يوسف العربي (دبي)
ارتفعت أسعار الأراضي الفضاء الملاصقة لموقع «إكسبو 2020» في دبي، بحوالي 25% خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما ارتفعت أسعار بيع الوحدات السكنية المكتملة في المشاريع العقارية المجاورة للموقع بنسب تتراوح بين 33% و40%، بحسب رؤساء تنفيذيين بشركات عقارية ومؤسسات بحثية عالمية.
وأكدت مؤسسة جونز لانج لاسال للأبحاث والاستشارات العقارية لـ “الاتحاد” أن فوز دبي باستضافة معرض إكسبو 2020 كان له تأثير إيجابي ملحوظ على القطاع العقاري في الإمارة، مضيفة أن هذه الانعكاسات الإيجابية تركزت على المناطق المجاورة لموقع إقامة المعرض العالمي في دبي وامتدت للمناطق المحاذية في إمارة أبوظبي.
وسيقام المعرض في “دبي وورلد سنترال” على مساحة 438 هكتاراً في موقع على مسافة متقاربة بين مدينتي أبوظبي ودبي، وبموازاة مطار آل مكتوم الدولي الجديد، وميناء جبل علي الذي يعد ثالث أكثر الموانئ نشاطاً في العالم.
وقالت دانا سلبك، محلل أول أبحاث بـ “جونز لانج لاسال”: إن عمليات الرصد الميداني التي قامت بها المؤسسة أظهرت ارتفاع أسعار الوحدات السكنية بمشروع “ديسكفري جاردينز” المجاور لموقع إكسبو 2020 بنسبة 33% خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مقابل زيادة تقدر بنحو 40% في الوحدات العقارية بمدينة “سبورت سيتي”.
وأضافت: إن ثلاثة مشاريع مجاورة لموقع إكسبو 2020 تستحوذ على نحو 28% من العمليات الإنشائية المتوقعة في إمارة دبي خلال العامين 2014 و2015، حيث تستأثر مدينة محمد بن راشد بنحو 12% من مجموع العمليات الإنشائية خلال هذه الفترة، مقابل 9% في “دبي لاند”، ونحو 7% في “سبورت سيتي”.
وتوقعت سلبك زيادة الطلب على المشروعات العقارية في أبوظبي والواقعة بالقرب من موقع إقامة المعرض، لافتة إلى أن مشروع “الغدير” الذي تطوره شركة الدار العقارية في المنطقة الاستثمارية لسيح سديرة والمكون نحو 6 آلاف وحدة منها 2130 وحدة بالمرحلة الأولى، يأتي في مقدمة المشروعات العقارية المستفيدة من استضافة الحدث العالمي. ويتميز موقع مشروع “الغدير” بسهولة الوصول إليه من كل من إمارتي أبوظبي ودبي، حيث يبعد مسافة 45 دقيقة عن مركز مدينة أبوظبي، و25 دقيقة عن مركز مدينة دبي، فيما يقع على مقربة من الموقع الذي سيستضيف معرض «إكسبو 2020».
إغراق السوق
واستبعدت سلبك حدوث إغراق بالسوق العقارية في دبي بسبب إقبال شركات التطوير على إقامة مشروعات سكنية وتجارية وفندقية، في المناطق المجاورة لموقع إقامة “إكسبو 2020”، مؤكدة أن إقامة مثل هذه المشروعات تعد بمثابة ضرورة لتلبية متطلبات استضافة المعرض العالمي واستيعاب تدفق السياحي المتوقع.
وأوضحت أن التجارب العالمية لمعارض إكسبو السابقة تؤكد بقاء شريحة من الزوار في بلد إقامة المعرض بعد انتهاء الحدث، ومن ثم تحولهم لمقيمين في هذه البلدان.
ولفتت إلى أن إعلان الفوز باستضافة معرض إكسبو العالمي 2020 ضاعف كذلك من وتيرة تعافي القطاع العقاري، مؤكدة أن المعرض سيكون له تأثير إيجابي كبير على اقتصاد دولة الإمارات ككل ولاسيما على شرائح الضيافة واللوجستية وتجارة التجزئة. ووفقاً لدراسة أجرتها شركة “أكسفورد إكونوميكس” الاستشارية، تتوقع الحكومة أن يستقطب معرض إكسبو الدولي 2020 قرابة 25 مليون زائراً خلال ستة أشهر، مما يوفر 277,000 فرصة عمل. وأوضحت الدراسة أنه سيتم إنشاء مشاريع خاصة بالبنى التحتية خلال السنوات السبع القادمة تصل تكلفتها إلى 25,3 مليار درهماً، مما سينعكس إيجابياً ويعود بفائدة كبيرة على اقتصاد إمارة دبي و الإمارات بوجه عام.
زيادات مطردة
ومن جهته قال خالد بن كلبان، رئيس مجلس إدارة شركة “الاتحاد” العقارية، و العضو المنتدب وكبير المسؤولين التنفيذيين في شركة “دبي للاستثمار”، إن الطلب على العقارات بمجمع دبي للاستثمار الذي يقع في على مقربة من إقامة “إكسبو 2020” ارتفع على نحو كبير منذ ظهور بوادر فوز دبي باستضافة المعرض، كما تضاعفت هذه الزيادة بعد تحقيق الفوز فعلياً.
وأوضح ابن كلبان أن أسعار الأراضي الملاصقة للمعرض ارتفعت بنسب تتراوح بين 25% و30% خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما ارتفعت أسعار بيع الوحدات السكنية المكتملة في المشاريع العقارية المجاورة بنسب تتراوح بين 30% و40%.
وقال: إنه تم تسجيل هذه الزيادات على مرحلتين، حيث بدأت المرحلة الأولى مطلع شهر أغسطس من العام الماضي مع ظهور بوادر فوز الإمارة باستضافة الحدث العالمي، حين ركز المضاربون على شراء العقارات المكتملة والأراضي الفضاء المجاورة لموقع إقامة المعرض أملاً في تحقيق مكاسب فورية بمجرد إعلان الفوز، وهو الأمر الذي حدث بالفعل لتبدأ المرحلة الثانية من الزيادات مطلع ديسمبر الماضي وحتى الآن.
وأوضح أن سعر القدم المربعة في الوحدات السكنية بمجمع دبي للاستثمار ارتفع من 670 درهماً للقدم خلال الربع الأول من العام الماضي، إلى نحو 950 درهماً في الربع الأول من العام الحالي، متوقعاً استمرار الزيادات خلال السنوات الخمسة المقبلة.
وأكد ابن كلبان أن زيادة الطلب على العقارات في مجمع دبي للاستثمار والمشروعات المجاورة لموقع استضافة إكسبو 2020 لن تقتصر على الوحدات السكينة، بل ستمتد بطبيعة الحال إلى المساحات المكتبية والغرف الفندقية ومساكن العمال والمستودعات، وذلك في ظل تضاعف التدفق السياحي والاستثماري على الإمارة خلال السنوات المقبلة.
انعكاسات الفوز
ومن ناحيته أكد يوسف كاظم، مدير عام “عقارات جميرا جولف” المملوكة لحكومة دبي، أن الطلب على بيع الأراضي الفضاء والوحدات العقارية المكتملة في دبي ارتفع بشكل لافت عقب فوز الإمارة باستضافة إكسبو 2020.
وقال: إن مجمع “عقارات جميرا جولف “ الذي يحتل موقعاً استراتيجياً بالقرب من إقامة إكسبو 2020 جاء في مقدمة المشاريع التي استفادت من الإنجاز العالمي الكبير الذي حققته دبي بفوزها باستضافة هذا الحدث العالمي، لافتا أن أسعار الفلل بالمشروع ارتفعت بنحو 30% خلال عام واحد، كما تضاعف طلب المستثمرين الأفراد والشركات على الأراضي الفضاء لتطوير مشروعاتهم العقارية.
وأوضح كاظم أن التأثيرات الإيجابية لاستضافة إكسبو 2020 على القطاع العقاري لم تقتصر على ارتفاع الاسعار فحسب، بل ضاعف الفوز من وتيرة تنفيذ واستئناف المشروعات العقارية في الإمارة.
ولفت إلى أن شركة “عقارات جميرا جولف” باعت نحو 90% من الوحدات السكنية المعروضة للبيع في مشروع مجمّع عقارات جميرا منذ بداية الربع الثاني من العام الماضي وحتى الان.
اهتمام عالمي
وقال كاظم: إن قرب مجمّع عقارات جميرا من موقع إقامة إكسبو 2020 لعب دوراً أساسياً في زيادة إقبال المستثمرين بعد أن باتت هذه المنطقة من العالم محل اهتمام المستثمرين المحليين والأجانب. وتوقع استمرار الإقبال على شراء الأراضي والوحدات بالمشروع خلال السنوات الخمس المقبلة، لاسيما مع استكمال البنى التحتية و شروع الشركات في تطوير المشروعات والمرافق استعداد لاستضافة الحدث العالمي اكسبو 2020.
وأوشكت عقارات «جميرا جولف» وهي المطور الرئيسي لمشروع جميرا جولف على الانتهاء من تطوير المرحلة الأولى من المشروع البالغة مساحتها 3,7 هكتار من إجمالي مساحة المشروع البالغة نحو 11,2 هكتار.
ولفت إلى أن الفوز باستضافة إكسبو 2020 عزز من انتعاشة القطاع العقاري في دبي، ما حفز “عقارات جميرا جولف” لاطلاق دفعة جديدة من الأراضي والفيلات السكنية الراقية ضمن مجمّعي “فايرسايد” و”جونيبر واي”.
وأوضح أن الأراضي المتاحة تتيح الفرصة أمام المطوّرين العقاريين لبناء فيلات سكنية ترقى إلى مستوى تطلعات العملاء، لافتا إلى أن الشركة تخوض مفاوضات جادة مع العديد من المستثمرين المحلين والأجانب للوصول لاتفاق على أسعار الأراضي القابلة للتطوير داخل المشروع. وأعلنت شركات تطوير عقاري أخرى في الدولة عن بدء تطوير مشاريع فندقية وسكنية بجوار موقع إكسبو 2020، حيث أعلنت شركة داماك العقارية، عن إطلاق أول شقق فندقية فاخرة متكاملة الخدمات (تينورا) في “دبي وورلد سنترال” الملاصقة لموقع إقامة الحدث العالمي وقالت الشركة إنها تعتزم استكمال المشروع قبل إقامة معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي، مضيفة: إن الأعمال الإنشائية بالمشروع بلغت مراحل متقدمة، ويحتل برج “تينورا” موقعاً استراتيجياً بالمدينة السكنية في “دبي وورلد سنترال” بالقرب من مطار آل مكتوم الدولي الذي سيكون أكبر مطار في العالم.
وقال نيال ماكلوجلين، نائب الرئيس الأول في “داماك العقارية”: يشكّل معرض إكسبو الدولي 2020 حافزاً كبيراً للنمو والاستثمار المستقبليين في دبي خلال الأعوام السبعة المقبلة.
وأوضخ أن برج “تينورا” صمم خصيصاً لمواكبة تدفق الزوار على منطقة “دبي وورلد سنترال” ليس فقط خلال فترة المعرض، بل وأيضاً لاستيعاب آلاف الأشخاص ممن سيعملون في المشروع خلال إجراء التحضيرات لهذا الحدث الكبير.
عدد اليوم
