الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تواجه صعوبات في إنتاج الغاز الصخري

الصين تواجه صعوبات في إنتاج الغاز الصخري
7 ابريل 2012
أشار رئيس الوزراء الصيني وين جياباو مؤخراً إلى أهمية استغلال الغاز الصخري في الصين وذلك خلال الخطاب السياسي السنوي الذي ألقاه في بكين. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يذكر فيها الغاز الصخري في خطاب من هذا القبيل، وهو ما يؤكد مدى الأولوية التي يضعها الزعماء الصينيون للغاز غير التقليدي في سعيهم لتأمين الموارد لأكبر مستهلك طاقة في العالم. وتعتبر الصين من أغنى دول العالم بالغاز الصخري ولكنها لا تزال في مرحلة أولية في هذا المجال حتى أنه من غير المعلوم قدر احتياطيات الغاز الصخري ذات الجدوى الاقتصادية بالصين. غير أن بكين تشجع تطوير الغاز الصخري وغيره من مصادر الطاقة غير التقليدية، لأن في وسع موارد الغاز المحلية أن تتيح للدولة استيراد كميات أقل من الغاز وتقليص انبعاثات الكربون من خلال إحلال الغاز محل الفحم. وإذا تم تطوير موارد الغاز الصخري بالصين تطويراً كاملاً، فإنه يمكن أن يغير معادلة توريد الطاقة لأكبر مستهلك طاقة في العالم، مثلما غير الغاز الصخري المعادلة في الولايات المتحدة التي تعد الآن أكبر منتج له في العالم. تقول دراسة أجرتها وزارة الأراضي والموارد الصينية إن الدولة بها موارد محتملة تبلغ 25 تريليون متر مكعب من الغاز الصخري، ما يساوي قرابة 200 مثل استهلاكها السنوي الحالي من الغاز، غير أن وين جياباو رئيس الوزراء الصيني ركز في حديثه على التحديات التي تواجه الصين في هذا المجال. وتعهد بأن تسارع الحكومة في معالجة مشاكل التنقيب عن الغاز الصخري وتطويره. وكان ذلك بمثابة اعتراف بصعوبات تطوير الغاز الذي يستخرج من صخور صفحية باستخدام عمليات حقن مياه وكيماويات تحت ضغوط مرتفعة. من الصعب فنياً استخراج الغاز الصخري وتعتبر شركات النفط الوطنية الصينية جديدة نسبياً على طرائق الاستخراج غير التقليدية. وسعياً لاكتساب الخبرة اللازمة، استثمرت هذه الشركات مليارات الدولارات في مشروعات النفط والغاز الصخرية مثل الاتفاقية البالغ حجمها 2,5 مليار دولار التي عقدتها مؤخراً ساينوبك مع شركة ديفون اينرجي المتمركزة في اوكلاهوما للاستثمار في مشروعات نفط وغاز صخرية في الولايات المتحدة. وعلى الصعيد المحلي تشارك كبريات شركات النفط الصينية شركات أجنبية تشمل شل وشيفرون من أجل استكشاف حقول صخرية. وقال خبراء إن جيولوجية الصين الصعبة ستشكل تحدياً، خصوصاً في حوض سيتشوان الذي يحتوي على موارد هائلة من الغاز ولكنه يصعب فيه حفر الآبار أفقياً بسبب طبيعة تكويناته الصخرية. وحتى بعد خروج الغاز من الأرض، تظل هناك عقبات أخرى مثل افتقار الصين إلى بنية خطوط أنابيب أساسية تتيح نقل الغاز بكفاءة في أنحاء الصين. وكذلك أسعار الغاز الطبيعي الخاضعة لسيطرة الدولة لا تشجع الاستثمار في مجال الغاز الصخري بالنظر إلى أن مشاريع النفط تعتبر أكثر ربحاً بكثير حسب الأسعار الراهنة. وفي خطة تطوير الغاز الصخري التي وضعت مؤخراً، أقرت الحكومة الصينية بصعوبة إنتاج احتياطيات محلية على نحو مُجد تجارياً وصفت التوقعات الاقتصادية في هذا المجال بأنها متدنية نسبياً. وجاء في الخطة: “إن حقول الغاز الصخري بالصين عميقة إلى حد كبير وتقع في أراض صعبة وكثيفة السكان وتنطوي على عمليات هندسية معقدة وأن جدواها الاقتصادية متواضعة نسبياً”. ورغم هذه التحديات وضعت الحكومة أهدافاً واضحة لتطوير الغاز الصخري وهي إنتاج 6,5 مليار متر مكعب من الغاز الصخري بحلول عام 2015 وأكثر من 60 مليار متر مكعب بحلول عام 2020. ولتشجيع تطوير الغاز الصخري ينتظر أن تعلن الحكومة الصينية عن دعم أسعار وحوافز ضريبية وأسعار أراض تفضيلية لمشاريع الغاز الصخري خلال السنوات المقبلة. وهناك عامل هام لسعي الصين إلى استخراج الغاز الصخري يتمثل في وجود الموارد المائية اللازمة لإجراء عمليات التفتيت الهيدروليكي اللازمة لتفجير الصخور الصفحية المحتوية على الغاز. وقال لين بوكيانج خبير الطاقة في جامعة زيامين: “إن مجرد نجاح الولايات المتحدة في استغلال الغاز الصخري لا يعني بالضرورة أنه في إمكان الصين محاكاة خبراتها والنجاح في هذا المجال”. وأضاف: “لا تعتبر التكنولوجيا الصعوبة الرئيسية ولا التمويل، بل المياه، إذ أن الغاز الصخري يتطلب كثيراً من المياه أثناء عمليات الاستخراج”. وأضاف أيضاً: “كما أن هذه العمليات تلوث المياه. أعتقد أن تقدير الاحتياطيات ليس واقعياً لأنه بدون المياه لن يكون من السهل تطويرها”. وأثارت مسائل المياه وتلويث البيئة اعتراضات على تطوير الغاز الصخري في الولايات المتحدة التي يقول فيها خبراء البيئة، إن آبار الغاز الصخري لوثت إمدادات المياه الجوفية ومياه الشرب. ولم تظهر بعد اعتراضات بيئية من هذا القبيل على الغاز الصخري في الصين. وقال تنفيذيو الصناعة إنه من النادر أن تطرح المشاكل البيئية المتعلقة بعمليات التفتيت الهيدروليكي في الصين. ورغم ذلك أشارت تقارير صدرت عن بكين مؤخراً إلى أنه تم وضع إجراءات تخفيف تأثير عمليات حفر الحقول الصخرية على البيئة توقعاً لحدوث احتجاجات كالتي جرت في الولايات المتحدة. غير أن صناع السياسات بالصين يعتقدون أن الغاز الصخري سيفيد البيئة لأنه سيقلص انبعاثات الكربون، ذلك أن الغاز الطبيعي أنظف احتراقاً من الفحم الذي يشكل الغالبية العظمى من وقود محطات الكهرباء بالصين. ويورد التقرير هذه الفوائد، حيث يقول إنه إذا وفى إنتاج الغاز الصخري أهدافه لعام 2015، سيقلص انبعاثات الكربون السنوية بمقدار 14 مليون طن. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©