طلبت إيران رسميا من باكستان أمس، تسليمها زعيم منظمة “إرهابية” في إشارة إلى جماعة “جند الله” التي زعمت المسؤولية في سلسلة هجمات مميتة بينها هجوم انتحاري الأحد الماضي أدى لمقتل ما لا يقل عن 42 إيرانيا بينهم 15 على الأقل من قادة الحرس الثوري. فيما سعت إسلام آباد إلى تهدئة التوتر بين البلدين مؤكدة لوفد زائر يقوده وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار أنها لن تسمح بشن هجمات إرهابية من أراضيها تستهدف إيران عارضة تعاونها الكامل في التحقيق بشأن الهجوم الدامي الأخير في محافظة سيستان-بلوشيستان. وتقول طهران إن المدعو عبدالمالك ريجي زعيم جماعة “جند الله” المتشددة، يختبئ في منطقة بلوشيستان جنوب غرب باكستان لتنسيق عدة هجمات إرهابية داخل إيران. وقدم نجار طلب تسليم ريجي خلال اجتماعه مع نظيره الباكستاني رحمن مالك في إسلام آباد. وذكر مسؤول بارز في وزارة الداخلية الباكستانية “لقد طلب الإيرانيون تسليم ريجي خلال الاجتماع” مبينا أن باكستان اعتقلت أثنين من الإرهابيين المشتبه فيهم المطلوبين لدى إيران ولكن سيتم تسليمهم بمجرد استكمال عملية تحديد هوية المشتبه فيهم.
وكان نجار وصل إلى باكستان أمس وعقد مع نظيره رحمن مالك اجتماعا لعدة ساعات، في محاولة لإقناع قادتها بالتعاون في مكافحة “جند الله” وهي جماعة سنية تتهم الإيرانيين الشيعة بارتكاب جرائم ضد الأقلية السنية بعد أن اتهمت طهران الاستخبارات الباكستانية بالضلوع في التفجير الانتحاري في 18 اكتوبر الحالي. ونقل بيان لوزارة الداخلية الباكستانية عن مالك قوله إن البلدين يعملان في تنسيق تام لحفظ الأمن بالمنطقة لكنه لم يشر إلى طلب تسليم ريجي.
من جهته، قال نجار للتلفزيون الإيراني الرسمي “انه يحمل وثائق وأدلة تثبت استخدام مجموعة جند الله لأجهزة متطورة زودهم بها الاستكبار العالمي بهدف بث الفرقة والشقاق”.
وأكد رحمن للتلفزيون الإيراني بقوله “اننا ندرك مدى قلق الأخوة الإيرانيين لكن الحقيقة ان زعيم جند الله وجماعته غير متواجدين على الاراضي الباكستانية وان إسلام آباد سلمت موخرا 18 عنصرا من اعضاء هذه المجموعة ومن ضمنهم شقيق عبدالمالك ريجي إلى إيران حتى تثبت تعاونها مع طهران”. وكانت وكالة أنباء “فارس” المقربة من الحرس الثوري ذكرت أمس، ان 5 باكستانيين قتلوا في الاعتداء الانتحاري في سيستان- بلوشستان جنوب شرق إيران.
وفي تطور آخر، أكد شهود ان انصار المعارضة الإيرانية رددوا أمس، شعارات معادية للحكومة في معرض للصحافة في طهران. وبدأت الاحتجاجات بعدما زار زعيم حزب “اعتماد ملي” المعارض مهدي كروبي معرض الصحافة الذي يقام في مجمع الموصالا شمال طهران وحضره ممثلو وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
عدد اليوم
