روح جديدة تدب في أوصال وشرايين «البرتقالي»

قبل انطلاق منافسات بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا، يشعر منتخب هولندا بحماس كبير عندما يواجه في مباراته الأولى منتخب الدنمارك في إطار مباريات المجموعة الخامسة في 14 يونيو بجوهانسبرج. وبهذا الصدد صرح مهاجم المنتخب البرتقالي روبن فان بيرسي في حوار حصري مع موقع “الفيفا” فقال: “نحن مستعدون بدنياً ونفسياً، أتمنى أن ألعب اليوم قبل الغد.” وبعد نجاحه الباهر في التصفيات يسعى فريق الطواحين الذي يعتبر أول منتخب يتأهل إلى نهائيات جنوب أفريقيا دون أن يضيع نقطة واحدة لتقديم مستوى متميز في البطولة. وعبر فان بيرسي عن تفاؤله فقال: “ينبغي علينا أن نصل على الأقل إلى المربع الذهبي، هذا ضروري بالنسبة لبلدنا وهو طموح مشروع يليق باللاعبين الثلاثة والعشرين والأندية التي يلعبون فيها”. وكذلك تحدث اللاعب فان بوميل زميل فان برسي في المنتخب عن “الهدف الكبير” الذي يحفز عناصر الفريق، إلا أنه حذر من أن الأداء الجيد الذي قدمه الفريق خلال المباريات الإعدادية الثلاث التي فاز فيها لا يضمن أن يلعب الفريق بنفس المستوى خلال البطولة ويفوز في مبارياته. بعد احتلاله للمرتبة الثانية في بطولتي 1974 و1978، اكتفى المنتخب الهولندي بالمرتبة الرابعة في بطولة فرنسا 1998، وفي سنة 1994 أقصي الفريق من البطولة في دور الثمانية، أما في سنتي 1990 و2006 فقد ودع الهولنديون كأس العالم في دور الستة عشر، ورغم احتفاظه بقوته لم يشارك المنتخب الهولندي في بطولة كأس العالم 2002 التي أقيمت في كوريا واليابان. وينبغي أن تختلف الأمور في جنوب أفريقيا، فبعكس السنوات السابقة التي كانت الصراعات الداخلية وتكوين المجموعات فيها تؤثر سلباً على مردود الفريق في الملعب فإن الفريق هذه المرة يعول على روح الفريق وكذلك على الترابط بين صفوفه. وفي نفس السياق صرح اللاعب فان بوميل في حديث له مع موقع الفيفا فقال: “لدينا مجموعة جيدة حقاً ولدينا هدف واحد، وينبغي على المرء أن يقبل الآخر ويحترمه وهذا هو ما نقوم به”. ويعتقد فان بوميل أن خيبة الأمل في بطولتي كأس العالم السابقتين لن تتكرر في جنوب أفريقيا حيث قال: “عادة ما نقدم أداءاً جيداً، إلا أننا لا نحقق نتائج جيدة، ولكن هذه المرة أنا أعتقد أننا سوف نجمع بين الأداء الجيد وتحقيق النتائج.” وهذا لن يتأتى فقط لأن اللاعبين الثلاثة والعشرين يلعبون في مختلف البطولات الأوروبية مع أكبر الأندية، حيث يقول فان بوميل أيضاً: “يريد الشباب الفوز دائماً، وهذا مقترن بالعقلية الهولندية التي تتميز باللعب الجيد مما يخلق مزيجاً جيداً”. حتى فان بيرسي، الذي يلعب في فريق آرسنال اللندني، يعتبر هذا الأمر بمثابة مركز القوة لدى فريقه، حيث يقول: “اللعب لدى مثل هذه الأندية هو وحده الذي يساهم في تحسين عطاء لاعب كرة القدم. وأعتقد أنه مع أمثال هؤلاء اللاعبين يمكن للفريق تحقيق نتيجة مهمة”، وأضاف فان بوميل: “لدينا لاعبون يمارسون كرة القدم على مستوى عال، بل إن الفريق كله يلعب بمستوى جيد، وإذا ما لعبنا كفريق واحد سوف نحقق نتائج عظيمة”. لقد تمكن المدرب بيرت فان مارفيك، الذي يلعب دور “المهندس”، من تحقيق التجانس في هذا الفريق، وذلك منذ توليه هذه المسؤولية بعد سلفه ماركو فان باستن بعد نهاية كأس الأمم الأوروبية في سنة 2008. ومدح فان بيرسي المدرب بيرت الذي يبلغ من العمر 58 سنة، والذي درب في سنواته الأولى فريق فينوورد روتردام، فقال: “إنه دقيق جداً وملم بأدق التفاصيل.” ويعرف فان بوميل المدرب بيرت حق المعرفة، ويقول عنه: “إنه يسير على نفس المنوال خلال كل مباراة، حيث يركز في التدريبات على طبيعة المباراة، هذه هي سمته”. أما فيما يتعلق باختيار لاعبي الفريق الذي سيلعب ضد الدنمارك فإن المدرب يجد نفسه في حيرة من أمره، ومن المرجح أن يغيب اللاعب آريين روبن البالغ من العمر 26 سنة عن الفريق بسبب إصابته في أوتار الركبة، حيث ينبغي أن يلحق بزملائه في نهاية الأسبوع الحالي إلى جوهانسبرج. وعبر فان بيرسي عن قلقه حيال الحالة الصحية لزميله المهاجم وأمله في عودته السريعة، فقال: “إنه لاعب رائع، وأسلوب لعبه يتسم دائماً بطابع الخطورة، ولديه مهارات فنية كبيرة، كما أنه يتقن المراوغة، وبالإضافة إلى السرعة فهو يبدع في وضع اللمسة الأخيرة أمام المرمى. وأتمنى أن يعود في القريب العاجل”. ولكن حتى من دون مهاجم نادي بايرن ميونيخ، فإن مارفيك لديه ترسانة هجومية مهمة، يستطيع بواسطتها تجاوز مباراة دور المجموعات الأولى ضد فريق الدنمارك فالفريق البرتقالي مستعد تمام الاستعداد لخوض بطولة كأس العالم .