يحذر مسؤولو الأمم المتحدة وعمال المساعدات من أن مئات آلاف الأشخاص في المناطق المحاصَرة من قبل القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في سوريا، باتوا يواجهون خطر المجاعة وسوء التغذية المتفاقم، حيث تقوم الأطراف المتناحرة بمنع وصول الغذاء والطعام عن أكثر من عشر مناطق، مما يتسبب في موت المدنيين وتعقيد جهود السلام الرامية لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد.
وكانت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي قد أظهرت رجالا ونساءً وأطفالا مصابين بالهزال الشديد في بلدة مضايا المحاصَرة من قبل القوات الحكومية، قد أضفت طابعاً استعجالياً على هذا الموضوع. ويقول باول كرزيسيك، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر المقيم في العاصمة السورية دمشق، «إن الوضع على الأرض ينهار مع تواصل النزاع، لاسيما في المناطق الخاضعة للحصار».
والواقع أنه حتى قبل مضايا كانت الحصارات شائعة في الحرب السورية، التي أدت إلى مقتل أكثر من 250 ألف شخص، ونزوح الملايين، وتسببت في كارثة إنسانية. لكن هذا التكتيك أخذ يُستخدم بشكل متزايد على ما يبدو مع شن قوات الرئيس بشار الأسد، المدعومة بضربات جوية روسية، هجوماً جديداً على مجموعات الثوار. وكان من نتائج ذلك أن الأمهات اللاتي يعانين من نقص الفيتامينات بالمناطق المحاصَرة بتن يجدن صعوبة كبيرة في إرضاع أطفالهن، كما أن عدداً متزايداً من المرضى وكبار السن والصغار باتوا يموتون بسبب أمراض كان يمكن تجنبها.
![]() |
|
![]() |
إيميل حكيم، محلل شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، يقول إن قوات الأسد تفرض حصارات على المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في إطار محاولة لبسط السيطرة على أكبر قدر ممكن من المناطق المهمة قبل مفاوضات جنيف، مضيفاً أن الحصارات تمثل جزءاً من استراتيجية طويلة للحكومة تقوم على «كسر وطرد سكان المناطق غير الموالية له».
![]() |
|
![]() |
ويتهم نشطاء المعارضة الأمم المتحدة بالتقليل من العدد الحقيقي للسكان المحاصرين، وبأنها تستثني في أرقامها بعض المناطق المحاصرة من قبل القوات الحكومية.
ويقول حسن حسن، محلل الشؤون السورية (مقيم في واشنطن)، إن الحصارات الحكومية أشد وأقسى على عدد أكبر بكثير من الناس مقارنة بالحصارات التي يفرضها الثوار، وأن قوات الأسد، خلافاً للثوار، تمتلك طائرات لقصف المناطق التي تحاصرها ولنقل المساعدات جواً للسكان الموالين لها في المناطق المحاصَرة من قبل مقاتلي المعارضة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»