الحابوط ... أقدم طريقة لري النخيل

يعتبر الحابوط أقدم طريقة لري نخيل المناطق الجبلية في الساحل الشرقي. والحابوط عبارة عن بركة مياه طبيعية لا يتجاوز عمقها متراً، ويتراوح طولها ما بين المترين والثلاثة، وهي شبه دائرية، تتجمع فيها المياه القادمة من العيون والأفلاج. ويقوم الحابوط بإشراف المزارعين بتوزيع المياه بالتساوي على النخيل، حسبما يقول علي بن عبيد الصريدي، موضحاً أن هذا النظام يعتمد بشكل أساسي على الحصص في توزيع كميات المياه حسب حاجة كل مزرعة. ولا تزال منطقة العيينة التي تقع جنوب غرب مدينة دبا الفجيرة بـ 25 كيلومتراً، تعتمد إلى اليوم على نظام الحابوط في ري النخيل، وهذا النظام خلق أجواء من التعاون بين المزارعين حيث أصبح حضور أحدهم يكفي لتوزيع المياه. فهناك جدول زمني معروف لكافة المزارعين يشرح مسار المياه ومواعيد كل مزرعة باليوم والساعة. ويوجد قي العيينة والتي جاء اسمها من ينبوع الماء الذي اشتهرت به ثلاثة حوابيط كانت تعمل بنشاط منقطع النظير نظراً لكثرة المياه، تراجع دورها خلال السنوات القليلة الماضية بعد انحسار الأمطار، وأصبح الحابوط يسقي اليوم ما بين 50 و60 نخلة يومياً بعدما كان يسقي أربعة أضعاف هذا العدد. وتعتبر قرية العيينة التي تشتهر بالمياه العذبة والتربة الجبلية الخصبة، من المناطق النادرة التي أقيمت مزارعها على السفوح الجبلية المحاذية لوادي العيينة المشهور، والذي يمتد من منطقة الطيبة حتى مشارف دبا، وتقام مزارع النخيل هذه على مرتفعات مرصوصة بالحجارة والطين كحواجز أمامية لمنع انهيار الأشجار، ويطلق على هذه الحواجز اسم الكبوس. وعند جريان الأودية وزيادة كميات المياه التي تجرف معها الصخور والأتربة باتجاه الحابوط، يتعاون المزارعون على تنظيفه من مخلفات السيول، الأمر الذي يجسد روح التعاون خلال الزمان الغابر، ولا يزال المزارعون يتمسكون بهذه الأعراف والقيم حتى اليوم.