زهرة أحمد: شغفي بعرض الأزياء أقوى من معارضة أهلي

كانت مولعة منذ صغرها بالعروض والأنشطة في المدرسة الابتدائية، تألقت في عدة مجالات، عشقت التمثيل وتتقن ثلاث لغات، تستطيع التواصل بطرق جيدة مع المحيطين بها، بعد أن حصلت على الثانوية العامة قررت أن تخط لنفسها خطا مختلفا رغم التحديات الكبيرة التي تعترضها، بين التمثيل والاستعراض ظلت تبحث عن خطاها، سألت وبحثت وتوجهت لكثير من المخرجين ولدور الأزياء علها تجد فرصتها إلى أن وجهوها إلى أحد الشخصيات البارزة التي آمنت بموهبتها وأعطتها فرصتها للظهور على خشبة المسرح كإحدى عارضات الأزياء القليلات في الإمارات. هي زهرة أحمد التي تتحدث عن تجربتها في أول وقوف لها على خشبة المسرح، والتحديات التي تواجهها وأحلامها المستقبلية، إذ تبدأ حديثها بالقول: بدأت ولا مجال للتراجع، أؤمن بموهبتي وسأواصل طريقي رغم المعارضة الشديدة من طرف أهلي، أؤمن أنني لا أقوم بشيء خطأ يتجاوز حدود اللياقة. بحث متواصل تشير زهرة إلى أن شغفها بعرض الأزياء جاء بعد حبها للتمثيل وأثناء بحثها عمن يؤمن بموهبتها، إلى ذلك تشير: حالت العادات والتقاليد ونظرة المجتمع سنوات عدة بيني وبين ما أود القيام به، فالمدرسات في كل المدارس التي مررت بها كنّ يشجعنني كثيرا لأشارك في كل الأنشطة التي تصب في مجال موهبتي، وأذكر أنني لم أخضع يوما لأي تدريبات على عروضي بل كنت أتحرك بتمكن مندفعة برغبتي واحساسي. بدأت زهرة أواخر العام الماضي في اتجاه البحث عمن يحتويها ويوجه ميولها، جهزت سيرتها الذاتية مرفقة بصور حية على قرص مدمج وبدأت البحث مرة عن دور الأزياء ومرة عن مخرجين، إلى ذلك تشير: توجهت لأكثر من مكان، وسألت أصدقائي، لكني لم أجد من يرشدني، وذهبت لاستوديوهات الإعلانات، علهم يختارونني لتمثيل بعض الأدوار، وفي إطار بحثي عرضت سيدة أميركية صاحبة أستوديو اسمها «سالي» مساعدتها وقالت إنها ستصورني صوراً احترافية، وبالفعل قامت بذلك ووضعت صوري على قرص خاص ينفعني في البحث عن بداية تنفيد هوايتي، كما أخبرتي أن هناك عرضا مهما سيقام في الميجامول بالشارقة للمصممة الشيخة هند القاسمي. من هذا العرض انطلقت زهرة، تتابع: قصدت المكان في نفس يوم العرض ولم أتراجع، كنت مصرة على الحديث مع سمو الشيخة هند القاسمي، وعندما توجهت لسموها سألتني عن خبرتي في مجال عرض الأزياء، وأجبتها بصراحة بأن ما يحركني هو عشقي للميدان فقط، وليست لي خبرة في نفس المجال، وقالت إنها ستعطيني فرصتي، وسعدت كثيرا بذلك، وكان ذلك في شهر فبراير 2011، وعلمت أنها تقدم عروض أزياء في كثير من البلدان الخليجية، وفي الإمارات على رأس كل شهر، وقبل الموعد الذي تقرر شاركت في عرض أزياء آخر، بحيث كنت أتدرب يوميا، وكانت تقوم بذلك المدربة لانا، بحيث كانت تعمل على تشغيل فيديو مجهز من العروض السابقة، يظهر طريقة المشي، والتعامل مع الخشبة، وقمت بتدريبات مدتها 3 أيام، تعلمت فيها ما تتعلمه أخريات في 4 سنوات داخل الكليات. أول عرض وشاركت زهرة أحمد في أول عرض أزياء، وكان عرضا للمصممة عاشة المهيري وتشير في هذا الشأن: كان مقررا أن أشارك في عرض الشيخة هند، لكن قالت المدربة لانا إنها تلقت «إيميل» من المصممة عاشة المهيري، بأنها ستقيم عرضا للأزياء، وقالت إن الفساتين التي ستقدمها ثقيلة وهي كلها فساتين أعراس وحناء، كما قالت إن العرض سيكون على سجادة، ولاحت أمامي كل الصعوبات، لكن مع ذلك كنت مصرة على المشاركة في العرض والوقوف على الخشبة أمام الجمهور، ومن أول ظهور على الخشبة وأول طلة على الناس هناك من اكتشف أنني إماراتية وصفق لي كثيرا، بحيث كانت تحضر العرض شخصيات مهمة في المجتمع، وشعرت بأن خوفي تبدد على صوت التصفيق العالي ونظرات الإعجاب، وكنت بين عارضات عالميات، وكنت أقصرهن قامة، بحيث لا يتجاوز طولي 165 سنتمتراً، في حين يصل طول العارضات 171 سنتمتراً، أما وزني فيصل إلى 55 كيلوجراما، ووزنهن 65 كيلوجراما، وتشير زهرة إلى أنها لبست كعبا عاليا يصل طوله إلى 8 سنتمترات وتقول في هذا الإطار: في حياتي العادية لا ألبس أحذية بكعوب، لكن لممارسة شغفي وحبي لعروض الأزياء ولأظهر موهبتي وأثبت وجودي على خشبة المسرح فإنني قبلت كل التحديات، فالمشي على السجادة صعب جدا والكعب عال جدا، والفساتين ثقيلة، حيث قدمت 5 فساتين في هذا العرض، وكنت أقدم على الخشبة وأركض في الكواليس لأقدم اللوحة الثانية. وتشير زهرة إلى أن وزنها قبل ثلاثة شهور من أول عرض كان يصل إلى 80 كيلوجراما، لكن حبها للعروض جعلها تنقص وزنها إلى 55 كيلوجراما، حيث ظلت تأكل السلطات فقط وامتنعت عن كل الأكل الباقي، وبعد العرض تحدث معي كثير من سيدات المجتمع، وعملن على تشجيعي كثيرا كوني قبلت بكل التحديات. العرض الثاني وتشير زهرة أحمد إلى أن ثقتها بنفسها زادت بعد خوضها أول تجربة: النجاح والإعجاب في عيون الناس جعلاني أتقدم للعرض الثاني بكل ثقة في النفس. وشاركت في عرض هند القاسمي، وكان عرضا للفساتين المغربية، وكله لباس محتشم وفخم يحمل التطريز، أما العرض الثالث الذي شاركت فيه فهو أيضا لعاشة المهيري، وأصبح الموقف بالنسبة لي مفاجأة في كل عرض، بحيث يتساءل الناس عن هذه العارضة العربية الموهوبة وسط عارضات أجنبيات عالميات متمرسات ولا تنقصهن خبرة أبداً. مقاطعة تعبر زهرة عن أسفها الكبير لرفض بعض الناس لما تقوم به، وتقول في هذا الصدد: أشعر أنني وحيدة في هذه الدنيا، فبعد العرض الأول قاطعني الأهل جميعهم، بخلاف مساندتي من الناس الذين آمنوا بموهبتي الكبيرة، وما أود قوله أنني أمارس عشقي لعمل أحبة ولا أقوم بأي شئ خارج عن حدود اللياقة، لهذا يجب أن أذهب بعيدا في هذا المجال لأثبت أن هذا العمل هو شريف وليس به ما ينقص احترامي لأهلي ولبلدي التي أعتز بها.