الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا-1 يشهد أول انتقال سلمي من الضوء إلى الظلام

سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا-1 يشهد أول انتقال سلمي من الضوء إلى الظلام
24 أكتوبر 2009 01:13
في الوقت الذي كانت التساؤلات تنصب منذ الإعلان عن تنظيم حلبة مرسى ياس لأول سباق للفورمولا-1 في أبوظبي حول إمكانية أن يكون السباق ليلا، جاء الإعلان الأخير عن بدء السباق في الخامسة مساء، ليؤرخ لمرحلة جديدة في مسيرة البطولة العالمية، بإقامة السباق في “الليل والنهار” معا، حيث يبدأ السباق نهارا وأثناء مجرياته يتم الانتقال السلمي إلى الليل وفق تقنيات وحسابات خاصة، تضمن عدم المفاجأة للسائقين. وكان الأيرلندي ريتشارد كريجان، الرئيس التنفيذي لحلبة مرسى ياس المنظمة للحدث، قد أعلن في أغسطس الماضي أن سباق جائزة أبوظبي الكبرى سيجمع النهار بالليل، بحيث يحافظ على توقيته المناسب لمحيطه الشرق أوسطي ويتناغم في الوقت نفسه مع ضرورات البث التلفزيوني في أوروبا. وقال في هذا الصدد: “السباق سينطلق الساعة الخامسة مساء (بالتوقيت المحلي) بدلاً من الساعة الثالثة ظهراً كما كان مقررا، ومن خلال السباق، سيتمكن العالم من مشاهدة الجمال المذهل لغروب الشمس في أبوظبي. وأضاف: إن تنظيم السباق للمرة الأولى خلال النهار والليل يتيح لنا فرصة فريدة للدلالة على المرونة المتأصلة للحلبة ومرافقها المتطورة حيث إن حلبة مرسى ياس ترغب دائماً في إظهار روعة عاصمة دولة الإمارات للعالم أجمع من خلال هذا السباق”. ورأى كريجان أن “حلبة مرسى ياس متطورة للغاية ومصممة خصيصاً لإجراء مثل هذه المنافسات ليلا أو نهارا”، موضحاً أن “الأضواء ستكون مفتوحة من بداية السباق لضمان الانتقال السلس من ضوء النهار إلى الظلام”. وكان بيرني ايكلستون مالك الحقوق الحصرية للبطولة، عقد العزم قبل سنوات على توسيع رقعة بطولته من خلال فتح أسواق جديدة تمثل أرضية صلبة لاستضافة جولات جديدة من السلسلة، خصوصا في القارة الآسيوية، غير أنه لم يتردد يوماً في فرض شروط قاسية أمام الراغبين في الحصول على قطعة من كعكة الفئة الأولى الدسمة على الصعيدين السياحي والاقتصادي. ولا يخفى على أحد أن دخول سنغافورة جدول سباقات بطولة 2008 قد مرّ بشروط صارمة تمثلت في وجوب استضافة الحدث تحت الأضواء الكاشفة، وذلك للمرة الأولى في تاريخ هذه الرياضة الميكانيكية التي انطلقت سلسلتها العالمية رسمياً عام 1950. ويهدف القائمون على البطولة، وتحديداً ايكلستون، من خلال إقامة السباقات في الفترة المسائية، إلى زيادة معدل متابعي المنافسات عبر شاشات التلفزة في “القارة الأوروبية” بشكل خاص لأن التوقيت الآسيوي لتنظيمها لا يناسب المشاهد الأوروبي الذي يضطر عادة للنهوض باكراً من أجل متابعة السباقات، وانطلاقا من 2008، بات بإمكانه مشاهدة جائزة سنغافورة الكبرى ظهراً بتوقيت أوروبا الوسطى بشكل يتزامن عادة مع مواقيت السباقات المقامة في قارته. ولطالما عبر ايكلستون عن عدم نيته حصر السباق الليلي بسنغافورة، غير أنه كان يصطدم دوماً بحجة التكلفة الباهظة التي تستلزمها إنارة الحلبات والتي تتسلح بها الأخيرة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، رصدت حلبة لوسيل القطرية، التي احتضنت أول سباق ليلي في التاريخ بمناسبة الجولة الأولى من بطولة العالم للدراجات النارية “موتو جي بي” 2008، مبلغ 15 مليون دولار أمريكي لإنارة مسارها إذ جرى نشر 1200 عامود تحمل 3500 ضوء تحرك بأشعة الليزر، منها العمودي ومنها الأفقي، ما أدى إلى انكسار الأضواء لإبعاد تأثيرها عن الدراجين. وبلغت القدرة الضوئية في الحلبة 10 ميجاوات أي نحو 1200 وحدة ضوئية، مع أن القدرة الضوئية للشمس على أرض الحلبة تبلغ نحو 5000 وحدة ضوئية، أي أن نظام الإنارة فيها جاء بحجم ثلث طاقة الشمس. ويشكل مردود النقل التلفزيوني عصب بطولة العالم للفورمولا واحد دون منازع، ففي عام 2008 تجاوز عدد متابعي المنافسات خلف شاشات التلفزة حول العالم حاجز الـ 600 مليون مشاهد، وذلك للمرة الأولى مذ أبصرت البطولة النور. وتشير الدراسات ذات الصلة إلى أن المنافسة الحامية التي شهدتها نسخة 2008، تحديداً بين البريطاني لويس هاميلتون، سائق ماكلارين مرسيدس، والبرازيلي فيليبي ماسا، سائق فيراري، لعبت الدور الرئيسي في تسجيل الرقم الجديد. وكشف التقرير السنوي للبث التلفزيوني الخاص بسباقات الفئة الأولى أن عدد المشاهدين حقق في 2008 رقماً قياسياً بلغ 600 مليون مشاهد بزيادة بلغت ثلاثة ملايين مقارنة بمنافسات 2007 التي عاشت هي الأخرى نهاية دراماتيكية واجتذبت 597 مليون مشاهد. ولا يخفى على أحد أن إقامة السباقات ليلاً ستفضي إلى ارتفاع نسبة المتابعة التلفزيونية في “القارة الأوروبية”، السوق الأبرز والأهم للبطولة، وبالتالي زيادة معدل الإعلانات وتهافت الجهات الراعية. وهناك حلبات عدة حول العالم كانت مرشحة لدخول “لائحة ايكلستون” الخاصة باستضافة الحدث ليلاً، غير أن الأخير كان يصطدم دوما برفض القائمين على تلك الحلبات وذلك لأسباب مختلفة، أبرزها التكلفة الباهظة، في وقت ارتأى فيه بعضها إدخال تعديل طفيف على موعد انطلاق سباقه بما يتناسب وضرورات البث التليفزيوني في أوروبا. وهو الأثر الذي اقتفته أبوظبي حرصاً منها على إرضاء الأطراف كافة وإيماناً منها بضرورة إيصال الصورة الرائعة لأبوظبي إلى أكبر قدر ممكن من المشاهدين حول العالم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©