الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراما رمضانية تستثمر نجاح روايات أدبية

دراما رمضانية تستثمر نجاح روايات أدبية
10 يونيو 2017 20:16
تامر عبد الحميد (أبوظبي) من أرفف المكتبات إلى الشاشات انتقلت روايات أدبية التي تم تحويلها إلى أعمال درامية في رمضان هذا العام، وحققت صدى حسناً بين المشاهدين، نظراً لما تتضمنه من قصص واقعية وقضايا اجتماعية مهمة، ويرجع توجه مخرجين ومنتجين إلى تحويل روايات أدبية إلى مسلسلات، إلى ما أحدثته من أصداء واسعة على الساحة الثقافية، لمخاطبتها العقول بمضمونها وأحداثها. ومن أبرز تلك الأعمال «إقبال يوم أقبلت» و«واحة الغروب» و«لا تطفئ الشمس» و«كحل أسود قلب أبيض»، المأخوذة عن روايات لكتاب مشهورين، حققت رواياتهم نجاحاً كبيراً، التقطته نخبة من صناع الدراما في الخليج والعالم العربي، وحولته إلى أعمال تنافس بشراسة في الماراثون الرمضاني. عقوق الأبناء مسلسل «إقبال يوم أقبلت»، الذي يشارك في بطولته هدى حسين وصلاح الملا، مأخوذ عن رواية للكاتب حمد الشملان الرومي، وتدور أحداثه حول عثور خفر السواحل على سيدة في أواخر الستينيات من عمرها تدعى «إقبال»، تلعب دورها هدى حسين، على ساحل جزيرة كويتية، وبعد محاولات الطاقم الطبي إسعافها، تتمكن من استعادة وعيها لتبدأ لاحقاً بسرد فصول قصتها التي تدور أحداثها ما بين الكويت والقاهرة ولندن، مسلطة الضوء على قضايا ومشاكل اجتماعية تعاني منها مجتمعاتنا الخليجية والعربية، كما يطرح العمل سؤالاً مهما، وهو «هل يمكن لقلب الأم أن يغفر عقوق أبنائها وجحودهم وسعيهم للاستيلاء على أملاكها؟». وحول تعاملها مع الشخصية المقتبسة عن رواية أدبية، قالت هدى حسين إن الكاتب حمد الشملان الرومي هو طبيب بشري، وتعامل مع مرضى الشلل الرعاش، ومن ثم كتب رواية قوية تستحق أن يتعرف عليها عشاق الدراما التلفزيونية، لافتة إلى أنها عندما قرأت الرواية، جذبتها ورغبت في تقديم الشخصية، لا سيما أنها المرة الأولى التي يكتب فيها الرومي عملاً درامياً. وعن تحويل الرواية إلى عمل تلفزيوني، قال مخرج «إقبال يوم أقبلت» منير الزغبي إنه لم يكن متحمساً للتجربة، ولكن موقفه تغير كلياً بعد قراءته للرواية أولاً، ومعرفته بأن كاتب السيناريو والحوار هو نفسه مؤلف الرواية ثانياً، لافتاً إلى أن الكاتب عموماً لا يبخس حق روايته، ويفهم متطلباتها، ويعرف جيداً ما بين سطورها، بخلاف أن يأتي كاتب آخر قد يغير في الشخصيات ويبدل في الأحداث، ويحذف خطوطاً درامية مهمة. سيطرة التقاليد أخذ مسلسل «كحل أسود قلب أبيض» عن الرواية الشهيرة «يسقط المطر تموت الأميرة» للكاتبة منى الشمري، حيث تنطلق القصة مطلع الخمسينيات، وتتركز الأحداث نهاية الستينيات عند بدء نهضة الكويت عام 1969، وسط سيطرة التقاليد الاجتماعية والعادات العائلية. وشارك في بطولة المسلسل عبد المحسن النمر وهبه الدري وبثينة الرئيسي، وهو من إخراج محمد دحام الشمري، وترصد الحبكة الدرامية حكاية العمة «منيرة»، وهي سيدة ثرية ذات مكانة اجتماعية عالية وسلطة ونفوذ، تدير أعمالها في مجال الأغذية والمقاولات، إلى جانب تجارة الذهب بين الكويت والهند، وتقوم باستغلال نفوذها للتسلط على جميع من حولها، قبل أن تقع حادثة تفقد فيها أحد المقربين إليها، فيتلاشى غرورها وتتبدل طباعها وينكسر شموخها، وتتغير نظرتها إلى المستقبل. وعن تحويل الروايات إلى أعمال درامية، أوضح عبد المحسن النمر أن الوسط الفني اعتاد على استثمار نجاح بعض الروايات في العمل الدرامي مثل الأعمال المقتبسة عن روايات الروائي العالمي نجيب محفوظ، و«خيانة» وطن لدكتور حمد الحمادي وغيرها، فالأعمال المأخوذة عن روايات في الغالب تحقق شهرة واسعة لأنها تحتوي على أحداث مشوقة وتجذب المشاهد. قصة ضابط حقق مسلسل «واحة الغروب» صدى جيداً بين مشاهدي الموسم الرمضاني، وهي رواية للكاتب المصري بهاء طاهر، وتدور أحداثها حول قصة ضابط مصري يتم نقله إلى واحة سيوة بعد أن يتهم بممارسته لأفكار ثورية لجمال الدين الأفغاني، فيتوجه إلى هناك مصطحباً زوجته الأجنبية «كاثرين» الشغوفة بالآثار المصرية، حيث يبدآن تجربة جديدة يُزج فيها الماضي بالحاضر، والشرق بالغرب على المستويين الإنساني والحضاري، وشارك في بطولته خالد النبوي ومنة شلبي ومنذر رياحنة، وهو من إخراج كاملة أبو ذكري وكتابة سيناريو مريم نعوم. وقالت منة شلبي إن تحويل الروايات إلى أعمال درامية أصبح عامل جذب كبير بالنسبة للجمهور، حيث ترى أن أغلب الروايات التي تم تحويلها فنياً وقدمت عبر التلفزيون أو السينما حققت نجاحاً كبيراً، ويعود هذا النجاح إلى ما حققته الرواية في الأصل من نجاح بعد طرحها في المكتبات، مثل «واحة الغروب» التي فازت بجائزة «البوكر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©