الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وضع المكياج وتعديل الغترة .. سلوكيات تودي بصاحبها إلى الهلاك أو الحسرة

وضع المكياج وتعديل الغترة .. سلوكيات تودي بصاحبها إلى الهلاك أو الحسرة
19 ابريل 2014 12:34
تحقيق: منى الحمودي تضع «نيكي» مساحيق التجميل على وجهها، وتزين عينيها، وهي تجلس على كرسي يحاكي مقعد القيادة في السيارة. في خضم «بحلقتها» في المرآة وحديثها وشرحها، يسمع في الخلفية صوت صرير خافت يبدأ بالارتفاع، حتى ينفجر صوت ارتطام وتحطم زجاج، وتنحني الفتاة إلى الأمام بقوة، كمن تعرضت لحادث اصطدام، لتظهر على الشاشة عبارة تحذر من وضع المساحيق أثناء قيادة السيارات. هذا الفيديو البالغ مدته 71 ثانية، حمّلته خبيرة التجميل البريطانية ذات السبعة عشرة ربيعاً، على موقع اليوتيوب، وحصد قرابة مليوني مشاهدة، مستغلة شهرتها وهي صاحبة 28 مليون مقطع تعليمي للمكياج، بهدف تحذير الفتيات من الانشغال عن قيادة السيارة بوضع المساحيق، لما لذلك السلوك من مخاطر قد تنتهي بكوارث. وهنا يعتبر عادياً مشاهدة فتاة تعدل مكياجها، أو شاباً يأكل أو يعدل غترته وعقاله أو يقرأ صحيفة أثناء القيادة، دون الاعتبار للطريق وما تحتويه من مفاجآت قد تنتهي بالقبر أو الحسرة. تفتقر الإحصاءات الرسمية إلى عدد الحوادث التي يكون وراءها انشغال السائقات بإصلاح مكياجهن أو انشغال السائقين بتعديل الغتر أو قراءة الصحف، لكن ذلك قد يتغير، عقب إقرار مجلس المرور الاتحادي الأخير مقترحاً بتعديل نص مخالفة الإهمال وعدم الانتباه بحيث تكون مفصلة، ويندرج تحتها سلوكيات خاطئة أثناء القيادة، مثل استخدام النساء أدوات المكياج، وارتداء الغترة والعقال وتناول الأطعمة والمشروبات وكتابة الرسائل النصية. هذا الإقرار لاقى استحساناً من سائقين ومشرعين، لكنه استقبل باستخفاف من آخرين اعتبروا أن المسألة لا تتعدى ثواني معدودات. وترفض سارة السعدي فكرة وضع المكياج أثناء السواقة لا لخطورتها، إنما خشية اهتزاز يدها و»تخريب» المكياج، ثم اضطرارها لإعادة العملية من بدايتها. تقول سارة السعدي: «أفضّل وضع المكياج في المنزل والتأخر عن العمل حتى أحصل على مكياج جميل ومرتب وآمن»، مضيفة أن «للمكياج خطورة تكمن في إمكانية أن تسبب الماسكرا بخدش العين، عند اهتزاز السيارة أو توقفها بشكل مفاجئ». وترى أن القانون المقترح «منصف وظالم في الوقت نفسه»، حيث إن كثيراً من الفتيات يفضلن وضع المكياج بالمركبة، خصوصاً عند تأخرهن على موعد العمل، بسبب تجهيزهن الإفطار لعائلاتهن، وتوصيل الأبناء للمدرسة، وبالتالي فإن وقت جلوسها وراء المقود هو الوقت الوحيد المتاح لها. وتختلف معها ريم المقبالي التي تعتبر وضع المكياج خلال قيادتها السيارة «مجازفة كبيرة وخطيرة»، كون المرأة بطبيعتها «غير قادرة على التحكم 100? في قيادة السيارة»، وعند انشغالها بأمر آخر غير التركيز على القيادة يصبح الأمر كارثة. ولا تنكر المقبالي تهورها سابقاً بوضع المكياج في المركبة، لكنها توقفت عن الأمر كونها أدركت أن الانشغال، ولو لجزء من الثانية، عن الطريق، قد يسبب مخاطر لا تحمد عقباها. وتشير إلى أن الخطر يشمل أيضاً تعديل «الشيلة أو النقاب»، ووضع طلاء الأظافر ورش العطر، فجميعها أمور تضيع تركيز المرأة. كذلك يرى عامر المحسن أن ارتداء الغترة في السيارة «أمر سهل لا يستغرق سوى ثوانٍ»، ويستطيع التركيز على الطريق أثنائها، معتقداً أن القانون في حال إقراره سيتسبب في تحرير مخالفات بأرقام خيالية للنساء خصوصاً. «فالنساء دائماً ما يقمن بالتركيز على أناقتهن وهندامهن، وينظرن إلى المرآة أكثر من نظرهن إلى الطريق». ويعترف عبدالله خوري بأن انشغاله أثناء القيادة بأمور أخرى أوشكت على أن تعرضـه لـ 3 حوادث مرورية، أحدها كاد يودي بحياته، الأمر الذي جعله يولي القيادة على الطريق أعلى درجات التركيز والانتباه. ويدعو خوري إلى ضرورة أن يشمل القانون أيضاً الانشغال عند التوقف على الإشارات الضوئية، نظراً لما يسببه ذلك الانشغال من تأخير وأحياناً وقوع حوادث. وتعتبر فدوى المحمود بأن مثل هذا القانون من شأنه أن يصب في مصلحة سائقي المركبات ومرتادي الطريق، وخصوصاً النساء. وتعترف المحمود بأنها وضعت المكياج مرتين أثناء قيادتها للمركبة، مع الشعور بالذنب والتوتر والخوف من ارتكاب حادث مروري. وتنتظر تطبيق اقتراح مجلس المرور الاتحادي بفارغ الصبر حتى يكون رادعاً لنا، والالتزام بقوانين السير والمرور. ويقول خليفة المزروعي إنه لطالما أضحكه منظر السيدات في الصباح في مركباتهن، عندما يقمن بوضع المكياج على عجالة، ودائماً ما يردد: «سوف ترتكب حادثاً مرورياً الآن»، لأني لا أثق في قدرتهن على التركيز على أكثر من أمر في الوقت نفسه، وأن أغلب الحوادث المرورية يكون سببها النساء، والتي تعتمد على تعلم الأمور الأساسية في القيادة، دون القدرة على التحكم الكلي بالسيارة، بحسب تعبيره. ويؤيد المزروعي تطبيق القانون قياساً على قانون استخدام الهاتف أثناء القيادة. فجميعها أمور تلهي السائق عن الانتباه إلى الطريق، مطالباً بالاهتمام أكثر بالتوعية بقوانين المرور قبل امتلاك رخصة القيادة. ويجدد التأكيد على أن أي أمر يخل بتركيز السائق يعتبر خطيراً، مذكراً بأن انشغال بعض السائقين في إشعال «المدواخ» أيضاً تسبب في حوادث كثيرة. ويعتبر أحمد عزام أن المخالفة هي أفضل ما يمكن عمله مع السائقين الذي ينشغلون بغير الطريق أثناء القيادة، فارتداء الغترة ووضع المكياج والأكل واستخدام الهاتف أثناء القيادة جميعها أمور تلهي عن القيادة، والحذر من مفاجآت الطريق. ويتطرق عزام إلى أن انشغال السائق بإشعال السيجارة أو المدواخ يتسبب في إلهائه عن الطريق، خصوصاً إذا سقطت منه السيجارة وانشغل في البحث عنها، لذلك يجب على السائق التوقف في مكان مناسب أو يكون جاهزاً قبل قيادة المركبة. ابن ركاض: وضع المكياج وارتداء الغترة أخطر من استخدام الهاتف يشيد عبيد حسن بن ركاض عضو لجنة الشؤون الداخلية والدفاع في المجلس الوطني الاتحادي بمقترح مجلس المرور الاتحادي بتعديل نص قانوني يفصل مخالفة الإهمال وعدم الانتباه، ويدرج فيها سلوكيات خاطئة أثناء القيادة، معتبراً أن المقترح يصب في مصلحة أفراد المجتمع وسلامة أرواحهم على الطريق. ويضيف ابن ركاض أن السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها سائقو المركبات مثل وضع النساء للمكياج أثناء القيادة، وارتداء الغترة والعقال وغيرها، تعتبر خطرة جداً على حياة السائق ومرتادي الطريق. ويشير إلى أن القانون حظر استخدام الهاتف المحمول باليد أثناء القيادة، رغم أنه يحتاج إلى يد واحدة فقط، في حين أن ارتداء الغترة أو وضع المكياج يحتاج إلى كلتا اليدين، وهو ما يعني أن هناك خطراً أكبر. ويؤكد أن مثل هذه القوانين ستتمكن من رفع الثقافة المرورية لدى السائقين وتوجههم لاحترام الأنظمة والقوانين المرورية، مشيراً إلى أن من يمتلك رخصة قيادة يجب أن يكون على درجة عالية من الوعي والفهم، والابتعاد عن مخالفات القيادة. ويبين ابن ركاض أن تجديد قوانين السير والمرور سببه الحاجة لإيجاد قوانين تتناسب مع ظروف وأنواع المشكلات المرورية التي تتم على الطرق، مع ضمان إمكانية تطبيقها بما يسهم في توفير أكبر قدر من السلامة المرورية، والمحافظة على سلامة مرتادي الطرق. بوخش: تشديد الرقابة والعقوبات وسيلة للحد من السلوكيات الخاطئة يؤكد رشاد محمد بوخش عضو لجنة الشؤون الداخلية والدفاع في المجلس الوطني الاتحادي أن تزايد عدد الوفيات والإصابات في الحوادث المرورية بحاجة إلى وقفة، للتعرف على جميع الأسباب المؤدية إلى ذلك. فاستهتار بعض السائقين، هو الذي دفع بالجهات المختصة إلى اتخاذ إجراءات تمكنهم من ردع المخالفين والمتهورين. ويقول بوخش إن تشديد الرقابة والعقوبات وسيلة للحد من السلوكيات التي تؤدي إلى الحوادث المرورية، والحد من استنزاف الأرواح، والخسائر في الممتلكات، معتبراً أن إقرار القانون بحاجة إلى تضافر الجهود المحلية والاتحادية للوصول إلى أعلى درجات التوعية والأمن، ووضع مجموعة من القيود، التي تضمن التزام السائقين بقوانين وأنظمة السير والمرور، لتعزيز السلامة المرورية حفاظا على سلامتهم وسلامة الآخرين. قيمة المخالفة 400 درهم الزفين: إدراج سلوكيات خاطئة تحت بند الإهمال وعدم الانتباه أعلن اللواء المهندس محمد سيف الزفين، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات رئيس مجلس المرور الاتحادي، أنه سيتم إدراج مقترح مخالفة السائقين الذين ينشغلون عن الطريق خلال القيادة تحت بند الإهمال وعدم الانتباه، وذلك ضمن جدول المخالفات في قانون المرور الاتحادي المعمول به حالياً.  وأكد اللواء الزفين أهمية الحد من ظاهرة انشغال السائقين عن الطريق من خلال سلوكيات شخصية قد يكون لها الأثر الكبير في تعريض أنفسهم وتعريض الآخرين للخطر. ويتضمن المقترح مخالفة السائقين الذين يقومون بقراءة الصحف أو استعمال الهاتف المتحرك، أو وضع المكياج أو ارتداء الغترة والعقال وغيرها من الأمور التي تشتت انتباه السائق عن الطريق وتقلل من قدرته على التركيز. وبين الزفين أن قيمة المخالفة في حال إقرار التوصية ستكون 400 درهم تحت بند الإهمال وعدم الانتباه، منها وضع النساء للمكياج أثناء القيادة، خصوصاً في فترات الذروة الصباحية، حين تنزل المرأة من منزلها متأخرة عن موعد العمل، فتضطر إلى إنهاء المكياج أثناء القيادة. وأوضح أن الإشكالية في هذا التصرف أن المرأة تضطر إلى استخدام المرآة الموجودة في المظلة الأمامية ما يحجب عنها الرؤية، لافتاً إلى أن هذه المشاهد متكررة. وأضاف أن الرجال في المقابل يرتكبون سلوكاً مماثلاً وهو ارتداء الغترة والعقال أثناء القيادة ويستخدمون المرآة كذلك، أو يقومون بقراءة الصحف أو الكتب ويتناولون الطعام وكتابة الرسائل النصية في الهاتف، وذلك لأن القانون يخالف من يتحدث في الهاتف المتحرك فقط. ولفت إلى من السلوكيات التي تندرج تحت بند الإهمال وعدم الانتباه ارتداء النظارة الشمسية ليلاً، والتي تؤثر على قدرة السائق على الرؤية بوضوح. ويتولى مجلس المرور الاتحادي رفع التشريعات الخاصة بمنظومة الطريق الخاصة بقانون السير كلما دعت الضرورة لذلك للجهات المختصة للاعتماد بالتنسيق مع الجهات المعنية، ومراقبة أجهزة الضبط المروري بما يكفل الالتزام بنظام السير وضبط السرعات، وتعديل مواقع هذه الأجهزة إن لزم الأمر، وتحديد مواقع أخرى إن دعت الحاجة لذلك، بالتنسيق مع الجهات المعنية. كما يختص المجلس بوضع السياسات والاستراتيجيات والمشاريع الخاصة بتطوير أداء العمل ضمن قطاع المرور الاتحادي، ومتابعة اعتمادها وتطبيقها ومراجعتها وتحديثها بما يحقق التكامل بينها ويتوافق مع رؤية ورسالة وزارة الداخلية. ويسعى أيضاً من ضمن اختصاصاته إلى معالجة القصور الخاص بعناصر هندسة المرور (الطريق، ومستخدم الطريق، والتثقيف المروري) ورفع مستوى السلامة على الطريق بالتنسيق مع الجهات المعنية، إضافة إلى دراسة مواقع حوادث الوفيات فنياً ومراقبة الإشارات الضوئية وطريقة عملها لضمان انسيابية حركة المرور، وتعديل نظام عملها والتوقيت الخاص بكل اتجاه إن لزم الأمر بما يضمن كفاءة عمل هذه الإشارات بالتنسيق مع الجهات المعنية. وفي موازاة ذلك، يعمل المجلس على دراسة توحيد السرعات المحددة على الطرق السريعة التي تربط إمارات الدولة، وتحديد هامش السرعة لأجهزة الرادار على جميع الطرق بالتنسيق مع الجهات المعنية، ودراسة تحديد أوقات سير المركبات الثقيلة والمركبات الإنشائية على الطرق بالتنسيق مع الجهات المعنية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©