إيمري يتحدى مع سان جيرمان: أسلوبي «ماركة مسجلة»

أنور إبراهيم (القاهرة) قبل ثلاث سنوات، لم يكن هناك كثيرون يعرفونه كمدرب كفء، ولكنه خلال المواسم الثلاثة الأخيرة أثبت للجميع بما لا يدع مجالاً لأي شك أنه واحد من أفضل عشرين مدرباً في العالم بإنجازه غير المسبوق الذي حققه مع نادي أشبيلية الإسباني بإحراز بطولة الدوري الأوروبي «يوروبا ليج» ثلاث مرات متتالية آخرها هذا العام 2016، عندما أطاح بآمال فريق ليفربول الإنجليزي العريق في المباراة النهائية للبطولة.. إنه الإسباني «أوناي إيمري» المدير الفني الجديد لفريق باريس سان جيرمان، الذي خلف الفرنسي لوران بلان الذي تم توجيه الشكر إليه في يونيو الماضي بعد فشله أكثر من مرة في تخطي دور الثمانية لبطولة «الشامبيونزليج».. وفي حوار طويل له مع صحيفة «ليكيب» قال أوناي إن «كرة القدم تجري في عروقه مجرى الدماء»، وتحدث عن أهدافه وطموحاته مع «بي إس جي» وفلسفته في اللعب، ومبادئه كمدرب، مؤكداً أن شعاره الأول والأخير هو: «الروح والعاطفة» إلى جانب «العمل». وعندما سألته الصحيفة عن مسألة حرصه على الوجود مع اللاعبين على أرض الملعب في أثناء التدريبات طوال الوقت والحديث معهم وتوجيههم بل والجري والعدو معهم أحياناً، وما إذا كان ذلك «ماركة مسجلة» باسمه بين المديرين الفنيين، قال أوناي إيمري: طريقتي في التدريب وُلدت بشكل فطري وغريزي، فأنا أحب أن أكون قريباً جداً من اللاعبين في أثناء التدريب ولا أكتفي بوجود مساعدي لأنني أعتقد أن وجود «الكوتش» وسط اللاعبين يعزز النشاط ويجعل التدريبات أكثر جدية، وهذه المشاركة هى الأسلوب الأمثل لزيادة تركيز اللاعبين وزيادة إحساسهم بما يريده المدرب على وجه الدقة. وأضاف إيمري: لا أفعل ذلك من أجل التعرف عليهم أكثر أو فهمهم بصورة أفضل، بقدر ما أفعله من أجل أن يصبحوا أكثر نشاطاً خلال التدريبات حتى يكونوا جاهزين بعد ذلك لـ«العمل التكتيكي» والبدني، فضلاً عن تجهيزهم نفسياً لتحمل هذه التدريبات المكثفة. وعما إذا كان التقارب بينه وبين اللاعبين يستمر أيضاً خارج الملعب، قال إيمري البالغ من العمر 45 عاماً: بالطبع هناك تواصل مستمر بيننا، ولكن ينبغي أن أحتفظ أيضاً في الوقت نفسه بمسافة بيني وبينهم، فهذا مطلوب بين المدرب واللاعب. وتابع قائلاً: إنها «علاقة احترافية».. أتمنى أن أنجح في إقرارها وبعد ذلك ستأتي العلاقات الشخصية إذا ما سارت العلاقة الاحترافية على ما يرام، و«الأولوية» عندي لتطبيق الاحتراف في التعامل والسلوك وكل شيء سواء على أرض الملعب أو في المكاتب. وأكد إيمري قائلاً: هذه هي الاحترافية التي أريد توصيلها للاعبين وأنتظر أن يعرفوها جيداً وملخصها «العمل الشاق مع التركيز الشديد»، فهناك معارك كثيرة سنخوضها في مختلف المسابقات وهذا هو الذي يصنع فريقاً محترفاً كما ينبغي. وعما إذا كانت الجماعية في الأداء لها الأولوية أيضاً عنده على النواحي الفردية التي تعتمد على موهبة اللاعب ومهاراته، قال إيمري: أي لاعب ممتاز في حاجة دائماً إلى الفريق، وكل لاعب يشارك في المسيرة دون انفصال سيكبر مع الفريق ويتألق ويحقق الانتصارات، وهدفي الأساسي أن أصنع «شخصية وعقلية جماعية». ولأنه لم يكمل شهراً في تجربته التدريبية الجديدة هذه، فقد سألته الصحيفة عن رأيه في الفريق بوجه عام، فقال أوناي إيمري: أنا سعيد جداً بهذا الفريق، وأرى أن لاعبيه لديهم استعدادات جيدة للاستجابة لأي جهود إضافية مطلوبة منهم، وينفذون بصورة جيدة المطلوب منهم. وأضاف: أعلم جيداً أنني ما زلت المدرب الجديد لهؤلاء اللاعبين، وأتمنى خلال 4 أو 5 أو 6 أو حتى 7 أشهر، أن يستمروا في العمل مثلما يعملون الآن. وتابع: قلت ذلك للاعبين الذين توافدوا على الفريق تباعاً بعد انتهاء بطولة يورو 2016 أو«كوبا أميركا» وأيضاً الذين انتهوا من إجازاتهم الصيفية.. وعندما يكتمل العدد تماماً سأعيد تأكيد هذا الكلام مرة أخرى. وعند سؤاله عن أهدافه المستقبلية، قال إيمري: سأقاتل من أجل تحسين وضع الفريق في بطولة الشامبيونزليج، والهدف المحدد لي ولإدارة النادي هو السعي للفوز بهذه البطولة التي استعصت طوال أربعة مواسم.. نعم «الشامبيونز ليج» هي الهدف الأهم لأنها تنقل النادي الى آفاق أخرى، وهي أيضاً «هدف شخصي» بالنسبة لي لأنها حلم يراودني كثيراً. وقال أوناي، إن اهتمامه بالشامبيونزليج لا يعني تجاهل البطولات المحلية كالدوري وكأس فرنسا وكأس الرابطة، بل إنه يهدف أيضاً إلى الحفاظ على مكانة الفريق بين الأندية الفرنسية وكونه في الصدارة منذ أربعة مواسم. وعن احتياجاته من اللاعبين، وما إذا كان يحتاج إلى مهاجم آخر هذا الصيف قال إيمري: الفريق في حاجة إلى مهاجم ثانٍ ليكون جاهزاً في حالة إصابة أدينسون كافاني وأيضاً لتعويض رحيل النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، وربما تكون هناك حاجة أيضاً إلى لاعب في خط الوسط في حالة تأكد رحيل «اللاعب الرائع» بليزماتويدي. في سطور الاسم: أوناي إيمري الجنسية: إسباني تاريخ الميلاد: 3 نوفمبر 1971 (45 سنة) الوظيفة: المدير الفني لفريق باريس سان جيرمان الأندية السابقة: لوركا، ألميرية (درجة ثانية) وفالنسيا في إسبانيا، ثم تجربة قصيرة لمدة خمسة أشهر مع فريق سبارتاك موسكو، وانتهى به المطاف في أشبيلية الإسباني قبل أن ينتقل في يونيه الماضي إلى «بي إس جي». الإنجازات: حصل مع أشبيلية على بطولة الدوري الأوروبي «يوروبا ليج» ثلاث مرات متتالية أعوام (2014 و2015 و2016).