الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برنامج «الكتاب»

10 يونيو 2010 20:51
في كتابها (طعام ، صلاة ، حب) حاولت اليزابيث جيلبرت الوصول لذاتها عبر السفر واكتشاف العالم. هذه الرواية الحقيقية، نجحت في الغرب نجاحاً كبيراً، لكنها عندنا لم تجد الكثير من القراء، ليس لأننا نحن العرب شعوب لا تقرأ، فهذه إشاعة مغرضة، ولكن لأنها لم تسوق جيدا بيننا. الكتاب الذي ترجم للعربية لم يسمع به كثير من القراء العرب، فدار النشر التي اعتنت بتوزيعه لم تكلف نفسها عناء إيجاد غلاف جميل له، وأخفقت حتى في جعله جذاباً ومحبباً للقراءة من الوهلة الأولى. في الغلاف الأصلي كتبت كلمة (طعام) بخيوط المعكرونة، وكلمة (صلاة) بمسبحة، أما كلمة (حب) فقد كتبت بأوراق الورد، بينما زين الغلاف العربي بصحن فيه كعكة تجاوره مسبحة ووردة، في سقطة لمن نشر هذا الكتاب. عرفت برواية اليزابيث هذه قبل أربعة أعوام تقريبا، حين استضافتها أوبرا وينفري لتتحدث عن الكتاب، يومها وضعت اسم الكتاب ضمن قائمة الكتب التي يجب أن أقتنيها، ولكني احتجت عاما كاملا كي أجد نسخته الإنجليزية، فيما لم يصل مترجما للعربية إلا بعد عامين كاملين، ولا يزال الكتاب غير معروف لدى الكثيرين برغم أنه صوّر كفيلم سينمائي يتوقع أن يعرض هذا الصيف. هذا الكتاب لم يكن أسطورة بين الكتب، وليس بالكتاب الأفضل عالميا، لكنه سوّق بشكل جيد، بدءاً من قيام دار النشر بالتعاقد مع الكاتبة قبل حتى قبل أن تخط حرفا من كتابها! كتاب (طعام، صلاة، حب) ليس إلا نموذجا لكتب كثيرة أخرى تغيب عن القارئ العربي، لعدم وجود فكرة تسويقية ناجحة للكتب، ففي أميركا مثلا تعرض جريدة «نيويورك تايمز» الكتب الصادرة ولديها مؤشر خاص عن أكثر الكتب توزيعا وقراءة، ما يشجع القارئ على اختيار الكتاب قبل شرائه. وعلى أساس مؤشر «نيويورك تايمز» تستضيف اوبرا وينفري في برنامجها الشهير كاتب الكتاب – بعد أن تكون قرأته شخصيا واقتنعت به- ليتحدث عن كتابه ويظهر للقراء جوانب خفية يتعطشون لمعرفتها. وفي الإمارات يبدو الوقت مناسباً ليكون لمشاريع تنمية القراءة مثل «قلم» و»كلمة» برنامج تلفزيوني يعنى بالكتب، يعرض مافيها، ويستضيف كتابها ليجيبوا عما يدور في خلد الناس. كذلك يجب أن تقوم هذه المشاريع بنشر ثقافة (كتابة الكتب) لأن الكثيرين يعتقدون أنك يجب أن تكون محاضراً جامعياً أو أديباً وشاعراً لتكتب، وينسون أنك إذا ملكت تجربة تستحق أن تروى، فيجب أن تكتبها ليعرفها الآخرون، تماما مثلما فعلت اليزابيث جيلبرت في كتابها (طعام، صلاة، حب).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©