الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدارس .. تلقين وتفريغ

11 ابريل 2011 21:13
جاء في نشرات أخبار بعض الجرائد المحلية تقريرا علميا أعدته شركة « ماكينزي العالمية» نقلا عن نشرة أخبار الساعة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية حول تدني مستويات الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، ووضح التقرير أن مستويات الطلبة تتراوح بين المقبول والضعيف مقارنة بالنسب العالمية، وتبقى الحالات الجيدة والممتازة استثنائية. هذا التقرير لم يشكل صدمة بالنسبة لأولياء أمور المتتبعين لعملية تعليم أبنائهم، رغم الرسوم العالية التي يدفعونها للمدارس، والمتتبع من هؤلاء يدرك مسبقا طريقة تلقين الطلبة من خلال مساعدته لأطفاله في الاستذكار، بحيث تعتمد العملية التعليمية في المدارس على تلقين الدروس، ثم العمل على حفظ هذه الدروس وذلك من خلال تزويدهم بأوراق عمل يعملون على تكرارها يوميا خاصة عند اقتراب موعد الامتحان، وعند الامتحان يتم تفريغ ما تم حفظه على شكل «بضاعتنا ردت إلينا». هذا الموضوع ليس غريبا على الآباء، بل يشعرهم بإحباط كبير، فكثير يؤمن أن الاستثمار في البشر خير من الاستثمار في الحجر، ويصرف بذلك على أولاده كل ما يذخر لعاديات الزمان، لكن النتائج تظل غير مرضية، إذ المردود التعليمي والمهارات والإبداع يعرف أدنى مستوياته، هذا الأمر يجعل الأهل في تذمر دائم. أرى من خلال ملاحقتي للعملية التعليمية، أن هناك إفراطا في إعطاء الدرجات، حيث أتفاجأ من طالب «تلميذ» وهذا لقب يطلق على الأطفال المتمدرسين في الصفوف الابتدائية والإعدادية والثانوية، ولا يطلق اسم طالب إلا في المراحل الجامعية في بعض الدول، كما أن نسبة التقويم للتلاميذ تصل إلى 99 أو 100 % وهذا يعطي نسبة المعرفة المطلقة، مع أن هذه العلامات العالية لا تخول للتلميذ الإجابة عن أسئلة خارجة عن أوراق العمل الممنوحة له قبل الامتحان، وهذا يبين أنها عملية تفريغ المعلومات التي تلقاها وحفظها عن ظهر قلب، هذا الأمر يعمل على استغباء التلميذ تدريجيا، وتغييب العملية الإبداعية عن الصغار، إذ يتأسسون على التواكل في تلقي المعلومة ويصبحون مستهليكن لها فقط، ولا يساهمون في خلق الأفكار، فكثير من البلدان الأخرى تعتمد على تدريس الطلبة ولا تمنحهم نماذج من الامتحانات، بل تترك لهم المجال للبحث لتعزيز قدراتهم وإيجاد مخارج وإجابات لمختلف الأسئلة، أما بالنسبة لحلقات النقاش وإيجاد حوار بين فريقين على شكل مناظرات في المدارس فإنه مغيب تماما، وتربيته التلميذ على الفكر النقدي وتمييزه لمجريات الأمور فإنه يظل بعيدا كل البعد عن واقع التعليم، لهذا نرى أغلب الطلبة ليست لهم آراء حول مجريات الأمور وتحليلها وقراءتها قراءة شخصية من خلال اطلاع موسع، لأن الطالب تعود على الاستهلاك المعرفي بعيدا على مساهمته وقدرته على إنتاج المعلومة ومناقشتها. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©