الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عبدالملك: من أين ستأتي النتائج والألعاب الفردية تفتقد الأساسيات؟

عبدالملك: من أين ستأتي النتائج والألعاب الفردية تفتقد الأساسيات؟
16 أغسطس 2008 00:56
طالب الأمين العام لهيئة الشباب والرياضة والأمين العام للجنة الأولمبية الوطنية إبراهيم عبدالملك بضرورة ترك أسلوب العمل الذي يحكم واقعنا في رياضة الإمارات لأنها أثبتت عدم جدواها وضرورة البحث عن طرق وأساليب جديدة· وكشف عبدالملك عن وجود تصور عام بتخصيص بعض الألعاب الرياضية في أن تتوالى مؤسسات حكومية مختلفة رعايتها واحتواء أنشطتها فيما تتولى اللجنة الأولمبية المسؤولية الإشرافية، مؤكداً أن وجود مثل هذه الرعاية كفيل بتوفير البيئة المناسبة للاعبين والتي تضمن تطورهم وبالتالي تملك القدرة على تخريج لاعبين يملكون القدرة على المنافسة على الصعيد الدولي· وقال: كشفت النتائج الأولية التي خرجت بها مشاركتنا في أولمبياد بكين عن عدم جدوى نمطية العمل الذي تدار به الرياضة من قبل المؤسسات المعنية والمتمثلة في الهيئة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية خاصة في ظل تواضع الموازنات المتعلقه بأعداد اللاعبين وعدم توفر المنشآت الرياضية اللازمة لإعدادهم·· مشيراً إلى أن هذه المشكلة تتجسد بشكل واضح في الألعاب الفردية والتي تزداد معاناتها من يوم لآخر دون أن يشعر بها أحد، بينما ينصب الاهتمام بمختلف أنواعه نحو كرة القدم· وأشار إبراهيم عبدالملك رئيس بعثتنا في أولمبياد بكين إلى أن التوجه القادم لدى الهيئة واللجنة الأولمبية ''تخصيص'' بعض الألعاب عن طريق الاتفاق مع بعض الجهات الرسمية في الدولة يتم بمقتضاه تبني تلك الجهات لبعض أنواع من الرياضات وهذا ما قمنا به بالفعل في الفترة الماضية حيث تم الاتفاق مع وزارة الداخلية وشرطة دبي لكي تتوليان الإعداد لبعض الألعاب التي تهمهما ولديهما قاعدة كبيرة من الممارسين كالرماية بأنواعها إلى جانب رياضة القوس والسهم·· والهدف إحياء هذه الرياضات والتي نملك إمكانية التفوق فيها والمنافسة من خلالها وتوفير بيئة جديدة لها· وأضاف: سبق وأن عملنا مع نادي تراث الإمارات والذي لدينا معه تجربة ناجحة من خلال الاستفادة من قائمة اللاعبين الممارسين للعبة الشراع والتي حققت نتائج جيدة في الفترة الماضية ومن خلال التعاون المشترك معه تمكنا من إظهار اللعبة على السطح واليوم نجد الشراع من الألعاب المشاركة في الأولمبياد كما أننا نسعى إلى تطوير التعاون أكثر من خلال إدخال رياضة التجديف والدفع بها لتمثيل الدولة خارجياً· وقال: دور الهيئة واللجنة الأولمبية سيتناول عدة محاور منها الإشراف والمتابعة وتوفير الغطاء القانوني للتواجد الدولي كما ستوفر الهيئة كل الدعم المادي المطلوب أيضاً·· ولاشك أن هذا الأسلوب سوف يساعد على النهوض ببعض الألعاب التي بإمكاننا تحقيق نتائج جيدة فيها نظراً لتوفر القاعدة التي يمكن من خلالها الانطلاق خارجياً ودولياً، وفي نفس الوقت سوف نخرج من نمطية الإعداد التقليدي والروتيني من خلال الهيئة واللجنة الأولمبية والمتمثل في الاعتماد على الاتحادات الأهلية فقط· وأشار عبدالملك إلى أن هذه الخطوة مدرجة من ضمن الخطط التي نسعى إلى تنفيذها وتحويلها إلى واقع في الفترة القادمة وذلك من ضمن تطلعاتنا للاستفادة من بعض الرياضات التي تملك قاعدة من الممارسين في بعض الهيئات والمؤسسات الرسمية في الدولة· واستطرد إبراهيم عبدالملك بالقول: من واقع تجربة وجدنا إنه من الأفضل أن تقوم بعض المؤسسات برعاية بعض الألعاب بعد أن وجدنا أن عملية التركيز على الألعاب التقليدية وتحقيق النتائج فيها مسألة صعبة نظرا للفوارق الكبيرة بيننا وبين الآخرين من مختلف النواحي سواء كانت فنية أو تتعلق بإعداد الممارسين للرياضة·· ومن هذا المنطلق نرى أن تخصيص بعض الألعاب بإسناد مهمة رعايتها لبعض المؤسسات الحكومية وسنسعى في المستقبل الى توسيع قاعدة التعاون مع مؤسسات أخرى، وذلك باعتبار هذه الخطوة إحدى الحلول المتاحة· وقال: هناك حلول أخرى ستركز على الاستفادة من الإمكانيات المتاحة وأفضل لتفعيل تواجد رياضتنا على الصعيد الخارجي حتى نتمكن من المنافسة على المستوى الدولي وتجاوز العجز الذي تعاني منه الألعاب الفردية في الدولة وبدون تلك الخطوة فإن رياضتنا ستكون في وضع صعب حتى على الصعيد الإقليمي· وحول النتائج التي سجلتها مشاركتنا في الأولمبياد حتي الآن قال رئيس الوفد في أولمبياد بكين: من البداية كنا متوقعين تلك النتائج وكنا نتعامل مع المشاركة بواقعية ودون تقديم وعود براقة لأننا نعرف حقيقة واقعنا في رياضات مثل الجودو والسباحة·· المنافسة في هذه الألعاب على صعيد الأولمبياد صعبة مقارنة بالدول الأخرى خاصة وان رياضتنا في المنافسات الرقمية متأخرة جداً ويضاعف من صعوبة موقفها عدم وجود منشآت رياضية على مستوى الدولة فمن أين ستأتي النتائج طالما إننا نفتقد لأبسط العوامل التي نحتاجها لتحقيق نتائج إيجابية· وأضاف: لغاية الآن ليست لدينا منشآت رياضية متكاملة في الإمارات باستثناء المنشآت الخاصة بكرة القدم والألعاب الجماعية أما الألعاب الفردية فلا توجد لها ملاعب أو صالات متخصصة الأمر الذي يدفع باللاعبين إلى اللجوء إلى صالات الأندية الخاصة·· أمام هذا الوضع هل من العدل أن نتحدث وأن نطالب بتحقيق نتائج في الألعاب الرقمية وأن ننافس دولاً تعمل على مدار السنة وتخوض العديد من المنافسات الدولية وتتوفر لها البنية التحتية التي تسهل من مهمتها ؟· وقال: الربط بين الواقع المحلي بالنسبة لرياضتنا وبين المشاركة في الأولمبياد يجب أن يكون على أساس آخر دون إدخال النتائج في الحسابات، فالتواجد في حدث بهذا الحجم والوقوف إلى جانب 205 دول مشاركة في الأولمبياد ورفع علم الدولة تعتبر فرصة ذهبية لكل دول العالم تسعى إلى استغلالها وتحقيق الأهداف التي تسعى اللجنة الأولمبية الدولية إلى ترسيخها، وحتى تكون الصورة أقرب لنأخذ عدد الدول المشاركة في الأولمبياد الحالي ونقيس عليها عدد الدول التي تحقق الميداليات· وأضاف: بحسبة بسيطة سنجد أن عدد الدول التي تسجل اسمها في قائمة الميداليات لا يتجاوز العشرين أو الخمس وعشرين دولة في حين أن عدد الدول المشاركة يصل إلى 205 دول والمعنى أن معظم الدول المشاركة لا تنافس لكنها مع ذلك تحرص على الحضور وعلى التواجد في الأولمبياد لأن الوجود في هذا المحفل يعتبر غاية في حد ذاته·· ودعونا نتساءل لماذا تقوم اللجنة الأولمبية الدولية بتوجيه دعوات المشاركة ولماذا لا تكتفي باللاعبين المتأهلين؟·· لو كانت المسألة قائمة على النتائج فقط لما قامت اللجنة الأولمبية الدولية بتلك الخطوة التي تريد من خلالها التأكيد على أن المشاركة في الأولمبياد ليس من أجل النتائج والميداليات فقط بل هو أكبر من ذلك بكثير ولن نتمكن من التعرف على المضامين السامية للألعاب الأولمبية إلا من خلال تنمية ثقافتنا الأولمبية· واختتم ابراهيم عبدالملك كلامه بالقول: للعلم، بلغت ميزانية الصين لإعداد منتخباتها للمشاركة في أولمبياد بكين ثمانية مليارات دولار والنتائج التي تحققها المنتخبات الصينية في منافسات الدورة واحتلالها صدارة القائمة الميداليات توضح بما لا يدع مجالاً للشك أن سبل التفوق تحتاج موارد وإمكانيات هائلة، وقائمة الميداليات تعتبر ترجمة واقعية للفوارق الكبيرة في الأسلوب الذي تتعامل به بعض الدول مع الرياضة وبين أسلوبنا·
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©