الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الساحرة المستديرة مصدر الأمل والإلهام في جنوب أفريقيا

الساحرة المستديرة مصدر الأمل والإلهام في جنوب أفريقيا
10 يونيو 2010 23:27
تعتبر نهائيات كأس العالم لكرة القدم أهم حدث رياضي في العالم على الإطلاق إلى جانب الألعاب الأولمبية، لكنها ستحمل أهمية أضخم هذا الصيف لأنها ستكون على أراضى جنوب أفريقيا البلد التي يطلق عليها لقب “قوس القزح”، على ملاعب البلد الذي عانى الأمرين تحت نظام الفصل العنصري، على تراب القارة التي تعيش القهر والحرمان والفقر. يكفي أن تذكر اسم روبن ايلاند لتعلم ما يعني أن تستضيف جنوب أفريقيا نهائيات كأس العالم بنسختها التاسعة عشرة وما تحمله كرة القدم من معان لشعب اختبر نظام الفصل العنصري حتى أوائل التسعينات. ما زال الجميع يتذكر تلك اللحظة التاريخية الخالدة التي ظهر فيها نيلسون مانديلا متقدماً في السن ومرتجفاً بعد إطلاق سراحه من سجن فيكتور فيرسيتير، وهو يرفع يديه إلى السماء مناديا الجماهير المحتشدة في الميدان ليطلق العبارة الشعبية الشهيرة “أماندلا” التي تعني “السلطة للشعب” بلغة الزولو. أمضى نيسلون مانديلا ثلث حياته في الزنزانة كمعتقل سياسي قبل أن يخرج إلى الحرية في 11 فبراير 1990 محطماً معه “جدار” الفصل العنصري. لقد حقق مانديلا عودة تاريخية ليؤسس للحظة توقفت فيها الحركة بشكل كامل في كل أرجاء جنوب أفريقيا وتصدرت البلاد عناوين الصحف والمجلات في كل حدب وصوب، واصبح “ماديبا” زعيم الحرية ومن اشهر الوجوه في العالم بعد أن كانت صورته مجهولة بالنسبة للعالم الخارجي وأبناء شعبه لمدى 27 عاماً. تم اعتقال “ماديبا” سنة 1962 ليصبح بعدها اسمه مرادفاً للنضال من أجل الحرية في جنوب أفريقيا رغم أن الملايين من مناصريه لم يسبق لهم أبداً أن رأوا صورته. وخلال محاكمة ريفونيا الشهيرة حكم بالإعدام على مانديلا وبعض القادة الثوريين الآخرين مثل وولتر سيسولو وجوفان مبيكي وأحمد كاثرادا بعد اتهامهم بتخريب الممتلكات العامة وغيرها من التهم التي نسبت اليهم لكن الضغوط الخارجية لعبت دورها في تجنيبهم المشنقة. تم ترحيل مانديلا من سجن بريتوريا، حيث كان يقبع تحت الحراسة المشددة ليتم عزله في زنزانة بسجن روبن ايلاند الذي تم تشييده خصيصاً لاعتقال من كانوا يسمون بأعداء الدولة. هنا بدأت كرة القدم تتلازم مع معنى مقاومة القهر والعزل، وأصبحت منفذا للأمل وتناسي الواقع المرير، إذ أنه خلال سبعة من الأعوام الـ18 التي أمضاها مانديلا على الجزيرة، كان اتحاد ماكانا لكرة القدم فاعلاً و”ماكانا” هو قائد قبيلة وكان من أول السجناء السياسيين الذين احتجزوا في روبن ايلاند بسبب رفضه للاستعمار. استند اتحاد ماكانا إلى شعار “يديره السجناء من أجل السجناء” وتقيد حصرا بقوانين الاتحاد الدولي للعبة لانه كان من الكتب الوحيدة الموجودة في مكتبة السجن خلال تلك الفترة. كرة القدم لم تكن وحسب متنفساً من العذاب الجسدي والنفسي الناتج عن السجن، لقد علمت السجناء مفهومي الانضباط والغاية. كان السجناء منقسمين استناداً إلى ولائهم السياسي أن كان لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي أو مؤتمر عموم أفريقيا، لكنهم وضعوا ذلك جانباً واجتمعوا من أجل إدارة اتحاد كرة القدم. والأمر الأهم هو أن كرة القدم منحت السجناء مساحة حيوية خاصة بهم، منحتهم وسيلة لإظهار أن بإمكانهم أن يحكموا أنفسهم وبالتالي البلاد. وهذا ما فعلوه، إذ أن العديد من الذين عملوا على إدارة وتنظيم كرة القدم في روبن ايلاند وصلوا إلى مراكز السلطة، بينهم الرئيس الحالي لجنوب افريقيا ياكوب زوما (الذي كان أحد حكام الدوري)، وموسيووا ليكوتا رئيس كونجرس حزب الشعب ووزير الدفاع السابق. وكان توكيو سيكسوايل الذي ساهم في صك الدستور الجديد لجنوب أفريقيا عام 2004 واحد أعضاء اللجنة المنظمة لكأس العالم جنوب افريقيا 2010 من الرموز الفاعلة أيضا في اتحاد “ماكانا”، “كرة القدم أبقتنا على قيد الحياة”، هذا ما قاله سيكسويل في حديث مع موقع الاتحاد الدولي، مضيفا “كل شيء كان ممنوعا على روبن ايلاند، لكننا كنا نهرب كتاب قوانين الاتحاد الدولي خلسة. وكان لدينا حتى حكاما محترفين ولجان انضباط مناسبة، قسمت الفرق استناداً إلى ولائها السياسي، كنا نلغي المباراة في بعض الأيام إذا كان مؤتمر عموم أفريقيا غاضبا، لكن اتحاد ماكانا لكرة القدم كان وسيلة لتوحيدنا جميعا، تخطى كافة الحواجز السياسية. ادركنا أنه كان وسيلة هامة من أجل تضامننا، وحدتنا وتعاوننا”. وأضاف “استعمل السجناء أي مواد تمكنوا من وضع أيديهم عليها من أجل صنع الكرة، لعبنا بما كان متوفرا وشبكة المرمى كانت مصنوعة من شباك صيد حقيقية جرفتها الأمواج إلى الجزيرة. طلبنا الأذن لكي نسحبها (الشباك) عن الشاطىء. بحلول الوقت الذي جئت فيها إلى روبن ايلاند، كان اتحاد ماكانا حقق العديد من الخطوات، بعد عدد من الاحتجاجات، نجحنا في نهاية المطاف في الحصول على اول كرة فعلية خاصة بنا، استغرق الأمر سنوات، لكن في نهاية المطاف سمح لنا بالحصول على العتاد المناسب, على الأحذية المزودة بالمسامير، والكرات، والعتاد المناسب وحتى صافرات الحكام، وحينها، كان عليك أن ترى المباريات!”. منع السجناء الهامين في روبن ايلاند، مثل مانديلا ووولتر سيسولو واحمد كاثرادا، من المشاركة أو مشاهدة المباريات التي نظمت. وفي الواقع أن سلطات السجن بنت حائطا من اجل حجب الرؤية عن مانديلا ما أن عرفت أن باستطاعته مشاهدة المباريات من زنزانته في القسم الانفرادي، لا سلكات السجن ومن يقف وراءها في نظام الفصل العنصري كانوا يدركون أن كرة القدم تملك قوة تحرير النفوس وهي لم تكن تريد أن يحظى مانديلا وغيره من الشخصيات بفرصة “فصل” الجسد عن الروح، إلا أنها لم تنجح في ذلك، وها هو “ماديبا” حاضرا ومحررا وزعيما وسيكون شاهداً على احتضان بلاده لأول عرس كروي في القارة الأفريقية، بل انه سيتواجد في المباراة الافتتاحية اليوم ليقدم الدعم المعنوي لـ”بافانا بافانا” الذي يقص شريط الافتتاح أمام المكسيك. المشجعون الألمان يستعدون لمهرجان الساحات الشعبية هامبورج (د ب أ) - تعقد ألمانيا العزم على تحويل كأس العالم لكرة القدم إلى حفل كبير مرة أخرى، حتى ولو أن الكأس تبعد 5 آلاف ميل في جنوب أفريقيا. وسيحاول الألمان نسيان خطة التقشف الاتحادي التي أقرتها المستشارة أنجيلا ميركيل، عندما ينطلق مونديال جنوب أفريقيا اليوم، حيث سيلتف الملايين حول شاشات التلفاز في جميع أنحاء البلاد. وبدأت الأعلام الألمانية وأعلام بلدان أخرى ترفرف في الشرفات من اشافنبورج إلى زويكاو، وتتدلى من السيارات في جميع أنحاء ألمانيا، وتباع آلة الفوفوزيلا المصنوعة من البلاستيك مثل المخبوزات الساخنة أو يتم إهداؤها، فيما انشغل الصغار والكبار بجمع ملصقات جميع نجوم كأس العالم. وتجمع أكثر من 15 مليون شخص لمشاهدة كأس العالم 2006 التي استضافتها ألمانيا، لتتحول البلاد إلى أمة كرة القدم، مما ساعد على تأهل الماكينات الألمانية إلى المربع الذهبي واحتلال المركز الثالث في البطولة. ولا يمكن الاستهانة بالفريق الألماني الحالي بعد أن حصل أبناء المدرب يواخيم لوف على إشادة كبيرة عقب الأداء الهجومي الذي صار في الشوط الثاني من المباراة الودية التي فاز فيها الفريق 1/3 على البوسنة والهرسك الأسبوع الماضي، قبل الرحيل إلى جنوب أفريقيا يوم الأحد الماضي. وعلى متن الطائرة “جامبو إيه 380” كان هناك 11 محظوظا من مستمعي راديو فرانكفورت تم اختيارهم في قرعة ضمت العديد من المشجعين، ليزوروا ملاعب كأس العالم ويشاهدوا المباراة الأولى للمنتخب الألماني أمام أستراليا في ديربان بجوار المشجعين الألمان الآخرين الذين قاموا بشراء تذاكر المباراة. وسيجتمع ملايين المشجعين الآخرين في الميادين والشوارع مساء الأحد المقبل لمشاهدة المباراة أمام أستراليا وسط 1600 مهرجان رسمي للمشجعين. ومما ساعد المنظمون هو أن جنوب أفريقيا تسير على نفس التوقيت الألماني، وستكون المباريات في التوقيت الاعتيادي في بداية ومنتصف فترة الظهيرة، وكذلك بالنسبة للفترات المسائية، وإذا كان الطقس بمثل الروعة التي كان عليها في كأس العالم 2006 فإن الألمان سيكونوا مستعدين للاحتفال مجددا. واستسلم الاتحاد الدولي لكرة القدم أمام الضغط الجماهيري وسمح ببث مباريات كأس العالم في الحانات والمطاعم والمنازل الجماعية وحمامات السباحة. وشهد ميناء هامبورج شمال ألمانيا احتجاجا ضخما عندما خطط مجلس الشيوخ نقل الساحة العامة للمشجعين من منتصف هيليجينجيستفيلد إلى ستاد هامبورج في إطار معاير التقشف. واضطر السياسيون للتراجع والآن من المتوقع أن يحتشد عشرات الآلاف من المشجعين في هيليجينجيستفيلد مرة أخرى لمشاهدة مباريات مونديال جنوب أفريقيا.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©