عقيل الحلالي (صنعاء)
اغتال مسلحون مجهولون زعيما قبليا وعضوا في حزب «الإصلاح» الإسلامي أمس في العاصمة صنعاء في أحدث مسلسل عمليات القتل الممنهج المستمر في اليمن منذ سنوات. وذكرت مصادر قبلية مطلعة لـ(الاتحاد) ووزارة الداخلية أن مسلحين مجهولين اغتالوا بعد صلاة الجمعة الشيخ قاسم الجرادي، أحد زعماء قبيلة «نهم» شرق صنعاء.
وقالت وزارة الداخلية، في رسالة نصية عبر الجوال، إن مجهولين، كانوا على متن سيارة هيلوكس، اغتالوا الشيخ قاسم الجرادي، دون أن تضيف مزيدا من التفاصيل.
وأفادت مصادر مقربة من الشيخ الجرادي (31 عاما) أن الأخير اُغتيل عندما كان يقود سيارته الخاصة بالقرب من منزله في شارع النصر شمال شرق العاصمة صنعاء، مرجحة أن تكون حادثة الاغتيال مرتبطة بمقتل أحد رجال القبائل قبل عام برصاص مسلحين من قبيلة «نهم» قطعوا الطريق المؤدي إلى العاصمة.
والجرادي، وهو عضو في حزب «التجمع اليمني للإصلاح» الشريك في الائتلاف الحاكم، خاض العام الفائت نزاعا ضد السلطات في صنعاء على خلفية شجار عائلي تطور إلى اشتباكات مسلحة أوقعت قتلى وجرحى من الجانبين.
وطالب حزب «الإصلاح»، مساء أمس، السلطات الأمنية بسرعة ضبط قتلة « الشيخ الجرادي، بحسب صحفية الصحوة لسان حال الحزب».
وأبطل خبراء متفجرات أمس الأول عبوة ناسفة زرعت بسيارة عقيد في شرطة العاصمة صنعاء كانت متوقفة في حي الزراعة وسط المدينة، بحسب وسائل إعلام محلية.
وعلى صعيد متصل بالاضطرابات الأمنية، قُتل مدني، وهو سائق سيارة أجرة، امس الاول، برصاص جندي في العاصمة صنعاء في حادثةٍ اثارت استياءً محليا وعززت مخاوف سكان من تدهور الوضع الأمني في ظل غياب الدولة، حسب تعبيرهم.
وذكر مواطنون، يقطنون في منطقة الحصبة شمال العاصمة، أن جنديا، وهو أحد أفراد حراسة عميد في الجيش اليمني، أقدم على قتل سائق سيارة أجرة، واسمه عبدالله الروحاني، رفض أن يقله.
وأُحيل الجندي إلى النيابة للتحقيق بعد يوم كامل من مماطلة المسؤول العسكري، وهو على صلة قرابة بقائد كبير في الجيش، وتحت ضغط عشيرة القتيل التي شوهد عدد من أفرادها وهم مدججون بالأسلحة بالقرب من منزل قريبهم المقتول.
وحث عدد من خطباء المساجد في اليمن خلال خطبتي صلاة الجمعة على ضرورة إرساء دعائم الأمن والاستقرار في عموم محافظات البلاد، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ». ودعوا إلى نبذ كل أشكال الخلافات ودعاوى التحريض والعنف والتعصب المذهبي، مشددين على ضرورة التصدي لمحاولة إثارة الفتن في ظل تنامي الصراع المذهبي في الشمال بعد توسيع المتمردين الحوثيين نفوذهم بقوة السلاح باتجاه العاصمة صنعاء.
وتثبيت الأمن والاستقرار في البلاد أحد أبرز تحديات السلطات اليمنية التي تكافح احتجاجات انفصالية في الجنوب وصراعات مسلحة في الشمال إضافة إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تنامى نشاطه في الأعوام الثلاثة الماضية.
وأمرت وزارة الداخلية اليمنية، أمس، بالتعقيب المستمر على الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية المنشآت الحكومية والحيوية في العاصمة صنعاء. وأكدت الداخلية على ضرورة بقاء أجهزة الأمن في حالة يقظة أمنية عالية لمنع حدوث أي خرق امني، مشددة على عدم التساهل مع أي تهاون أو تقصير في أداء الواجب من قبل الخدمات الأمنية الموجودة في الميدان. وذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية أنه تم ضبط عشر سيارات مشبوهة في الحملة الأمنية التي جرت الأربعاء الماضي في مختلف مدن البلاد بمشاركة مئات الجنود ونحو 135 عربة أمنية، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية في مدينة تعز، جنوب صنعاء، ضبطت متهما رئيسيا في اغتيال رئيس مركز شرطة في المدينة أواخر يناير.
إلى ذلك، طالب وزير الداخلية اليمني، اللواء عبده الترب، الذي يزور حاليا مدينة تعز، إلى إزالة مخيم الاحتجاج الشعبي في المدينة التي اندلعت منها شرارة الاحتجاجات ضد الرئيس السابق.
من جهة ثانية، دعت السفارة اليمنية في الرياض أمس مواطنيها القادمين إلى المملكة العربية السعودية لأغراض مختلفة إلى التقييد بالفترة الزمنية لصلاحية التأشيرة تجنبا للإجراءات القانونية المشددة التي تتبعها السلطات السعودية.
ودعا القائم بإعمال السفارة اليمنية في الرياض، محمد عبدالعزيز عثمان، اليمنيين القادمين للحج أو العمرة أو الزيارة إلى الالتزام بأنظمة الحج والعمرة والزيارة المرعية في المملكة العربية السعودية، منبهاً إياهم إلى تجنب أي تأخير في تاريخ المغادرة لتفادي تعرضهم لغرامات مالية باهظة.
كما دعا عثمان اليمنيين الذين قدموا للحج أو العمرة إلى عدم التنقل بين المدن خارج نطاق اداء مناسك الحج والعمرة، محذرا من عدم التعامل مع مكاتب الحج غير المصرح لها التزاما بالتعميمات الصادرة من الجهات السعودية المختصة.
عدد اليوم
