السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نشاطات التنظيم تحت الأرض أكثر بكثير من المعلنة وحصيلة الاشتراكات والميزانية من الأسرار الخفية

نشاطات التنظيم تحت الأرض أكثر بكثير من المعلنة وحصيلة الاشتراكات والميزانية من الأسرار الخفية
19 ابريل 2014 15:37
أكد جمال الحوسني القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين خلال الجزء الثاني من الحوار الذي أجراه معه تلفزيون أبوظبي، أن للتنظيم نشاطاته العامة المعروفة فوق الأرض مثل المحاضرات والدروس في المساجد والنشاطات الطلابية والأعمال الخيرية، إلى جانب نشاطات أخرى يمارسها تحت الأرض وهي الأكثر مقارنة بالمعلن وبسرية تامة. وأرجع جمال الحوسني هذه السرية إلى تكوين التنظيم الذي ينبني فكره من خلال مرحلة التكوين، لكيلا يخترق من الحكومات أو الأشخاص الذين لهم ولاء لغير الإخوان، ولضمان الحماية للتنظيم. وأوضح في الجزء الثاني من الحوار، أن التنظيم يحرص منذ البداية على أن تكون العناصر التي تنضم إليه مميزة، سواء من حيث الذكاء أو المستوى الدراسي، ويتم تقييم الشخص من خلال قدرته على القيادة والتحدث على الملأ، وقدرته على استقطاب الناس، ويكون عنصراً مؤثراً وشخصية كاريزمية قيادية، فهذه النوعية سيكون لها مستقبل، لأنه إذا عمل في أي مكان فسوف يترقى إلى مناصب أعلى ويكون له مكانة مميزة، وإذا دخل انتخابات بإمكانه أن يجمع أصواتاً، وأن التنظيم يتسم بالذكاء، فهو لا يستبعد أي شخص يريد الانتماء إلى التنظيم، حيث يتم قبوله حتى لو كانت إمكاناته محدودة، فهو سيفيد مستقبلاً حتى لو أعطى صوته في الانتخابات، فإكثار العدد مفيد، ويكلف كل شخص بمهام تتماشى مع قدراته. وكل عضو في التنظيم يعطونه مكاناً يناسب طبيعته ولا يرغمون شخصاً على عمل لا يحبه. وطبيعة عمل تنظيم الإخوان تختلف عن التنظيمات الأخرى. كما أن الإخوان لا يشترطون في الشخص أن يكون فيه قابلية لمعرفة علم الشرع، فالشخص من مكانه، سواء كان ممثلاً أو فناناً أو صحفياً يكتب مقالات في الصحف أو رساماً كاركتيرياً، الهدف عندهم أن يخدم هدف الجماعة. والتنظيم فوق الأرض له نشاطاته العامة المعروفة كالمحاضرات والدروس في المساجد والنشاطات الطلابية والأعمال الخيرية، لكن نشاطات التنظيم تحت الأرض أكثر، وبسرية تامة أكثر من المعلن فوق الأرض. وأضاف جمال الحوسني في هذه الحلقة الجديدة، أن الأمر المهم جداً عند مسؤول التنظيم يتمثل في أن يدفع كل شخص اشتراكه، لأن هذا يعطي رمزية مفادها أن الشخص لا يزال في التنظيم، وعنده التزام تجاه التنظيم وتجاه الدعوة، كما تعتبر حصيلة الاشتراكات والميزانية من الأسرار الخفية أو التي تحت الأرض، لا يعرف عنها إلا عدد قليل من أفراد التنظيم. وأرجع جمال الحوسني هذه السرية إلى تكوين التنظيم الذي ينبني فكره على ثلاث مراحل. الأولى مرحلة التكوين لكيلا يخترق من الحكومات أو الأشخاص الذين لهم ولاء لغير الإخوان، وثانيها ضمان الحماية للتنظيم حتى يتكون ويكون عنده قاعدة متينة من أشخاص أكفاء قادرين على تسييره، وعندهم ولاء واضح للتنظيم، بعدها تنتقل للمرحلة العلنية. أما الأنشطة العامة المعلنة هي التي تستقطب من خلالها القاعدة البشرية لسواد الجماعة، والأنشطة التنظيمية تخدم العمل العام، أما الأنشطة التنظيمية فهي أعمال سرية لا يعلم بها إلا أعضاء التنظيم، وعن طريق اجتماعات الأمناء في أماكن خاصة من حدائق أو بيت أحد الأعضاء. كما أن التنظيم يستقطب كل الأشخاص ولا يضع معايير يجب توافرها في الشخص، لأن المناشط متعددة، ويعمل التنظيم على تقسيم المنتمين إلى ثلاثة أقسام: فئة أعلى ووسطى، والبسيطة والأخيرة وهى أكثر، لأنها أسهل في الاستقطاب وتدخل عن طريق الأنشطة الطلابية والدروس. وفي الفئة الوسطى، يكسر التنظيم عند العضو جانب التفكير بطريقة تدريجية عن طريق التربية، ويشترط عليه السرية من البداية، وهي شرط أساسي في التنظيم من البداية. كما يشترط فيه الطاعة، فالمنتمي إلى التنظيم يجب أن يكون مطيعاً وليس عنيداً. وإذا توافرت هذه الشروط في الشخص يقبل انتماؤه إلى التنظيم ويصرف بعد ذلك إلى المكان المناسب له. ورداً عن سؤال حول كون الأعضاء لا يفكرون في العواقب وتعريض أنفسهم للمخاطر. أجاب الحوسني قائلاً: « يرجع ذلك إلى أن المنتمين قسمان، الأول يضم البسطاء، والثاني للذين يفكرون وينفذون من باب السمع والطاعة، ومن خلال عملية مسح الدماغ التي يقوم بها التنظيم لهذه الفئة. وأشار جمال الحوسني إلى أن قناعته تنقسم إلى قسمين، أي قبل وبعد، فقبل انتمائي إلى التنظيم في مرحلة الدراسة كانت الرغبة في صحبة شباب ملتزمين غير منحرفين، وهذا الطرح عالمي للإخوان وهو المعلن، وهي مرحلة التكوين، وبالتالي لا يتكلم ضد الدولة ولا يعارضها ولا يستفز المجتمع، ويكون الطرح إيجابياً للمجتمع وللناس من حواليك. وعلاقتي بالتنظيم كان آخرها في 2004 بعدها لم يكن عندي نشاط إخواني، وتركت التنظيم بقناعة لأني كبرت في السن، ولأن الاختيار أصلاً كان بهدف الصحبة الخيرة، كما أن وظيفتي الحساسة لا تسمح لي بالمشي في هذا الطريق. وكان انفصالي عن النظام ودياً لأن المسائل في تلك الفترة فيها ود، كما أنهم حاولوا معي بطريقة لطيفة وغير معلنة وغير مباشرة لكيلا أقطع العلاقات بصفة علنية. ومما رغبني في الانفصال عن التنظيم، هو أنني لم يكن عندي ما أقدمه له، كما أنه بلغني بأن الدولة بصدد حل التنظيم، كما علمت بأن اجتماعاً سيتم بين رئاسة التنظيم والحكومة، ولم تصلني نتيجة الاجتماع إلا بعد فترة، وبعد سؤالي عن نتيجة الاجتماع، صدمت بالنتيجة التي هي حل التنظيم، ففكرت في أنني عضو في تنظيم محظور. وكانت قناعتي أن الحكومة تعلم بالتنظيم الذي يوجد بالدولة من السبعينيات ويدار من طرف أشخاص معروفين وأنشطته معروفة، والدولة لم تأخذ إجراء ضده نظراً لأنشطته المعلنة. وبشأن سؤال عما إذا كان التنظيم متلوناً من وقت لآخر، قال جمال الحوسني: «يمكنني القول إن التنظيم يستطيع أن يغير لغة الخطاب حسب الظروف المحيطة، فالتنظيم يقوده أشخاص تم اختيارهم بمعايير خاصة، منها المرونة والذكاء والتخطيط الاستراتيجي. والهدف المستقبلي للجماعة عند القيادة واحد، وهو الخلافة الإسلامية، وأساليب تنفيذه متعددة وعلى مراحل، منها السرية التي قضى التنظيم فيها 30 سنة، أما المرحلة الثانية فلم يدخلوها لأن الحكومة فاجأتهم بحل التنظيم». ومع الربيع العربي بدأت أصوات أعضاء التنظيم تعلو، حيث رأى أعضاء التنظيم أن هذه فرصة لإعلاء الصوت، لأن الحكومات العربية تخاف الثورات الشعبية، ويمكن تحقيق مكاسب وتنازلات من الحكومة ولو مؤقتة، لكن أنا أرى ومن خلال تحليلي الشخصي، أن قرار علو الصوت أتى من تنظيم الإخوان من خارج الدولة لإشعال الثورات بالبلدان العربية، لأنه لا يوجد مواطن يعرف المجتمع الإماراتي يعتقد بأن هذا سيفيد والمجتمع لن يتقبله، فأنا في التنظيم لم أتقبله، فبالعكس، فالشخص مطالب في هذا التوقيت بإثبات ولائه لولي الأمر، لأنه في الوقت الذي عصفت الثورات ببلدان، كنا في الإمارات، نحمد الله، ونعلن أن أيدينا مع ولي الأمر، كما أن هناك أعضاء في التنظيم يوافقونني على أنه يجب عدم المساس بأمن الدولة. وأكد جمال الحوسني أن لدى التنظيم قناعة، أنه إذا أجريت في الإمارات انتخابات سيحصل على عدد من المقاعد لا بأس به في المجلس الوطني بحكم المهارات المكتسبة والانتشار الشعبي والالتزام الديني، لأن الشعب الإماراتي يحب الأشخاص الملتزمين دينياً، ويقولون نختار ملتزماً ولا نختار غير الملتزم، وهذا الوتر هو الذي لعب عليه أعضاء التنظيم في جذب المنتمين للتنظيم للثقة العمياء للشعب الإماراتي في الملتزمين، وتوجه الدولة ضد الإخوان يجب ألا يؤخذ على أنه ضد الدين. فالعمل المؤسسي في الدولة مهم وإنجازه واضح، وعندما تأتي لدولة مثل الإمارات تركيبتها المجتمعية والسياسية متلاحمة ولها طبيعة خاصة وليست مثل الدول الأخرى، فإنني أقول دائماً إن المجتمع الإماراتي له ولاءات وخصوصية، وأن تطبيق الديمقراطية فيه بطريقة غير مدروسة يؤدي إلى الحزبية والتفتت المجتمعي، ويؤدي إلى أن يقول أحدهم «ننتخب القبيلة الفلانية، والثاني يقول لك بل يجب أن ننتخب القبيلة الفلانية والحزب الفلاني». فالدولة التي فيها معارضة دائماً فيها سجال بين الحكومة والمعارضة، وبخبرتي بسبب سكني في أميركا، تبين لي ولغيري من السياسيين أن الحكومة الأميركية تخدم الأحزاب وليس الشعب؛ فالوضع في الإمارات مختلف، الشعب مرتاح والدولة أنجزت الكثير وما زالت تنجز. وأجاب جمال الحوسني عند سؤاله عن أن الانصياع لأوامر التنظيم الخارجية يعتبر خيانة عظمى؟ نعم.. فيه نوع من عدم الولاء ونكران الجميل. ووجه الحوسني نصيحة للذي يؤمن بالتنظيم ولا يزال في التنظيم قائلاً: «أقول له حكِّم عقلك. وأقول له كما قال تعالى (وَكُلّهمْ آتِيه يَوْم الْقِيَامَة فَرْدًا) .. «وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى?». .والآن عليك أن تنتمي لبلدك، خصوصاً مع غياب التنظيم وحظره. . وأسأل الذين لا يزالون في التنظيم، لماذا تنكر أنك من التنظيم وأنت منهم؟ لأن المجتمع لا يقبل هذا الانتماء. (أبوظبي - الاتحاد) ملخص الحلقة الأولى قال جمال الحوسني القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين في لقائه مع برنامج «إلا الوطن» خلال الحلقة الحلقة الأولى التي أذيعت الأسبوع الماضي على قناة أبوظبي، إن التنظيم يسعى لأجندات قد تملى عليه من الخارج لتنفيذها في الدولة، فهو يعتبر جزءاً من تنظيم عالمي، وهذا الشيء تم اكتشافه مؤخراً في السنوات القليلة الماضية. ولفت إلى أن التدرج في طرح الأفكار للأعضاء الجدد، وأسلوب «الاستدراج المبرمج» القائم على عملية تربوية ذكية مستندة إلى قاعدتين أساسيتين تتمثلان في السرية التامة والطاعة، يجعلان من الشخص مشبعاً بالأفكار وجزءاً من التنظيم ويصعب عليه الخروج، مؤكداً أن معرفة الأعضاء منذ البداية بأهداف التنظيم وحقيقة أفكاره كانت ستدفعهم إلى رفض الالتزام مع الجماعة والابتعاد عنهم. وأشار في حلقة الحوار الأولى، إلى أن تنظيم الإخوان يسعى للانتشار في المجتمع، ويكون له دور قيادي في المجتمع، وبالتالي فهو لا يريد أن يضع له واجهة منبوذة تنفر الناس منه وتمنعه من تحقيق أهدافه. وحول سر عدم مجاهرة التنظيم بأفكاره، واعتماد السرية في الفكر والتنظيم، قال الحوسني: «المسألة هي أشبه ما تكون بنوع من غسيل الدماغ، بحيث تبدأ بتقبل أشياء لم تكن لتتقبلها من عشر سنوات». وأوضح جمال الحوسني في الحلقة الأولى، أن مكتب التنظيم في أميركا ينظم لقاءين على الأقل في السنة، بداية ونهاية العام الدراسي، في البداية يرتب للأنشطة وفي النهاية يجهز للعام المقبل، وفي المكتب 5 أشخاص فقط، لكن لكل منطقة أنشطتها. وحول الهيكل التنظيمي في المكتب، قال جمال الحوسني: «هو عبارة عن مكتب ذي هيكلية بسيطة لأن العمل صعب، ليس كالعمل في الإمارات، العمل في الإمارات قد يكون في الأسبوعين لقاءان أو ثلاثة لبعض اللجان، وهو تجمع سهل، أما بالنسبة لأميركا، فبين الشخص والآخر مسافة ساعات بالطائرة، فالتجمع ليس بهذه السهولة»، وأشار إلى أن هناك لقاء سنوياً يجمع كل فرق التنظيم، ويختلف حسب السنوات من ولاية إلى ولاية، ويكون هناك لقاء طبيعته اجتماعية تربوية ثقافية، وحول المهام الموكلة إليه من رئيس المكتب. 5 إلى 7% من الراتب اشتراك الموظف حول الجانب الاستثماري والتمويلي للتنظيم، قال جمال الحوسني إنه منذ بداية التزام الشخص بالتنظيم يتم فتح موضوع الاشتراكات معه، حيث يتم دفع اشتراك شهري، حتى بالنسبة للطلبة منهم، فهم حريصون على أن يدفع كل شخص اشتراكه، وإنْ كنت لا أذكر كم بالضبط، قد يكون عشرين درهماً، أما الموظف فيدفع من 5 إلى 7% من الراتب. وإذا كان الشخص مديوناً بقرض مثلاً، فإنهم يراعون هذه الأشياء، والمهم جداً عند مسؤول التنظيم أن يدفع كل شخص اشتراكه لأن هذا يعطي رمزية مفادها أن الشخص لا يزال في التنظيم، وأن التزاماً تجاه التنظيم وتجاه الدعوة متوافر في داخلك، وإذا سأل أحد لماذا تدفع هذه الاشتراكات؟ فالجواب أن للتنظيم أنشطة تمارسها ومصروفات مثل الرحلات وللطلاب والعمرة، وتنظيم المخيمات والاجتماعات التي تحتاج إلى طعام ومصاريف، وأنا لم أحضر اجتماعات تناقش مصير هذه الاشتراكات، حتى على مستوى مجلس أمناء أبوظبي، حيث لا يتم طرح الميزانية. ورداً عن تساؤل بشأن مصير هذه الاشتراكات، أين تذهب؟ خاصة أن المحصلة لهذه الاشتراكات كبيرة، أجاب الحوسني بقوله: «قد يكون هناك مساعدة لبعض الدول المحتاجة أو دعم بعض التنظيمات في الدول الأخرى، وهذه احتمالات، ولم أكن قد طرحت هذا السؤال على نفسي، حيث كنت أفكر في الموضوع بكل براءة، وأن هذه الاشتراكات تغطي مصاريف التنظيم. وتقريباً يتم خصم مبلغ ألف درهم أو يزيد قليلاً من كل موظف، صحيح المبلغ يبدو قليلاً، لكن أحسب عدد أفراد التنظيم، اعتقد أنني سمعت فقط أنهم يستقطعون 1%، ولكنني لست متأكداً من ذلك. ولكن أين تذهب هذه المبالغ الكبيرة؟ أجاب الحوسني خلال اللقاء: «أنا وصلت إلى مستوى نائب رئيس مجلس الأمناء في منطقة أبوظبي، ولم يتم طرح هذه الفكرة أمامي أبداً، وهذا يدل على أن الموضوع يأخذ قدراً كبيراً من السرية، ولا يطلع عليه إلا عدد قليل جداً من أفراد التنظيم، هذه تعتبر من الأسرار المخفية أو التي تحت الأرض، ودعنا نقول إنه لا يعرف عنها إلا عدد قليل من أفراد التنظيم!».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©