي معرض فوتغرافي للفنان السويسري ميشال روجو تحت عنوان “مياه الصحارى” قدم خلاله أربعين عملاً فوتغرافياً في مساحات متساوية الأبعاد تناولت في أغلبها عالم المياه وأعماقه وحياته السرية، ومن جانب آخر التقط الفنان صرراً لتلال ورمال الصحراء وما تشكله من تكوينات سحرية جاذبة خلال نهار الصحراء وليلها. وفي المعرض الذي يستمر حتى السادس عشر من الشهر الجاري في جاليري الغاف للفنون التشكيلية، تنوعت عوالم الصور الفوتغرافية، حيث شملت ست صور عن صحراء الربع الخالي وست عشرة صورة عن وادي الوريعة وعشر صور عن وادي شوكة وثماني صور عن مدينة كلباء. وتختلف الأعمال في تناولاتها حيث نرى صور صحراء الربع الخالي باصفرارها وتموج رمالها وتلالها والظلال التي تتولد فوق تلالها وتموجات الأقواس الرملية التي تمنح الصور أبعاداً جمالية أخاذة و الحياة البسيطة الفطرية في صحراء الربع الخالي عبر جذوع النخل الثلاث التي أطلت على ذلك العالم. وينتقل روجو إلى وادي الوريعة حيث الجبال الصخرية والأودية بينها والتقاطاته للضوء والظل التي تشكلها حافات الجبال وشلالها الملفت للدهشة، حيث يقدم روجو هذا العالم المليء بالغرابة والجمال من خلال تجربته بتصوير أقدامه في الماء وما تحت ماء الوديان من عوالم خفية مدهشة في الأعماق المعتمة التي تحمل أسراراً ضوئية وتكوينية متميزة. وينتقل إلى وادي شوكة ليقتنص أهم العوالم فوق الوادي وتحت مياهه حيث التشكلات اللونية التي تعكس بما تبقى من الضوء الواصل إلى أعماق المياه. وينطبق ذلك أيضاً على وادي كلباء وما تزخر به مياهه من جماليات كونية ساحرة وعالمه التحتمائي الذي تتزاحم فيه كل الألوان وتتحرك فيه الأسماك والتماعات الضوء الواصل على أجسادها ليتشكل عالم من الصور. التقط ميشال روجو أغلب هذه الصور من العالم التحتمائي حيث يرى أن “المياه هي الحياة” وبذلك أراد أن يعرض الجمال الاستثنائي التي تتميز به مختلف محيطات المياه العذبة الحيوية تعزيزاً لإنقاذ البيئة. ويعمل روجو على مشروع “المياه العذبة” في الإمارات في كل من وادي الوريعة وشوكة ويهدف المشروع للتركيز على الصور التحتمائية بتقديم وثائق فوتغرافية عن أهم أماكن المياه العذبة في الإمارات والعالم. قدم روجو صوراً عن المياه العذبة في وادي الوريعة ووادي شوكة وصحراء الربع الخالي وغابات أشجار المانغروف في خور كلباء. وُلد ميشال روجو في فريبورج بسويسرا 1951 ونشر أكثر من عشرة آلاف صورة فوتغرافية وعرض في أكثر من خمسة وعشرين متحفاً وصالة عالمية، كونه فناناً مرتحلاً تعكس صورته الحياة الفطرية في أنحاء العالم من الغابات المطيرة في الأمازون إلى أنهر جبال روكي ووديان جبال الألب وشقوق المياه في أيسلندا وينابيع كارست في كرواتيا وأخيراً إلى أودية الإمارات.