الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة التركية ترشح نائباً بارزاً لمواجهة اردوغان

المعارضة التركية ترشح نائباً بارزاً لمواجهة اردوغان
5 مايو 2018 10:24
أنقرة (وكالات) أعلن أكبر أحزاب المعارضة التركية أمس ترشيح نائب بارز معروف بخطبه النارية والحماسية لمنافسة الرئيس رجب طيب اردوغان في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 24 يونيو مما يمهد الطريق أمام حملة انتخابية شرسة محتملة. وعلى الفور شن إنجي هجوماً شديداً على حزب العدالة والتنمية المحافظ المنتمي إليه أردوغان الموجود في الحكم منذ 15 عاماً، منتقداً السياسة الاقتصادية ونظام التعليم وانهيار المعايير الديمقراطية. وقال إنجي، المدرس السابق وعضو البرلمان، في مؤتمر لحزب الشعب الجمهوري العلماني في العاصمة أنقره «إنهم لا يسرقون فقط مستقبلنا، بل يسرقون مستقبل أولادنا وأحفادنا». وقال: «الشعب يعاني من البطالة والجوع، والحكومة صامتة ولا تستطيع أن تتنفس». وفي حين، تولى اردوغان قيادة فترة من النمو الاقتصادي وأحدث توسعاً كبيراً في البنية التحتية، إلا أن التضخم تضاعف لأكثر من عشرة بالمئة وخسرت الليرة بشكل سريع قوتها في السنوات القليلة الماضية أمام العملات الأجنبية، وارتفع معدل البطالة بشكل جامح بين الشباب. وتخضع البلاد لحالة الطوارئ منذ عامين تقريباً، بعد الانقلاب الفاشل في 2016، وهناك مئات الآلاف بينهم عشرات الصحفيين، في السجن. ومن ناحية أخرى، كان قضاة ومعلمون وجنود بين أكثر من 130 ألف شخص عزلوا بموجب المرسوم. وقال إنجي: «يجب أن نعيد بناء سيادة القانون»، مضيفاً أن «القضاء في الوقت الحالي يخضع للأوامر». وأثارت حالة الطوارئ انتقادات من شركاء تركيا في الغرب. ودعت وحدة مراقبة الانتخابات بمجلس أوروبا تركيا إلى تأجيل عملية الاقتراع التي عجل بها اردوغان عن موعدها بأكثر من عام وسط مخاوف أن تشوب العملية الانتخابية تدخلات وعدم نزاهة. وشهدت عملية التصويت الماضية، وهي الاستفتاء على تعديلات الدستور مزاعم من المعارضة بوجود مخالفات، في حين منع منتقدو اردوغان من الظهور على وسائل الإعلام بشكل متساو، ويرجع ذلك في جانب كبير منه إلى سيطرة الحكومة وحلفائها عليها. وجاهد إنجي من أجل التأكيد على وجود فوارق بينه وبين اردوغان، أولاً عبر إزالة دبوس حزب الشعب الجمهوري ووضع محله دبوس للعلم التركي. وكان اردوغان قد أنهى العام الماضي تقليداً في البلاد يحظر الرئيس من الانتماء إلى أي حزب سياسي، حيث تولى رئاسة حزب العدالة والتنمية، بعد إجراء تعديلات دستورية تسمح بذلك. وانتقد انجي القصر الرئاسي الذي أنشأه اردوغان بشكل مبالغ فيه بعدد غرف بلغت 1150 غرفة وافتتح عام.2014 وقال إنجي وهو مدرس سابق في مادة الفيزياء ومدير مدرسة أمام الحشد الذي تجمع في ساحة رياضية في العاصمة التركية أنقرة: «سوف أسلم القصر لأذكى الأطفال في هذه الأرض، وسأحوله إلى مركز للمنح الدراسية». وقال: «شبابنا وأطفالنا الأذكياء يغادرون البلاد. البلاد يتم حكمها بأكاذيب». كما هاجم اردوغان لتحالفه السابق مع حركة فتح الله جولن رجل الدين المتهم بأنه المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 وراح فيها 250 شخصاً. وبذل جهوداً من أجل جذب المحافظين والأكراد، وهما جماعتان سيتعين عليه الفوز بهما إذا ما كان يسعى للإطاحة باردوغان الذي نجح في الهيمنة على يمين الوسط لسنوات. وقال إنجي: «سوف نتصف بالعدل ولن نهتم بمسألة ديانة أي شخص. ولن نهتم بمسألة ارتداء الحجاب من عدمه. ولن نهتم ما إذا كان شخص ما يرتدي تنورة قصيرة أم لا. ولن تعنينا الطائفة سواء أن كانت كردية أم تركية».. وإلى جانب إنجي، هناك ميرال أكسينر وكان وزير داخلية سابق وسيكون منافساً قوياً أمام اردوغان. وأثار إعلان رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيلتشدار أوجلو، إنجي مرشحاً في الانتخابات المقبلة، موجة تصفيق حادة من جانب الحضور بالمؤتمر بما يشير إلى وجود وحدة كبيرة داخل حزب يسار الوسط. وفي السابق، حاول إنجي أن يطيح بكلتشدار أوغلو من رئاسة الحزب، لكنه فشل في الحصول على دعم كاف من مندوبي الحزب كي يحل محل الرئيس الذي ظل في منصبه لمدة ثمانية أعوام. واستغل اردوغان خطبة الجمعة أمس للهجوم على حزب الشعب الجمهوري قائلًا، إن الحزب ذي عقلية «قذرة»، لكنه تعهد بأن تكون الانتخابات «عيداً ديمقراطياً». ويواجه اينجي الذي احتفل أمس بعيد ميلاده الـ54 مهمة شاقة لإقناع الناخبين في معركته أمام اردوغان الأكثر خبرة والخطيب البارع في الحملات الانتخابية. غير أن أكبر ميزات اينجي السياسية، أي مهارته الخطابية ولهجته الحماسية، قد زادت حظوظه لدى أوفياء حزب الشعب الجمهوري في السنة الماضية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©