الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أرصفة كريستو العائمة.. فن اللاضرورة

أرصفة كريستو العائمة.. فن اللاضرورة
27 يوليو 2016 20:54
طوال 16 يوماً - من 18 يونيو الماضي إلى 3 يوليو الجاري - أصبحت جزيرة مونتي الهادئة وسط بحيرة إيزيو شمال إيطاليا والقرى المنسية حولها محط أنظار المهتمين بالفن وغير المألوف، إذ تدفق عليها أكثر من مليون ونصف مليون شخص، بمعدل 70 ألف شخص يومياً، ليكونوا جزءاً من تجربة فنية لا تنسى، أتاحت لهم المشي على الماء عبر المشروع الفني الضخم «الأرصفة العائمة» للفنان البلغاري كريستو، والذي أخذ الفن المفاهيمي إلى مستوى متقدم، وأعطى مفهوماً جديداً للفن في الأماكن العامة. يكرس هذا المشروع الخط الفني الذي ابتكره كريستو مع زوجته الراحلة جان كلود منذ ستينات القرن الماضي، لبحث العلاقة بين المياه المتدفقة والأرض الثابتة، إذ تقوم فكرة المشروع المؤقت على تمكين الزوار من المشي من قرية سولزانو إلى جزيرة مونتي ايزولا الضخمة وسط البحيرة وجزيرة سان باولو الصغيرة التي تملكها عائلة باريتا، عبر أرصفة عريضة عائمة تمتد لمسافة 3 كيلو مترات فوق سطح البحيرة، وعرضها يصل إلى 16 متراً، وهي أرصفة مكونة من 220 ألف مكعب مصنوعة من مادة بولي إيثلين العالية الكثافة، وهي تقنية معروفة في عالم الملاحة تم تطويرها من قبل مختصين كنديين، وجرى تغطيتها بـ 100 ألف متر مربع من قماش منسوج من خيوط نايلون صفراء لامعة تتغير درجة ألوانها وفقاً للطقس والماء. تقاليد غير المألوف في جولته على «الأرصفة العائمة» التقى «الاتحاد الثقافي» الفنان كريستو الذي شرح أهمية موقع البحيرة وطريقة تنفيذ المشروع الذي تعود فكرته الأولية إلى سبعينيات القرن الماضي إلا أنه لم يجد المكان المناسب لتنفيذه نظراً إلى الحاجة إلى مياه عميقة وآمنة لتطبيق الفكرة، بالإضافة إلى صعوبة إقناع السلطات بالمشاريع الفنية المماثلة، وقال: «العديد من مشاريعنا تتعامل مع تدفق الماء في علاقته مع الأرض، فقد غطينا الصخور على شواطئ أستراليا بالأقمشة العام 1969، وكانت أمواج المحيط الهادئ تلعب بالقماش، وفي شمال كاليفورنيا أقمنا مشروعنا«السياج الممتد» عام 1976 فكان السياج القماشي يمتد ويتلاشى عبر الأودية لعدة كيلومترات، وفي فلوريدا أحطنا 11 جزيرة بقماش وردي، وفي باريس غطينا جسر بونت نيوف بالأقمشة أيضاً. كل هذه المشاريع هي تقاليد طويلة أو بعيدة من اللعب على تدفق الماء وثبات الأرض، وهذا المشروع امتداد لذلك ويسير في نفس الاتجاه». ولا ينكر كريستو غرابة أعماله الفنية ويصفها بأنها «غير مألوفة»، ويقول: «بعض المشاريع نصممها لأماكن محددة مثل «البوابات» التي صممت لحديقة السنترال بارك في نيويورك وتغطية مبنى الرايخ في ألمانيا، بينما تقوم مشاريع أخرى على مفهوم محدد وعلينا أن نجد المكان المناسب لتنفيذها؛ فمشروع تغطية الصخور في أستراليا، على سبيل المثال، حاولنا تنفيذه في شمال كاليفورنيا لكننا لم نحصل على الترخيص، ونفس الشيء حصل مع مشروع «السياج الممتد» و«المظلات» في اليابان، حاولنا تطبيقهما في أكثر من موقع حتى وجدنا المكان المناسب». ويتابع: طوال الـ50 عاماً الماضية أنجزت جان كلود وأنا 22 مشروعاً فنياً من هذا النوع، بينما لم نتمكن من الحصول على التراخيص لـ37 مشروعاً آخرين. بعض المشاريع فقدت أهميتها بالنسبة إلينا بينما لا يزال اهتمامنا قائماً بتنفيذ بعضها الآخر». جزيرة بلا جسور عاش كريستو في باريس بين عامي 1958و1964 وعرض كثيراً من أعماله الفنية في المعارض والمتاحف والأماكن العامة، ما مكنه من التعرف على طبيعة البلد والأماكن التي تناسب أعماله، وقد اختار بحيرة ايزيو لتنفيذ «الأرصفة العائمة» لأنها الأكبر بين عدة بحيرات تقع شمال إيطاليا في مقاطعة ميلانو، وتتميز بوجود جزيرة مونتي ايزولا وسطها: «إنها جزيرة ضخمة ويسكنها 2000 شخص وليس لديهم جسر ينقلهم إلى ضفاف البحيرة ويتنقلون بالزوارق طوال الوقت، ولكن خلال 16 يوماً كانوا يمشون على الماء، وهذا أهم شيء في المشروع.. لا توجد جزيرة بهذا الحجم في بحيرة في أوروبا ويسكنها هذا العدد من الناس وليس لديهم جسر». ومن الميزات الإضافية للبحيرة أنها عميقة جداً (يتراوح عمق المياه بين 90 و220 متراً)، ويعتبرها كريستو بحيرة غير اعتيادية فهي قديمة وقد تعود إلى العصر الجليدي، وقبل ألفي عام كان الرومان يتخذون من مدينة بريشيا القريبة مقراً لهم، وكانوا يقطعون البحيرة للوصول إلى ألمانيا. ويضم المتحف المحلي الكثير من الآثار الرومانية وتقام فيه العديد من المعارض المصاحبة، وهناك آثار حمام روماني ساخن على ضفاف البحيرة. أما جزيرة مونتي ايزولا الجبلية فيصل ارتفاعها إلى 450 متراً فوق سطح الماء لتكون بذلك واحدة من أعلى الجزر وسط بحيرة في أوروبا كلها، وفوق قمة الجبل يقع دير يعود إلى القرن 11، وقريباً من المكان قام ليوناردو دافنشي برسم لوحة «العشاء الأخير»، بينما يعتقد أن الجبل الذي يظهر خلف «الموناليزا» هو مونتي ايزولا نفسه، كما تطوق البحيرة العديد من الجبال الشاهقة التي تمكن من رؤية المشروع كاملاً من أعلى، فظهرت «الأرصفة العائمة» مثل تخطيط بقلم فسفوري حول بعض ضفاف البحيرة وعبرها. اللا وجهة شكلت الجماهير المتدفقة بالآلاف على «الأرصفة العائمة» عنصراً مكملاً لمفهوم العمل، خاصة أن الدخول كان مجانياً، وشهد المشروع اصطفاف آلاف الزوار في طوابير طويلة لاختبار العمل شخصياً منذ ساعات الصباح المبكرة، رغم ارتفاع درجات الحرارة وسقوط أمطار خفيفة بعض الأوقات، ونظراً إلى تزامن المشروع مع بدء العطلة الصيفية في أوروبا، تميز الجمهور بالتنوع العمري، فكان لافتاً مشهد عربات الأطفال التي يدفعها الآباء على الأرصفة، وكذلك الكراسي المدولبة للمعاقين، وعكازات كبار السن التي واكبت خطوات اليافعين المرحة، بالإضافة إلى مشهد إنساني لفتاة عمياء تسير على الأرصفة برفقة أخرى تصف لها الأجواء، ولم تخلُ «الأرصفة العائمة» من الكلاب الأليفة التي رافقت أصحابها في نزهة غير مألوفة، ولم تخلُ التجربة من الإغماءات نتيجة الزحام والحرارة المرتفعة، إلا أن الفرق الطبية كانت في حالة تأهب للإسعاف سواء على الزوارق الخفيفة التي تحيط الأرصفة أو الطرقات الضيقة التي تفضي إليها. يقول كريستو: «اتاحت الأرصفة العريضة حركة الناس في كل الاتجاهات، فكأنها بوليفارد فوق الماء خاصة في المساء حيث تم تركيب 250 عمود إنارة تضاء في الليل.. لقد أتحنا الفرصة للناس ليذهبوا إلى اللامكان. كانوا يمشون إلى لا وجهة. لم يكونوا سائرين إلى التسوق ولا للقاء أصدقاء أو لهدف محدد، من وجهة نظر فلسفية كانوا يتجهون إلى اللامكان، إنهم يمشون على الأرصفة فقط، يمشون على عمل مادي محسوس وليس افتراضياً أو من خلف الشاشات». ويرفض كريستو تفسير العمل بأنه إعطاء وظيفة للفن، ويقول: «في الحقيقة هذا المشروع غير مفيد بتاتاً وليس له أي ضرورة غير أن يكون عملاً فنياً. لا أحد يحتاج هذه المشاريع، فقط أنا وجان كلود نحتاجها. لا أعمل المشاريع بتكليف بل أنا أقرر عملها وبطريقتي. ليس الهدف من العمل إشراك العامة فيه، فالمشروع له حقيقته بذاته. كان لدينا تصور عن تدفق الجمهور ولكن لم نضع توقعات لذلك. كل ما نقوم به هو أن نستعير مكاناً لبضعة أيام نوظف خلالها كل شيء فيه ليكون جزءاً من المشروع، فلم نخترع الناس لأنهم كانوا موجودين في الأساس. جوهر هذا العمل الفني ليس القماش بل البيوت والجبال والجو والماء.. الأعمال التقليدية تتعامل مع الأبعاد الثلاثة مثل التي في الجاليريهات والمتاحف، وهذا ليس عملاً تقليدياً بل يتجاوز ذلك كثيراً. إننا نعمل هذا النوع من الأعمال حتى نوسع من أحاسيسنا، فهو ليس عملاً افتراضياً بل يتضمن أموراً حقيقية مثل الماء والرياح والبرودة والحرارة والرطوبة والجفاف والأشجار والبيوت والقماش.. إننا نخلق لحظات حقيقية مدهشة لا يمكن تجاهلها». عمليات التركيب استغرق تنفيذ «الأرصفة العائمة» حوالي عامين، فمنذ اختيار المكان في العام 2014 والحصول على التراخيص تسارعت عمليات التصنيع والتركيب حول البحيرة، وهي عمليات تدخل في صلب العملية الفنية بالنسبة إلى كريستو، فحياة العمل تمر بعدة مراحل منها التصنيع والتركيب وإدارة فريق العمل وصولاً إلى الإنجاز النهائي، بما فيها العراقيل والعقبات الفنية أو تباين وجهات النظر بين فريق العمل، فقد مرت عمليات التنفيذ ببعض الإخفاقات نتيجة عدم توافق وجهات النظر مع بعض المهندسين الذين عمل معهم كريستو، فتخلى عنهم وواصل العمل بطريقته. من بين الإجراءات التي يعمل عليها كريستو في كل أعماله، اختبار لون القماش ونوعيته في أماكن سرية، ويقول: «أجرينا تجربة مصغرة للأرصفة العائمة في بحيرة صغيرة بين الدنمارك وألمانيا حيث يمتلك أحد الأصدقاء غابة هناك، وجربنا كل شيء بشكل مصغر لنرى تأثيرات الطبيعة على اللون والقماش والتجربة عموماً». وجرت الأعمال الأساسية لتصنيع المكعبات في مصنع لتصنيع الطائرات البرمائية، على ضفة البحيرة، مهجور منذ الحرب العالمية الثانية حيث عمل 50 عاملاً على جمعها ووصلها مع بعض ببراغٍ تم تصنيعها خصيصاً للمشروع، أما تثبيت الأرصفة فقد بدأ في ديسمبر2015 بإنزال مراسي إسمنتية في قاع البحيرة ربطت بها أثقال تزن 5 أطنان، وهي تقنية ضمنت ثبات الأرصفة على سطح الماء وفي نفس الوقت تركتها سلسة مع حركة الرياح والأمواج، وكانت المراسي الإسمنتية قد أعدت في الضفة الشرقية من البحيرة وجلبت إلى وسطها بدون استخدام ماكينات ضخمة، فقد نقلتها حقائب هوائية يمكن أن تنقل أحمالاً ثقيلة تصل إلى 20 طناً، حيث تطفو الحقائب حاملة المراسي في الماء، ويتم تفريغ الحقائب من الهواء في الموقع الذي يراد إلقاء المرسى فيه، كل ذلك ضمن التوجه البيئي لأعمال كريستو التي تعنى بعدم إحداث أي ضرر للأماكن التي يستخدمها، فقد تم إزالة الأرصفة وكل ما يتعلق بها بعد انتهاء المشروع، بينما خضعت المكعبات لعمليات إعادة تدوير. أما القماش فقد صنع في ألمانيا ونُقل بالهيلوكبترات إلى مكان الأرصفة، وهو ثقيل الوزن، فكل 100 متر تزن طناً واحداً، وتم خياطة القماش وتركيبه في 4 ساعات متواصلة، حيث اخترع المصنعون مكائن خياطة محمولة على الكتف لخياطة القماش في الموقع، وشارك في عمليات التركيب 16 عاملاً رئيساً من الأكاديمية الرياضية في بلغاريا، و600 عامل غير ماهر من الشباب الذين تدربوا ليشرفوا على العمل طوال فترة العرض ليساندوا العاملين الأساسيين بما فيهم الغواصون الذين ثبتوا الأرصفة تحت الماء. درج من المشاعر يصعد إلى السماء من بين الأعمال التي لم يفقد كريستو الأمل في تنفيذها مشروع «المصطبة» في الإمارات، وهو من المشاريع المبكرة التي استلهمها أثناء زيارته المنطقة مع زوجته العام 1979، غير أنه لم ينفذه بعد، رغم زياراته المتكررة لأبوظبي ووضعه تصاميم ومجسمات مصغرة، حتى أنه اتفق مع منفذين ومهندسين لوضع التصورات النهائية والترتيبات اللوجستية للمشروع. وستكون «المصطبة» أكبر منحوتة في العالم إذا تم تنفيذها، وهي مستوحاة من طراز العمارة الفرعونية للمقابر ذات الجدران المائلة، إذ ترتفع عن الأرض 150 مترا على مساحة 225 مترا مربعا بدرجة ميلان 60 درجة لتجعل من قمة المصطبة بحجم 126.8 متر مربع. وتقوم فكرة المنحوتة على رص 410 ألف برميل نفط ملون بشكل أفقي في منطقة صحراوية في المنطقة الغربية من أبوظبي، لتشكل (موزاييك هرمياً) من الألوان البراقة وكأنها «درج من المشاعر تصعد إلى السماء» حسب وصف كريستو. وبسبب طبيعة أعمال كريستو وجان كلود الضخمة وغير المألوفة قد تستغرق سنوات طويلة لتنفيذها، إذ استغرق مشروع «البوابات» في نيويورك 20 عاما حتى رأى النور، وكذلك تغطية مبنى الرايخ في ألمانيا والذي لاقى عدم قبول من عدة حكومات متعاقبة، وغيرها من المشاريع. ويقول كريستو: «عمري 81 عاما، وأود أن أقيم هذا المشروع قبل وفاتي، حيث صرفت عدة ملايين من الدولارات، وسأعود إلى أبوظبي للدفع نحو تنفيذه قريبا». وكشف فولسجانج مدير المشروع وصديق كريستو الذي يرافقه في كل مشاريعه أنهم اختاروا بقعة في منطقة حميم في ليوا لإقامة المشروع، غير أن الأمر سيتطلب المزيد من الزيارات والتفاهمات لإنشائه. وفي سبيل تسريع تنفيذ المشروع يعرض كريستو مجسما مصغرا من «المصطبة» في جمعية «ماغ» للفن الحديث والمعاصر في قرية سانت بول دو فونس بالقرب من مدينة نيس جنوب فرنسا، وهي بارتفاع 9 أمتار فقط، فيما سيستمر عرض النموذج حتى 27 نوفمبر القادم. فن بلا ضغوط مالية يعد كريستو وجان كلود من الثنائيات الفنية النادرة في الفن المعاصر، إذ بلورا معا منذ 1961 أسلوبهما الخاص في الفن المفاهيمي، بالعمل معاً في مشاريع تغليف الأشجار والمباني العامة بأقمشة هائلة. ولا يشترك الزوجان في توجههما الفني فقط، وإنما أيضاً في يوم الولادة، حيث ولدا في نفس اليوم من 13 يونيو 1935. كريستو، يحمل الجنسية الأميركية، من مواليد بلغاريا في أسرة صناعية، بينما ولدت جان كلود والتي تحمل الجنسية الأميركية أيضاً في تونس لأسرة فرنسية عسكرية، جمعتهما الأقدار العام 1958 في فرنسا بعد أن تنقل كريستو في أوروبا متعلماً وهارباً من النظام الشيوعي في بلاده. بعد سلسلة أعمال من تغليف الأشياء انتقل الزوجان إلى العمل في الأماكن العامة العام 1961 بتكديس براميل النفط على رصيف ميناء كولونيا، وتوالت بعدها أعمالهما المشتركة والتي ينظر إليها كنموذج تطبيقي للأعمال الفنية التي تتمتع بحرية التمويل، إذ اعتمد الزوجان على تمويل أعمالهما الضخمة من مردود أعمالهما الفنية، ليضمنا بذلك تحررهما من أية ضغوط مالية أو فكرية من أصحاب الأموال. وكانت «الأرصفة العائمة» قد كلفت نحو 15 مليون يورو كلها من مال كريستو الخاص. نشأة المفاهيمية يشير مصطلح الفن المفاهيمي إلى تحويل فكرة إلى عمل ملموس، وهو تيار فني ظهر في أمريكا وأوروبا في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، كرد فعل نفسي على الحربين العالميتين وآثار التطور الصناعي والعلمي الذي غزا العالم، فيما تغذى التيار من أساليب الحركات الفنية الحديثة مثل السريالية والتعبيرية والتجريدية، وشكلت الحركة الدادائية أحد الملهمات القوية لهذا التيار الذي تمرد على اللوحة والألوان والأدوات التقليدية ليعطي الفن قيمة لذاته ويبعده حتى عن الوظيفة الجمالية. ويعد الفنان الأمريكي جوزيف كوزوث من رواد هذا التيار عبر عمله Painting وهو صورة فوتوغرافية مكبرة لتعريف الكلمة في القاموس، أما معرض Conception الذي أقيم في متحف ليفركوزن في ألمانيا العام 1969 فيعد أول معرض جماعي أطلق العنان لهذا التيار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©