الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الروس.. هل اخترقوا «الديمقراطيين»؟

27 يوليو 2016 22:42
هل يحاول «الكرملين» إلقاء الانتخابات الرئاسية الأميركية لدونالد ترامب؟ يبدو الأمر كأنه رواية تجسس. لكن الكثير من خبراء الأمن السيبراني، وكذلك حملة هيلاري كلينتون، يقولون الآن إن الروس مسؤولون عن عملية اختراق اللجنة الوطنية الديموقراطية التي تمت الشهر الماضي. وقد هيمن هذا الاختراق على دورة الأخبار عشية مؤتمر «الحزب الديموقراطي»، لسبب وجيه، أن رسائل البريد الإلكتروني التي كشفها موقع «ويكيليكس» يوم الجمعة الماضي محرجة، فهي تُظهر رئيسة اللجنة الوطنية الديموقراطية «ديبي واسرمان شولتز»، وهي تخطط لتقويض حملة السيناتور «بيرني ساندرز»، وتؤكد أسوأ الشكوك للجناح الأيسر من الحزب. ويوم الأحد استقالت من منصبها. لكن القضية الكبرى هي مَن كان المسؤول عن الاختراق في المقام الأول؟ وقد ذكر لي «بوب جورلي»، رئيس قسم التكنولوجيا السابق في وكالة استخبارات الدفاع وحالياً الشريك المؤسس لشركة «كوجنيتيو» لاستشارات الأمن السيبراني، أنه يعتقد أن الروس هم من فعلوا هذا. وأخبرني أن «رمز البرنامج الذي رأيته من الاختراق يحمل علامات تدل على أنه روسي، بما في ذلك الرمز الذي أُعيد استخدامه من الهجمات الأخرى». وأضاف «هذه حقاً صفقة كبيرة. بعض الناس في المجتمع يقولون إن زعم الروس إنهم مَن يقوم بالقرصنة، ثم إعطاء هذه المعلومات لجوليان أسانج هو كله جزء من هذه العملية» (أسانج هو مؤسس «ويكيليكس»). «جورلي» ليس وحده بين خبراء الأمن السيبراني. عندما تم الكشف لأول مرة في شهر يونيو الماضي عن اختراق «لجنة الحزب الديموقراطي»، أشارت شركة «كراودسترايك» للأمن إلى الروس. وأجرت «كراودسترايك» تحقيقاً في الحادث لصالح الحزب «الديموقراطي»، وخلصت إلى أنهم كانوا الفاعل الذي اخترق الأنظمة السرية لوزارة الخارجية والبيت الأبيض و«البنتاجون» عام 2015. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تبادلت حملة ترامب وحملة كلينتون الاتهامات بشأن هذه القضية. وذكر «روبي موك»، مدير حملة كلينتون، لشبكة «إيه بي سي نيوز» أن الخبراء الذين استشارتهم الحملة قالوا إنها كانت روسيا. وردّ «بول مانافورت»، الذي يدير حملة ترامب، أن هذا كان «تشويشاً محضاً». والحالة الفنية التي تنسب اختراق لجنة الحزب الديموقراطي إلى روسيا تستند إلى تشابه الرمز الذي وُجد على خوادم اللجنة مع اختراقات أخرى يُعتقد أنها نشأت في روسيا. ويعترف «جورلي» رغم ذلك بأن هذا لا يعد دليلاً. وقال «ربما يكون مخترِقاً ما في جراج بفلوريدا قد وجد هذا الرمز وأعاد استخدامه». ويستطرد «ولكن من المعروف تاريخياً أن الأشرار يعيدون استخدام الرمز الخاص بهم كثيراً». وهناك مسألة مَن المستفيد من هذا؟ في حين أن كلينتون نفّذت إعادة ضبط العلاقات مع روسيا عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية، إلا أنها منذ ذلك الحين غضبت من موسكو. وعندما غزت القوات غير النظامية أوكرانيا في عام 2014، قارنت بين بوتين وهتلر. ومن ناحية أخرى، عاند ترامب صقور روسيا في حزبه. وقال إنه سيساعد دول الناتو فقط إذا ما سددوا حصتهم العادلة في عبء الدفاع في أوروبا. وقال لي «ديفين نونيز»، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب (جمهوري)، إنه كان من مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن «يحتفظ الديموقراطيون بالسيطرة على السياسة الخارجية وأن تكون هيلاري-مهندسة سياسة إعادة ضبط روسيا والتي فتحت الباب لعدوان بوتين في جميع أنحاء العالم– هي الرئيس القادم». وأضاف «لهذا السبب، فإنني أحب نظرية المؤامرة هذه بعينها حتى وإن كنت لا أصدقها، فإن هذا سيعني أن بوتين أقل ذكاءً بكثير مما كنت أعتقد، وهذا سيكون مريحاً بالنسبة لي». ويختلف في هذا الرأي «مايك فيكرز»، وكيل وزارة الدفاع السابق لشؤون الاستخبارات وأحد مؤيدي كلينتون، وقال لي يوم الأحد «أعتقد أن كل الدلائل تشير إلى فاعلين سيبرانيين لديهم علاقات مع الاستخبارات الروسية». وأضاف «والشيء غير المسبوق، بالنسبة لي، هو استخدام هذه الأدوات لنفوذ سياسي سرّي ضد الولايات المتحدة خلال الانتخابات الرئاسية». هذا في الواقع سيكون غير مسبوق، فالروس يديرون شبكة «RT»، وهي شبكة تليفزيونية باللغة الإنجليزية التي تعطي البث لنظريات المؤامرة الخاصة بـ9/‏‏11 وغيرها من النظريات المعادية للولايات المتحدة. وإذا كان الروس هم الذين وراء اختراق اللجنة الوطنية الديموقراطية، فإن هذا سيكون تكتيكاً جديداً يمزج بين عمليات النفوذ العلنية للدولة وتجسسها السيبراني العلني. وقال لي «مايك فلاين»، الذي شغل منصب مدير وكالة استخبارات الدفاع بين 2012 و2014، والذي يعمل حالياً مستشاراً لحملة «ترامب»، إنه لن يكون مندهشاً إذا تبين أن الروس وراء اختراق اللجنة الوطنية الديموقراطية. وأضاف أن «كلاً من الصين وروسيا لديها القدرة الكاملة على القيام بذلك». ورغم ذلك، فإن المشكلة تتمثل في ضعف أمن المعلومات بالنسبة للأحزاب السياسية الأميركية والحملات. وقال «هذه فضيحة بريد إلكتروني أخرى للحزب الديموقراطي». *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©