الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوروبا ونفط آسيا الوسطى

16 أغسطس 2008 00:42
إلى جانب إظهاره للقوة العسكرية الروسية، أضاف الغزو الذي شنته موسكو على جورجيا الأسبوع الماضي، تعقيدات جديدة إلى جهود أوروبا الرامية إلى تنويع إمداداتها من النفط والغاز الطبيعي، بعيداً عن شركة ''غازبروم'' الروسية العملاقة التي يسيطر عليها الكرملين· ففي مرحلة ما بعد الحرب الباردة، خاصة ما بعد هجمات 11 سبتمبر، تحولت منطقة آسيا الوسطى إلى مركز اهتمام للدول الغربية الباحثة عن مصادر طاقة أكثر استقراراً· غير أن التطورات العسكرية التي شهدتها جورجيا الأسبوع الماضي، وما صحبها من إغلاق شركة النفط الروسية لأحد أنابيب الغاز التابعة لها، مع العلم أنه يضخ واردات الغاز عبر جورجيا··· أثارت تساؤلات جديدة مقلقة حول مدى جدوى التفكير في تطوير مشروعات جديدة للطاقة في هذه المنطقة الآسيوية -الأوروبية، بعيداً عن النفوذ الروسي، بل إن تساؤلات كهذه عمت منطقة بحر قزوين نفسها، لما تعنيه التطورات الجورجية الأخيرة بالنسبة لمستقبل المنطقة إجمالاً، مع ما بدا من هيمنة روسية واضحة عليها· ذلك هو تعليق جورجي فاشكمادزي، خبير الطاقة في جورجيا· هذا ويعد النزاع الروسي -الجورجي الذي نشب الأسبوع الماضي، الأخير في سلسلة الانتكاسات التي مر بها مشروع أنبوب ''نابوكو'' الذي تخطط له أوروبا بهدف تحرير إمداداتها من النفط والغاز الطبيعي من سيطرة شركة ''غازبروم'' الروسية، خاصة أنه سبق لروسيا أن وجهت إنذارين لأوروبا بقطع إمداداتها عنها في عامي 2006 والعام الحالي· وضمن سلسلة الانتكاسات تلك، ما طفح على السطح من شكوك وهواجس خلال الشهور الأخيرة الماضية، حول مدى وفرة احتياطيات الغاز الطبيعي في منطقة بحر قزوين· وبمنع أوروبا من بناء أنبوب الغاز الذي يمر بمنطقة بحر قزوين، فإن الأمل الوحيد الذي يبقى لها لضمان تدفق إمدادات الغاز إلى شتى دولها، هو أن تحصل أوروبا على الإمدادات هذه عبر الأنابيب الروسية أو الإيرانية، وهو ما قد يلجأ إليه بالفعل مشروع ''نابوكو''· وفي الوقت نفسه، يتوقع أن يرتفع الطلب الأوروبي على واردات الغاز الطبيعي بأكثر من 50% بحلول عام ،2025 وفقاً لتقديرات وزارة الطاقة الأميركية· إلا أنه لا توجد كميات كافية من الغاز في منطقة بحر قزوين، على حد قول فاربيروز جاندر، اختصاصي الطاقة ومدير ''مركز بن لدراسات الاستثمار الدولي''· ويوضح جاندر أن ''أنبوب نابوكو لا يعتمد الآن على إمدادات الغاز المتدفقة عبره من منطقة القوقاز وشرقي بحر قزوين فحسب، بل يعتمد أيضاً على واردات الغاز الإيرانية''· وهذا الاحتمال هو ما لا ينسجم وسياسات واشنطن إزاء طهران، خاصة مع تصعيد واشنطن للضغوط والعقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي· وفي هذا الصدد، قالت وزارة الخارجية الأميركية لتركيا التي استضافت الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أول أمس الخميس، إن واشنطن سوف تسحب الدعم الذي تقدمه لخط أنابيب ''نابوكو'' في حال بدء ضخه للغاز الإيراني· هذا ويتوقع لـ''نابوكو'' أن يدخل الخدمة بحلول عام ،2013 وذلك بضخه للغاز عبر مسافة تصل 2050 ميلاً تمتد من جورجيا إلى النمسا، حيث يبدأ منها توزيع واردات الغاز إلى مختلف الدول الأوروبية· غير أن الانتكاسات تتالت على هذا المشروع البالغ عمره الآن ست سنوات· ففي شهر يناير من العام الحالي، وقعت كل من بلغاريا والمجر على صفقة مؤيدة للامتداد الجنوبي لخط أنابيب ''غازبروم''، الموازي لخط ''نابوكو''· وفي شهر مايو المنصرم أعلنت إدارة المشروع أن سعر تكلفة بناء الأنبوب قد ارتفعت بنسبة 60%، جراء ارتفاع أسعار الحديد· وفوق ذلك، فإن الطلب الوحيد الذي قدم حتى الآن لإمدادات خط ''نابوكو'' هو الطلب البلغاري الذي لم تزد كمية الغاز المطلوبة فيه عن مليار متر مكعب من الغاز· وعلى أي حال، فإن الصراحة التي يتحدث بها مسؤولو ''نابوكو'' هذه الأيام عن ضرورة اعتماد روسيا في قائمة الموردين لإمدادات الغاز، تعكس إلى حد كبير تحولاً واضحاً من الموقف السياسي إلى الموقف الاستثماري العملي· جيفري وايت - برلين ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©